فى تمام الواحدة من صباح الثلاثاء وبينما يستعد أهالى الباجور بالمنوفية لاستقبال أول أيام العيد .. كانت صدمة وفاة البرلماني الكبير كمال الشاذلى الوزير السابق والمشرف العام على المجالس القومية المتخصصة فى انتظارهم .. الشاذلى توفى عن عمر يناهز 76 عاما بعد صراع طويل مع المرض ، وتم تشييع الجثمان من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بحضور كبار رجال الدولة وعلى رأسهم الرئيس محمد حسنى مبارك قبل أن يتوجه جثمان الراحل إلى الباجور ليوارى الثرى في فى المدفن الخاص به والذى بناه مؤخرا بجوار مسجد آل الشاذلى بالباجور .. وقد توفى الشاذلى بمستشفى المركز الطبى العالمى قرب مدينة العاشر من رمضان ، وقال النائب عاطف الحلال الشريك السياسي للراحل كمال الشاذلى على مقعد العمال فى دائرة الباجور أن الراحل تعرض لهبوط فى الدورة الدموية نقل على أثرها إلى المستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وأضاف " أصيب الشاذلى بغيبوبة صباح أمس نقل على أثرها إلى المركز الطبى العالمى وتحسنت حالته فى العاشرة وكانت الأمور على ما يرام الى أن فوجئنا بالمستشفى تخبرنا وفاة الفقيد فى تمام الساعة الواحدة ليلاً نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية". بينما أعرب محافظ المنوفية المهندس سامى عمارة عن حزنه الشديد لوفاة كمال الشاذلى المشرف العام على المجالس القومية المتخصصة وعضو مجلس الشعب عن دائرة الباجور ، وأوضح أن الفقيد كان مثالا للعطاء وبرلمانيا ناجحا استطاع حل الكثير من مشكلات دائرته، مؤكدا أنه تم إلغاء احتفالات المحافظة بعيد الأضحى المبارك حزنا على وفاة الشاذلى. ويعتبر الشاذلى هو أقدم نائب برلماني في العالم .. ورغم ظروفه الصحية لكنه كان ينوى ترشيح نفسه في انتخابات مجلس الشعب لمقعد الفئات عن دائرة الباجور والذي يشغله منذ 46 عاما ، وقبل أيام من وفاته عاد الشاذلي للقاء الناخبين بعد عودته من رحلة علاج طويلة بالولايات المتحدة استلزمت اجراء جراحة عاجلة بعد اصابته بمرض دقيق في الجهاز الهضمي ، وكان يردد دائماً الاية القرانية "واذا مرضت فهو يشفين" محاولا طمأنة مؤيديه إلى شفائه ، بل وأصدر بيانأً منذ أيام نفى فيه الشائعة التى سرت بوفاته وأتهم منافسه فى الانتخابات بأنه وراءها .. وقد انتخب الشاذلي عضوا فى مجلس الأمة لأول مره فى عام 1964 وعمره 30 عاما وشغل منصب أمين عام الاتحاد الاشتراكى فى المنوفيه ، كما تولى منصب وزير الدولة لشئون مجلسى الشعب والشورى لمدة 12 عاما من 1993و حتى 2005 ، كما شغل منصب أمين عام مساعد الحزب الوطنى وامين التنظيم وزعيم الاغلبيه بمجلس الشعب ، وشارك الشاذلى فى تأسيس الحزب الوطنى فى السبعينيات من القرن الماضى وكان له دور فاعل داخل الحكومة والحزب وداخل البرلمان وعرفة بقدرته على صد هجوم المعارضة تحت قبة البرلمان ، كما كان له دور فعال داخل الحكومة والحزب ولعب دورا رئيسيا فى سياسات الحزب الوطنى بشأن عدد من القضايا السياسية على مدى سنوات طويلة . وكان الشاذلى وصل من رحلته العلاجية الأخيرة محمولا على "شيزلونج" فى حالة إعياء شديدة بصحبة أبناءه الثلاثةى محمد رجل اعمال ومعتز الصحفى فى الاهرام ومنى ، ورغم عدم قدرته على المشى والحركة بشكل كبير لكنه حضر لقاء جماهيرى ضمن حملته الانتخابية وكان يبدو فيها مختلفاً تماماً عن الصورة التى أعتاده عليها أبناء دائرته .. حيث كان يبدو شديد النحافة ويتحدث بصعوبة ، لكنه كانت جماهيريته الطاغية بين أبناء الباجور تطغي على أي شيء ، واستقبله أبناء دائرته بزفة شعبية جماهيرية من القناطر الخيرية وحتى الباجور وغنوا له "فى كل شارع فى كل حى.. أنوار بتضوى فى ليلنا ضى.. سألت أهلى وحبايبى.. قالوا النهارده وزيرنا جاى" ، كما احتشد الأهالى أمام فيلته طالبين لقاءه، حاملين مئات الطلبات لتلبيتها مؤكدين أن الشاذلى يعتبر رمزاً لبلدهم وسنداً لهم حتى فى مرضه ، والدليل على ذلك أنه استطاع توفير دعم مادى بملايين الجنيهات لمستشفى الباجور المركزى ليصبح مستشفى نموذجياً. وقد أكد الدكتور مغاورى شحاته دياب أمين عام الحزب الوطنى الديمقراطى بالمنوفية أن الحزب فقد المنافسة على مقعد الفئات بدائرة الباجور بعد وفاة كمال الشاذلى ، وأضاف إن هناك 7 مرشحين مستقلين يتنافسون مع الدكتور محمد كامل مرشح حزب الوفد للفوز بعضوية مجلس الشعب على مقعد الفئات، مشيرا إلى أن المنافسة على مقعد العمال تبقى كما هى بين عاطف الحلال مرشح الحزب الوطنى وعدد من المستقلين.