تمالكت نفسى وارتديت ملابسى وتجرعت السم مرة أخرى وأنا أهرول إلى الوزير الذى صعد خطوة أعلى إلى المنصب الجديد الرفيع يعنى أعلى من وزير ورئيس وزراء وأقبلت عليه مهنئا ولطعت قبلة على كل خد من خدوده وأقسمت بالله أننى لم أهاجمه أبدا وأننى أحلم باللحظة التى يكلفنى فيها بأى عمل وقابلنى ببرود .. خرجت من الوزارة وأنا أردد – جتنا نيله فى حظنا الهباب – يجب ألا أفقد الأمل مستحيل أن تنتهى الأمور عند هذا الحد يجب أن أعود إلى وزارتى مرة أخرى سوف أجاهد لاسترضاء الوزير فى منصبه الجديد.. صحيح أننى لم أتوقف ساعة واحدة عن الهجوم عليه بالحق والباطل ولكن للضرورة أحكام ومن أحكام هذه الضرورة أن تقبل اليد التى تتمنى قطعها انتهزت فرصة السفر مع وفد كبير به أحد معاونى الوزير الذى تولى منصبا جديد وانفردت بهذا المعاون التمس منه أن يتدخل لكى تعود المياه إلى مجاريها وأن يجعل سيادته يعفو عنى والمسامح كريم ويا بخت من قدر وعفى ذكرته بأننى دعوته على العشاء فى منزلى مع أسرتى وأننى كنت من أوائل المهنئين بتوليه المنصب الجديد وأننى زرته وأرسلت له زهور عند أول وعكة صحية ألمت بسيادته وأننى أهرول إليه محييا ومصافحا فى أى مناسبة عامة يتواجد فيها سيادته ولا يكلف سيادته خاطره بكلمة واحدة ولكن معلهش مازلت فى انتظار عفوه ولا أستطيع فى نفس الوقت أن أتوقف عن الهجوم عليه!! أقرأ أيضا الورقة الأولى .. كرست حياتى من أجل نفسى hgالورقة الثانية.. كارثة .. مصيبة