يا جماعة : موسى نبى وعيسى نبى ومحمد نبى وكل من له نبى يصلى عليه .. اما بعد ، فالذى حدث باختصار هو انه صدر ترخيص ببناء مبنى ادارى ملحق بكنيسة السيدة العذراء بالعمرانية .. لكن هذا المبنى تم تحويله الى كنيسة بدون الحصول على تصريح .. فاصدر الحى قراره بوقف البناء حتى يتم استخراج التصاريح اللازمة .. فغضب عدد من الاخوة المسيحيين وتوجهوا الى مبنى محافظة الجيزة وتجمهروا وتظاهروا وتدخل الامن واشتبك الطرفان معا فتوفى اثنان واصيب العشرات من الطرفين .. القصة ليس فيها مسلمون ومسيحيون ، هى محاولة للخروج على القانون من جانب .. قابلتها محاولة اخرى لترويض المتظاهرين لكيلا يقال – واحنا فى ايام انتخابات – ان الدولة ذراعها بيتلوى .. هذا هو الموضوع بكل ابعاده ولذلك اندهشت جدا من بعض ردود الفعل السريعة التى اعقبت هذا الحادث المؤسف .. فالدكتور محمد البرادعى مثلا كتب على موقعه على الفيس بوك ان احداث العمرانية وصمة عار على جبين كل مصرى !! طيب ليه يا عم البرادعى ؟ انا كمواطن مصرى ذنبى ايه ؟ اندهشت ايضا عندما اشتغلت برامج الفضائيات مساء يوم الحادث على فكرة الوحدة الوطنية والفتنة الطائفية والاصابع التى تعبث فى الخفاء ...واجتهد كل مقدم برنامج ليتذكر جيرانه واصدقاءه من المسيحيين الذين تربى وسطهم واكل وشرب معهم من نفس الطبق وذات الكوباية .. الى اخر هذا الكلام الكبير بدون مناسبة .. مع ان الموضوع والله العظيم ليس له علاقة بالمسلمين من قريب او بعيد .. طيب .. ماهو ساعات بيحصل اكتر من كده فى مظاهرات الجامعة ..وساعات فى النقابات .. طيب والله العظيم انا مرة كنت جالسا فى امان الله داخل المبنى القديم لنقابة الصحفيين .. وكانت هناك مشكلة فى نقابة المحامين المجاورة والامن المركزى تدخل .. ولم اشعر الا وقنبلة مسيلة للدموع تنفجر تحت قدمى .. والمعنى ان عصا الامن لا تعرف التعصب ولا تفرق بين الاديان .. او هى كما قال الرئيس السادات عن القدس : لكل الاديان ! لكن اكثر ما اثار دهشتى هو ان معظم الذين تناولوا هذا الحادث لم يلفت نظرهم ان الاخوة الذين تظاهروا –بغض النظر عن ديانتهم – لم يكونوا على صواب .. يعنى ارادوا ان يفرضوا امرا واقعا غير قانونى بالقوة ، وفى تقديرى ان السكوت والاستسلام كان سيخلق وضعا شديد الخطورة .. يعنى فى المقام الاول ان هيبة الدولة ضاعت .. وانا بصراحة عندى كلمتين محشورين فى زورى حاقولهم لحضرتك بسرعة كده واعمل نفسك مش واخد بالك .. او احرق الورقة بعد ما تقراها على طريقة رأفت الهجان : احنا طول عمرنا كمصريين عاديين - بعيدا عن المتطرفين من الجانبين - عايشين فى امان ومحبة .. وكان المسلم يراعى شعور المسيحى ولا يجرحه ابدا .. وكان المسيحى يتفوق لينال ثقة المسلم ، فتجد من المسيحيين اشهر الاطباء والمهندسين والكتاب والصحفيين والفنانين والمدرسين والصاغة وغير ذلك من المهن التى اصبح من الاقباط نجوم واعلام فيها .. واذكر ان احد المفكرين المستنيرين قال ان تفوق المسيحيين فى مجالات معينة ناتج عن انهم اقل عددا من المسلمين ، فلذلك يبذلون جهدا اكبر لتصبح قيمتهم اعظم .. لكن الامر لم يعد كذلك .. فمنذ ظهر على الساحة اشخاص يتاجرون بقضايا الاقباط ويستغلونها لتحقيق مكاسب شخصية تبدأ من مجرد الظهور على شاشات الفضائيات وتنتهى باللجوء الى امريكا والحصول على تمويل لمنظمات مشبوهة مثل اقباط المهجر وغيرها .. منذ هذا الظهور غير المشرف لهؤلاء المشبوهين تغير سلوك الاقباط .. شعر كثير منهم انهم فى مراكز قوى خاصة وان اى مشكلة تحدث بين قبطى ومسلم يمكن ان نلبسها ثوب الفتنة الطائفية .. والحقيقة ان هؤلاء هم صناع الفتنة ومروجوها ومشعلو فتيلها .. والحقيقة الاهم التى يجب على الاقباط ان يعودوا اليها هى انهم ليسوا ضيوفا على هذا الوطن .. وانما جزء اصيل من نسيج شعبه .. عليهم ان يتصرفوا بحكمة .. وبهدوء وبذكاء ، وأن يحتموا بجيرانهم المسلمين .. شركاؤهم فى الوطن .. عليهم (من الاخر) الا يتغطوا بامريكا لان المتغطى بها عريان .