ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    اعرف تحديثات أسعار الذهب اليوم السبت.. وهذه نصائح ضرورية عند التعامل    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في ذهاب نهائي إفريقيا والقنوات الناقلة    الأهلي والترجي| المارد الأحمر يسعى لتقديم مهر الأميرة السمراء في رداس    27 ألفا و120 طالبا وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية أمام 302 لجنة بأسوان.. اليوم    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخ جديد: تعزيز الحرب النووية    ارتفاع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية السبت 18 مايو 2024    جسم مجهول يصيب سفينة في البحر الأحمر    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    ذروة الموجة الحارة ورياح شديدة، الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتقدم 3 نصائح عاجلة    الأرصاد توجه رسالة عاجلة للمواطنين: احذروا التعرض للشمس    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    حكايات| «نعمت علوي».. مصرية أحبها «ريلكه» ورسمها «بيكمان»    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    رقص ماجد المصري وتامر حسني في زفاف ريم سامي | فيديو    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    أحمد السقا يرقص مع ريم سامي في حفل زفافها (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد الديب : مبارك لبى مطالب المتظاهرين!
نشر في بوابة الشباب يوم 03 - 08 - 2014

أكد فريد الديب محامي الرئيس الأسبق حسني مبارك لهيئة المحكمة في مرافعته بإعادة المحاكمة بقضية القرن، أن مبارك لم يكن يريد الاستمرار فى الحكم، وليس لديه رغبة فى الاستمرار.
وقال الديب إن مبارك لبى مطالب المتظاهرين، وأصدر مجموعة من القرارات الإصلاحية، وبعدما طلب المتظاهرين برحيله ترك الحكم ولم يستمر، ولم يرتكب المذابح أو يقتل شعبه مثلما فعل رؤساء آخرون فى دولهم.
واستعرض الديب أقوال الشهود من كبار المسئولين بالدولة، وعلى رأسهم طنطاوي وعنان واللواء حمدي بدين وآخرون، والذين أكدوا أن مبارك ترك الحكم بإرادته، ورفض مغادرة البلاد، وأن الشهود أكدوا عدم إصداره أوامر بقتل المتظاهرين أو إصابتهم. ومن بينهم اللواء عمر سليمان والذى أكد أن فض المظاهرات كانت بالطرق الاعتيادية بالمياه والغاز.
وأشار الديب إلى شهادة المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان والذين قررا أن مبارك أو العادلى لم يصدرا أوامر بقتل المتظاهرين، وأيضًا اللواء مراد موافى واللواء مصطفى عبد النبى، واللذين قررا أنه لو صدرت أوامر بقتل المتظاهرين لكان القتلى بالآلاف.
كما تطرق الديب إلى شهادات اللواء حسن الروينى، والدكتور أحمد نظيف واللواء حمدى بدين واللواء خالد ثروت واللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة، بأن التعليمات كانت بتأمين المظاهرات، وأيضًا الكاتب إبراهيم عيسى الذي شهد بأن مبارك لم يأمر بإطلاق النيران على المتظاهرين.
وأكد المحامي فريد الديب في مرافعته، بأنه لا يوجد أى دليل على ثبوت التهم فى حق مبارك أو العادلى أو مساعديه، وأن مبارك نفى تمامًا إصدار أمر باستخدام العنف، وأن نفس الأقوال أكدها حبيب العادلى فى أقواله بالتحقيقات.
ومن ناحية أخري ، تباينت ردود الأفعال حول مرافعة فريد الديب محامي الدفاع ب«قضية القرن» ، فبين مطالبات غاضبة من نشطاء سياسيين وحقوقيون بمحاكمته لما اعتبروه هجومًا على ثورة 25 يناير، وانتهاكه الصارخ ومخالفته للدستور لوصفه إياها ب«المؤامرة الأجنبية ضد الدولة المصرية»، انطلقت التعليقات الساخرة لتلاحق الديب على ما اعتبروه الأداء التمثيلي أمام هيئة المحكمة، فيما دشن نشطاء «تويتر» هاشتاجًا حمل عنوان «#مسرحية _الديب» .
وبينما قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عبر حسابه بموقع «تويتر»: إن «الدستور المصري يؤكد أن ثورة 25 يناير ثورة عظيمة.. فريد الديب يذكر أن ثورة يناير مؤامرة.. كلام فريد الديب يعتبر إهانه للدستور = جريمة»، اعتبرت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح وصف «الديب» لثورة يناير ب«المؤامرة» انتهاك للدستور قائلة: «فريد الديب ينتهك الدستور المصري صفحة 1، 2، ووثيقة التسلم والتسليم بين الرئيس السابق عدلي منصور والرئيس عبد الفتاح السيسي».
من جهته اعتبر الدكتور خالد منتصر أن مرافعة الديب حملت خلطًا بين الوقوف أمام القضاء واللقاء التليفزيون قائلًا: «أعتقد أن جلسة محاكمة مبارك تحتاج بعض الانضباط في الوقت؛ لأن فريد الديب خلط ما بين مرافعة أمام محكمة وبين لقاء تليفزيوني، المرافعة لا بد أن تختصر».
وفي السياق وجه نشطاء «تويتر» تحت هاشتاج «#مسرحية _الديب» و«#محاكمة_القرن»، انتقادات ساخرة بحق فريد الديب، ومنها تغريدة الناشط محمود عفيفي: «ثورة يا مبارك، ثورة يا فريد يا ديب، ثورة يا حبيب يا عادلي، 25 يناير ثورة ضد فسادكم واستبدادكم ولو كره الفاسدون»، قال صاحب حساب حمل اسم معشوقتي أم الدنيا «جمال مبارك نفسه مندهش من اللي فريد الديب بيعمله»،غردت صاحبة حساب حضرة الأفوكاتو «أنا حاسه أن فريد الديب كان بيدرس في كلية حقوق قسم تمثيل وإخراج».
فيما أعلن الكاتب الصحفي مصطفى بكري التقدم ببلاغ للنائب العام بحق فريد الديب بسبب ما اعتبره «تطاولًا وأكاذيب بحقه ساقها أمام المحكمة» قائلًا: «إن بكري كتب العديد من الكتب، منها كتاب عن الجيش، ثم غير ما تناوله في الكتاب عن تلك المؤسسة، فهو يكتب العديد من الكلام الخطأ وهذا يعتبر جريمة».
وكان فريد الديب شن هجوما حادا على ثورة يناير 2011 واصفا إياها ب ''المؤامرة الأجنبية ضد الدولة المصرية'' ، ومعتبرا أن جماعة الإخوان قد استغلت الغضب الشعبي في تحقيق مآرب وأهداف خاصة بها للاستيلاء على الحكم وإسقاط الدولة المصرية ، إنفاذا ل ''مخطط أمريكي'' لإعادة تقسيم دول الشرق الأوسط وتخريب دول المنطقة ، وأن التنظيم الدولي للإخوان كان أحد ''أذرع'' ذلك المخطط.
جاء ذلك في أولى جلسات مرافعة فريد الديب عن مبارك في إعادة محاكمته ، حيث انتهت المحكمة من الاستماع لمرافعات أعضاء هيئة الدفاع عن جميع المتهمين ، عدا مبارك ونجليه فيما هو منسوب إلى الرئيس الأسبق من الاشتراك بطريق التحريض على قتل متظاهري ثورة يناير لإجهاض الثورة ، وما نسبته النيابة إليه ونجليه (علاء وجمال مبارك) من ارتكاب جرائم فساد مالي تضمنت عدوانا على المال العام والإضرار العمد به.
وصرحت المحكمة بمغادرة مبارك وإعادته إلى مستشفى المعادي للقوات المسلحة - حيث مقر احتجازه - لتلقي العلاج بصورة عاجلة ، وذلك بعدما أصيب بحالة إعياء مفاجئة تطلبت إخراجه من قفص الاتهام بعد ساعة من بدء مرافعه الدفاع عنه.
واستهل فريد الديب مرافعته باستعراض جوانب من حياة مبارك ونشأته وحتى توليه منصبه كرئيس (أسبق) للجمهورية.. مشيرا إلى أن فترة تولي مبارك ''شهدت إصلاحات وانجازات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة في تاريخ الدولة المصرية، تضاف إلى إنجازه العسكري كبطل من أبطال حرب أكتوبر عام 1973 ''.. على حد قول الديب.
وقال الديب: ''الرئيس مبارك لاقي من العنت الكثير على مدى أكثر من 3 سنوات ، تحلى خلالها بالصبر إزاء حملات التشويه والإساءة والظلم له ولأفراد أسرته ، فلم ييأس من نصر الله عز وجل ، ولاقى الاتهامات بقلب أبي جسور، فلم يهتز إيمانه ولو للحظة واحدة في أن الله سوف ينصره وأن القضاء سينصفه.. حتى حينما صدر الحكم في المحاكمة السابقة بإدانته عن تهمة القتل ، فإنه لم ييأس ، وإنما كان القضاء هو الذي أنصفه ، إذ قضت محكمة النقض بنقض حكم المحكمة الأولى برمته وإعادة المحاكمة''.
وأشار الديب إلى أن ''التحقيقات التي باشرتها المحكمة - في جولة الإعادة – جاءت لتكشف عن حقيقة الظروف والملابسات التي كانت غائبة وجرى طمسها عن الناس وأخفيت عنهم ، ففطن الناس رويدا رويدا للحقيقة وعرفوا من ذا الذي قتل وخرب وحرق''.
واسترسل الديب قائلا: ''لقد ظهرت واتضحت بالأدلة - التي لا يرقى إليها الشك – الحقائق التي كان قد جرى طمسها ، والتي تدل دلالة قاطعة على أن ما حاق بمصر خلال الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 كان حلقة من حلقات مؤامرة كبرى على المستويين الدولي والمحلي ، تستهدف تدمير البلد الآمن وإشاعة الفوضى والرعب والاضطراب بين أبنائه وإغراقه في بحور من الدم المصري الزكي ، وفرض سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على السلطة وإقامة دويلات بين أراضيها وإعطاء جانب من تلك الأراضي لآخرين بما يخدم أغراض الإرهاب والصهاينة''.
وأضاف الديب: ''لولا صمود الشعب والقوات المسلحة، لما قامت لمصر قائمة''، معتبرا أن ما تكشف خلال الفترة الماضية من معلومات حول طبيعة وتفاصيل ما جرى في مصر خلال السنوات الماضية ، أصبح من قبيل ''العلم العام'' الذي يمكن لأي قاض أن يحكم به ويستند إليه ، فلا يصم ذلك حكمه بالعوار، وذلك طبقا لما استقر عليه قضاء محكمة النقض.
وأوضح أن ''هذه الحقائق'' صارت ثابتة بين دفتي ملف القضية وموثقة في أوراقها ومحاضرها ، من خلال أقوال الشهود الذين تم الاستماع إليهم عبر جلسات المحاكمة السرية وغير السرية.
واستغرق فريد الديب في العرض لتاريخ مبارك ونشأته ومولده وتدرجه في المناصب، مشيرا إلى أنه أجرى عملية ''إصلاح اقتصادي واسعة في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة والإسكان استطاعت النهوض بمصر، وإصلاح سياسي تدريجي بتشجيع الحراك السياسي الذي أسفر عن ظهور أكثر من 24 حزبا في عهده بعد أن كانت 5 أحزاب فقط مطلع توليه الحكم ، ونحو 523 صحيفة بدلا من 35 فقط، ودعم حرية الصحافة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر والرأي.
وذكر الديب أن مبارك دعم استقلال القضاء بإصدار قانون السلطة القضائية وإعادة مجلس القضاء الأعلى وإضفاء الحصانة القضائية على جهاز النيابة العامة ومنصب النائب العام واعتبارهم جزءا لا يتجزأ من السلطة القضائية ، وعدم التدخل في شئون وأحكام القضاء.
وقال فريد الديب إنه لم يحدث أن تستر مبارك طوال عهده في يوم من الأيام على فساد أو انحراف لأي شخص أو مسئول مهما كبر منصبه.. مستشهدا في ذلك بالقضية التي أحيل فيها 40 ضابطا بجهاز مباحث أمن الدولة (المنحل) إلى محكمة الجنايات عام 1983 لاتهامهم بارتكاب وقائع تعذيب بحق مواطنين ، علاوة على تقديم العديد من كبار مسئولي الدولة من محافظين ووزراء للمحاكمات في قضايا فساد.
وانتقد الديب النيابة العامة ''لعدم مبادرتها بالتحرك والتحقيق'' إزاء ما كشفت عنه مقاطع فيديو مصورة قدمها عضو هيئة الدفاع المحامي علي الجمل في جلسة سابقة وعرضتها المحكمة في حضور ممثل النيابة العامة – وما تضمنته تلك المقاطع من اعترافات لأشخاص شاركوا في أحداث يناير 2011 بارتكاب جرائم قتل بحق ضباط وأفراد الشرطة وحرق وتخريب للممتلكات.
وذكر الديب أن المشاركين في أحداث يناير كانت مطالبهم شتى ، ما بين تحقيق إصلاحات اقتصادية ومطالب فئوية وتغيير وزير الداخلية وقتئذ حبيب العادلي وإصلاح جهاز الشرطة ، وهو الأمر الذي ينفي عن تلك الأحداث وصف ''الثورة'' التي تكون ما يصدر عن الشعب من البداية دون تدخل أجنبي لهدف محدد هو تغيير نظام الحكم والدستور.. وأنه مهما بلغت الأعداد المشاركة ومهما بلغت ''حدة الغضب'' لدى من خرجوا لتحقيق مطالب معينة ، فإن ذلك لا يمكن ومعه وصف تحركهم بالثورة.. على حد قوله.
واستعرض فريد الديب – خلال المرافعة - شهادات لعدد من الشهود الذين تم الاستماع إليهم في المحاكمة بجولتيها، وفي مقدمتهم عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق (خلال الجولة الأولى للمحاكمة) والذي قال بشهادته حينها بوجود مخطط أمريكي منذ عام 2005 تم تنفيذه من خلال برنامج الديمقراطية والحكم الرشيد، بتخصيص أموال لمنظمات مجتمع مدني بعينها وتجنيد مجموعات من الشباب المنخرطين في العمل السياسي ببعض الحركات والتيارات مثل حركة 6 أبريل و كفاية وكلنا خالد سعيد.
وأضاف الديب أن سليمان قال حينها إن جهاز المخابرات العامة رصد تسلل عناصر من حركة حماس وذراعها العسكري كتائب القسام، وحزب الله اللبناني، ومشاهدة البعض من تلك العناصر في ميدان التحرير.
وذكر الديب أن وزير الداخلية الأسبق محمود وجدي قال بشهادته أمام المحكمة بوجود ''مخطط أجنبي خارجي'' لهدم جهاز الشرطة المصري حتى لا تقوم له قائمة.. وأن المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق قال في شهادته بالمحاكمة الأولى إنه تم إبلاغه من جهاز المخابرات الحربية بأن عناصر من حركة حماس تسللت إلى مصر، قبل أحداث يناير 2011 .
وقال إن يناير 2011 كان مخططا أمريكيا تم تنفيذه بواسطة جماعة الإخوان ومن يدور في فلكها، لإشعال مصر على غرار ما حدث في تونس وغيرها، في إطار خطة ''الشرق الأوسط الكبير''.
وأشار إلى أن اللواء حسن الرويني القائد الأسبق للمنطقة المركزية العسكرية قال في شهادته أمام المحكمة إن العناصر التي أطلقت النيران على المتظاهرين وقنصهم، كانت من أعضاء الإخوان والفصائل المنتمية إليهم، وأن انطلاق شعارات تغيير نظام الحكم كانت قد أول ما بدأت من عناصر أجنبية تم رصدها.
وعرض الديب أيضا إلى شهادة الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي قال أمام المحكمة في شهادته إن ما حدث في 25 يناير كان حلقة من مخطط أمريكي لإشعال البلاد والفوضى بها، وأن من خرجوا للتظاهر في يناير 2011 كانت أفكارهم مختلفة ومشتتة في البداية، وأن كل ما كان يطالب به المتظاهرون كان ينحصر في رحيل وزير الداخلية حبيب العادلي، ثم تحول الأمر إلى مطالب فئوية ومطالبات بالإصلاح.
وذكر الدفاع أن اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق قال إن البرنامج الأمريكي للديمقراطية لم تكن أهدافه نبيلة، وأن هذا البرنامج تضمن في عمله تجنيد عناصر مصرية محلية في إطار مخطط واسع لإسقاط الأنظمة في الشرق الأوسط، وأنه تم رصد تدخلات من سفارات دول أجنبية بتحريض العديد من العناصر على نظام الحكم السابق.، وأن الإخوان تسللوا من خلال جمعيات المجتمع المدني الممولة خارجيا، لخلق كوادر إجرامية منظمة.
وأضاف أن اللواء مصطفى عبد النبي رئيس هيئة الأمن القومي شهد أمام المحكمة أن تمويل البرنامج الأمريكي تم اقتطاعه من المعونة الأمريكية الموجهة إلى مصر، وأن البرنامج كان يهدف في استراتيجيته إلى تغيير نظم الحكم العربية.
وذكر الدفاع نقلا عن شهادة اللواء عبد النبي أن كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) كانت تقوم بجمع وتخزين الذخيرة المصرية المقدمة لقوات السلطة الفلسطينية لحفظ الأمن بالأراضي الفلسطينية، وأنه تم استخدام تلك الذخيرة لقنص المتظاهرين في يناير2011 وإشعال الفوضى والغضب بين عموم المصريين ضد السلطة.
وأشار فريد الديب أن اللواء حمدين بدين القائد السابق لقوات الشرطة العسكرية قد ذكر في شهادته، أنه بوصفه عضوا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومن واقع ما تلقاه المجلس من معلومات حول أحداث ثورة يناير، فإن ما حدث كان في عمومه بمثابة مؤامرة تستهدف الدولة المصرية ودول المنطقة العربية.
كما عرض الديب لشهادة اللواء خالد ثروت رئيس جهاز الأمن الوطني، والذي قال إن جماعة الإخوان استغلت مطالب المتظاهرين في 25 يناير، لتنفيذ مخطط أمريكي لإحداث قلاقل وتقسيم دول الشرق الأوسط وإعادة رسم المنطقة العربية، وأن جماعة الإخوان حينما همت بالنزول، استعانت بعناصر من حركة حماس وكتائب القسام خلال أيام الثورة.
وقال الدفاع إن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق قد أكد في شهادته أنه تم استغلال شباب المتظاهرين الذين خرجوا لتحقيق بعض المطالب الإصلاحية، في تغيير دفة المشهد السياسي، وذلك بمعرفة جماعة الإخوان، وأن تحول التظاهرات من السلمية إلى العنف جاء بصورة ممنهجة مخطط لها.
واستعرض الدفاع جانبا من شهادة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، والذي وصف فيها 25 يناير بأنها ''ثورة لم تكتمل بعدما افتقدت البوصلة السلمية، لقيام عصابة بسرقتها من الشعب وهي جماعة الإخوان التي لا تؤمن بفكرة الوطن وإنما بالجماعة''.. وأن ثورة يناير لا يمكن نسبتها إلى فصيل سياسي بعينه، حيث كان متظاهرون يطالبون بعزل حبيب العادلي من منصبه كوزير للداخلية، وآخرون يطالبون بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، ومجموعة أخرى تطالب بسقوط توريث الحكم من مبارك لنجله جمال، وآخرون طالبوا بتطهير جهاز الشرطة.. وأنه حينما كان متواجدا بميدان التحرير لاحظ أن القوى السياسية والشباب المشاركين لم تكن لديهم شعارات وأفكار موحدة.
واستشهد الديب بما جاء في شهادة اللواء حسن الرويني من أن مسألة التوريث، لم يكن لها أساس من الصحة، وأنه تم تداولها على نحو يستفز الناس، وأنه كان تآمر واضح على مصر يتجلى في تسلل عناصر من كتائب القسام عبر الأنفاق السرية الرابطة بين قطاع غزة والأراضي المصرية ومهاجمتها للسجون والمنشآت الأمنية، وان 25 يناير 2011 وما تبعه من أحداث كان مخططا أمريكيا بالاتفاق مع جماعة الإخوان.
وقال إن المقدم محمد مبروك الضابط بجهاز الأمن الوطني، والذي قامت عناصر إرهابية باغتياله مؤخرا، ذكر في تحرياته أنه ما شهدته مصر اعتبارا من 25 يناير 2011 بدأ التخطيط له منذ عام 1997 ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية استعانت بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين والفصائل التابعة له ودولة قطر في تنفيذ هذا المخطط.
وأشار إلى تحريات المقدم مبروك تضمنت توغل عناصر الإخوان في شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت، لبث الشائعات والأخبار الكاذبة واستعداء الناس على نظام الحكم، وأن محاضر التحقيق القضائية في شأن تلك التحريات تضمنت تفريغا لتسجيلات ووثائق.
وأضاف أن جهاز المخابرات العامة قدم بدوره تقريرا لجهات التحقيق القضائية، يتضمن معلومات تفصيلية حول وقائع تمويل وتجنيد عناصر تخريبية.
واعتبر فريد الديب أن الولايات المتحدة قد وضعت مخططها بإزاحة حسني مبارك عن الحكم، في أعقاب رفض مبارك اشتراك الجيش المصري ضم تحالف غزو العراق عام 2003 ، ورفضه المتكرر لمطالب إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي المصرية، وكذا رفضه الدخول في مشروع ''المظلة النووية'' الأمريكي ورفضه أيضا حل القضية الفلسطينية على حساب مصر باستقطاع جانب من الأراضي المصرية في سيناء بحيث تقام عليه الدولة الفلسطينية.
وأضاف الديب أن مراد موافى وإبراهيم عيسى أكدا في شهادتيهما امام المحكمة أن رفض مبارك للعرض الأمريكي بالتنازل عن جزء من أرض سيناء لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين، كان سببا مباشرا في حال العداء بين الولايات المتحدة والرئيس الأسبق.
وقال الديب إن المخطط الذي وضع ضد النظام المصري، جانب منه كان يقوم على بث شائعات تستهدف تقويض النظام، وبعد تنحى مبارك لتشويهه، على غرار ما نشرته جريدة الجارديان البريطانية التي يساهم في ملكيتها ''قطريون'' حول امتلاك مبارك لثروة يبلغ مقدارها حول 70 مليار دولار، ثم تكذيب الجريدة نفسها للخبر، ومن بعدها قيام الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بالزعم أن مبارك يمتلك 11 مليار دولار، وعقب استدعائه (هيكل) للوقوف على طبيعة المعلومات التي بحوزته تبين أنها مستقاة من وسائل إعلام وصحافة غير موثقة.
وأشار إلى أنه عقب تنحي مبارك، دارت ماكينة بصورة منظمة لتشويه مبارك وتقديم بلاغات كيدية ضده، تتضمن وقائع غير صحيحة، ومن بينها بلاغ اتهم مبارك بالحصول لنفسه على المنح الدولية جراء مشاركة القوات المصرية في تحالف تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي، وهو الأمر الذي كشف التحقيق عن أن تلك المبالغ مودعة في حساب خاص بها بالبنك المركزي المصري خاص بالدولة، وأن مبارك لا علاقة له به مطلقا.
وأضاف أن من بين البلاغات الكيدية التي قدمت ضد مبارك، بأنه كان يحصل على مبالغ مالية ونسب من صفقات شراء وبيع الأسلحة، مشيرا إلى أن المستشار عبد المجيد محمود النائب العام (الأسبق) خاطب جهاز المخابرات الحربية في 10 أبريل 2011 لتقديم التحريات والمعلومات التي تتوافر حول طبيعة تلك المخالفات في ضوء ما ورد ذكره بالبلاغات محل التحقيق، فكان أن رد الجهاز في 7 مايو 2011 بأنه بعد إجراء التحريات اللازمة، تبين عدم وجود مخالفات إدارية أو جنائية تخص مبارك في شأن صفقا بيع وشراء الأسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.