أمام ماسبيرو تجلس فتحية حسن ذات ال68 عاما قعيدة على كرسي متحرك، بعد أن باتت ليلتها الأولي في الهواء الطلق، وكل أملها الحصول على شقة من 4 حيطان لتحمي بناتها الأربع من عيون المارة. تصوير : أميرة عبد المنعم فتحية حسن هي ربة أسرة من ضمن 1350 أسرة من أهالي مدينة السلام إعتصموا أمام ماسبيرو مطالبين بتخصيص شقق لهم من محافظة القاهرة، وخلال الإعتصامات رددت هتافات منها "شرف يا شرف العيشة بقت قرف"، "يا وزير قول الحق لينا شقق ولا لأ"، "يا بلدنا يا عافية لسه فيكي حراميه". نعود إلي فتحية والتى تعول 3 بنات ومصابة بشلل وكل دخلها هو معاش زوجها الصغير الذي لا يكفي حتى لسد رمق العيش، تحدثت والدموع تغرق عينيها وقالت : أنا لا أطلب غير الستر، من زمان ومنذ أن توفى زوجي وأنا بناتي ال3 نتنقل في العشوائيات من عشة إلى غرفة، وليس لدينا سكن يأوينا، وبعد أن ضاق بنا الحال ولم نعد نستطع دفع إيجار محل السكن تم طردنا واصبحنا مشردين بلا مأوى ولا مسكن، حتى وعدتنا الحكومة منذ 5 أشهر بتخصيص شقق، ومنذ هذه اللحظة ونحن نعيش بمخيمات بمدينة السلام، ونعيش حياة لا يستطيع احد أن يتحملها، وأنا سيدة مريض لا تقوى على الحركة، وأخاف كثييرا على بناتي، لم يعد لدينا ما يكفينا لنأكل به فاضطررت لبيع عفش الشقة حتى نوفر المال لنأكل به، ولكن لا أعرف ماذا سأفعل بعد أن فقدت كل ما لدي، حتى صوتي فقدته بسبب النوم في الهواء والتراب . ## ## ## وفاء محمد رجب ربة منزل ولديها 3 أولاد تعيش في الشارع من يوم 28 يناير وهو يوم ولادة طفلها الأصغر الذي لم يبت في بيت ليلة واحدة لذلك فهو مصاب بأمراض الدنيا كلها فهو مصاب بنزلة معوية وشعبية وغيرها، ويحتاج للحجز في المستشفى لكنها لا تملك أي مال لتفعل ذلك، الأسوأ من ذلك أن هذا الطقل الرضيع الذي لم يتخطى ال5 لا يرضع من وأمه وتم فطامه بعد اسبوعين من ولادته وهي لا تستطيع شراء اللبن له، كما أن إبنها الأكبر تم فصله من المدرسة لعدم وجود سكن منتظم لهم، والإبن الوسط فصل ايضا من الحضانة، بمعنى أدق هذه الأسرة ضاعت والسبب أن محافظة القاهرة وعدتها بشقة منذ 6 أشهر ولم توف بكلامها حتى الآن. ## ## ## ## ## ## ## مأساة نوال سيد هي وزوجها وبناتها الثلاثة المتزوجات قد تكون أكبر بعد أن طردت بناتها , أزواجهن من الشقق بعد أن عجزوا عن دفع الإيجار، المأساة تتجسد في أن إبن بنتها صاحب ال6 سنوات تناوب على إغتصابه عدد من البلطجية وتم فتح راسه بمطواه وإصابته أيضا بمطواه من أسفل. هذه نماذج من قصص مأساوية للأسرة المعتصمة الآن أمام ماسبيرو والذين كانوا يقيمون بمخيمات أقامتها لهم الحكومة بمدينة السلام منذ 6 أشهر بعد أن وعدتهم بتخصيص شقق .. لكن حتى الآن لم يحدث شيئا من هذا الكلام، وما زالوا حتى الآن معتصمون أمام ماسبيرو ولن يرحلوا حتى يتم الإستجابة لمطالبهم وحتى يجدون مأوي لأنه لم يعد هناك صبرا لتحمل العيش في الشارع بعد ذلك، حيث أقام المعتصمون بإغلاق شارع الكورنيش من أمام ماسبيرو ومنعوا مرور السيارات وهو ما أدي إلى حدوث شلل مروري في منطقة وسط البلد والتحرير، ونتيجة لهذا حدثت مشادات كثيرة بين المارة من أمام ماسبيرو من أصحاب السيارات والمعتصمين إلا أن رجال الشرطة الذين تواجدوا هناك بشكل كثيف كان يفضون تلك الإشتباكات، المعتصمون متمسكون بموقفهم لدرجة أن أحدهم عندما حاول البعض فتح الطريق أصابته حالة تشنج وسقط في الطريق، لكن الأجمل أنه رغم الحالة الصعبة التي يعيشونها إلا أن الكثيرين منهم يقولون أنهم لا يريدون إيقاف حال البلد ولا يريدون قطع الطريق. ## ## ## ## ##