ساقية الهواري.. شبابيك المقطم.. مزار.. أبجدية.. كل هذه الأماكن أصبحت في الفترة الأخيرة تنافس ساقية الصاوي على جذب الشباب وتصبح متنفس جديد للثقافة في مصر.. بعيدا عن روتينية قصور الثقافة الحكومية.. وكلها بالجهود الذاتية.. ويقدمون شكل جديد وروح جديدة للثقافة المصرية.. نتعرف على هذه الأماكن أكثر في السطور التالية... شبابيك المقطم إقامة صالونات وندوات لبلال فضل وعلاء الأسواني وعمر طاهر وتوقيع كتب لكبار الكتاب.. كل ذلك كفيل بأن نقول على شبابيك المقطم أنه منارة ثقافية جديدة.. وتقول هدي شوقي- مديرة المركز-: بدأنا شبابيك المقطم في منطقة المقطم في يناير 2012 بحضور عدد من الشخصيات العامة السياسية والفنية والأدبية، ليكون مركز ثقافي ينافس وبقوة الأماكن الثقافية الموجودة في مصر، وأقامه الروائية ضحي عاصي، والهدف هو خلق مفاهيم ورؤى جديدة لحياة الأفراد وعلاقتهم بذاتهم والآخرين من خلال الثقافة والفنون من أجل أسرة مثقفة واعية، وهو مؤسسة ثقافية و فنية تهدف إلى تنمية الإبداع الثقافي والفني لمختلف الأعمار، والمساهمة في تنمية مهارات الشباب واحتواء أفكارهم ومقترحاتهم ومساعدتهم في تنفيذها، وزيادة مساحة الجمال في حياة الناس، وعمل قنوات اتصال مباشرة ما بين الناس ورموز الثقافة والفنون في مجتمعاتهم، والمساهمة في بناء شخصية الطفل لنشئ مجتمع متصالح ومتوازن، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، ورفع الوعي لدى الأسرة المصرية، والعمل على زيادة الوعي بالثقافات والحضارات الأخرى، وترسيخ الوعي بالشخصية والهوية المصرية، وكل ذلك من خلال الخدمات الثقافية والفنية وإقامة الحفلات والاحتفالات والأمسيات الثقافية الأدبية وفن رقص الباليه ومعارض تصوير، ومسرحيات للمكفوفين، وحفلات توقيع الكتب، كما نقيم "fun day" مثل مهرجان الكوربة، والحمد لله أصبحنا ننافس ساقية الصاوي بشكل كبير، ولكن التمويل فقط هو الصعوبة الوحيدة التي أمامنا، وخصوصا أن التكاليف كلها ذاتية، ولا يوجد أي دعم أو رعاة، ولكننا مصممين على هدفنا ونشر الثقافة في المجتمع.
ساقية الهواري
أهل المناطق الشعبية لا يتمكنوا من دخول الأوبرا وساقية الصاوي.. هذا ما جعل المهندس هشام الهواري يقيم ساقية الهواري الثقافية.. ويقول: الثقافة في مصر لا تصل إلي الطبقات الفقيرة والمتوسطة ويتم تهميشهم، كما أن الناس في تلك المناطق الشعبية يخافوا أن يسيروا بجانب الأماكن الثقافية الكبيرة، لذلك فكرت في نقل الثقافة إليهم، فأقمت ساقية الهواري في المريوطية بالهرم، وتقام فيها العروض الفنية والندوات السياسية والدينية والعروض المسرحية والفنية والشعرية والأدبية ومجال للتفاعل بين الأفراد، تقوم ساقية الهواري بنفس المهام، ولكن خدمة للمناطق الفقيرة ودون مقابل، بعكس ساقية الصاوي التي تقع في منطقة الزمالك ويقتصر مرتادوها على الطبقات الغنية، وتقوم ساقية الهواري كذلك بدور اجتماعي، يتمثل في تقديم الخدمات الاجتماعية لسكان المنطقة واكتشاف المواهب من أبناء المنطقة، وعرض مسرحيات لفرق الهواة، وكذلك استضافة العازفين الهواة، إلى جانب المساهمة في بعض المشاريع الخدمية بالمنطقة المحيطة بها، مثل النظافة وإقامة ورش لتعليم سكان المنطقة القراءة والكتابة، بالإضافة لمحو أميتهم السياسية، كما أننا لا نستضيف النخبة لأنهم بعيدون عن المناطق الشعبية، ولكني أتمنى أن أجد تعاون منهم، ولكني أستضيف أساتذة جامعة ليتحدثوا عن الكثير من المشاكل، كما أن تمويل الساقية ذاتي، وصرفت عليها من 15 إلي 20 ألف جنيه، ولا يوجد عائد سوى تغطية مصاريفها، وليس لدي تطلع لمنافسة ساقية الصاوي، ولكن المهم عندي أن تصل الثقافة لهؤلاء المهمشين بطابع شعبي، والحمد لله الإقبال في تزايد بعد مرور أكثر من سنة على وجود الساقية.
مزار
دمج لطاقات الشباب لتقديم أفكار ومشروعات ثقافية وفنية جادة تخدم المجتمع بمفهوم إبداعي متطور تتسع دائرته كلما اتسعت حلقة التعاون بينهم.. هذا هو هدف مركز مزار الثقافي.. ويقول مصطفي عبد المحسن- المسئول عن الفعاليات وأحد مؤسسي المركز-: بدأنا مركز مزار في مايو 2011، فعقب الثورة وجدنا أننا في حاجة إلي مركز لدمج طاقات المبدعين في شتى أنواع الفنون والثقافة, لتقديم محتوى متميز وهادف والمساهمة المدروسة في توسيع دائرة الطرح الثقافي في مصر، كما طرحنا فكرة استغلال المساحات وتحويلها لمراكز ثقافية، فحولنا مساحة على سطح عمارة في مصر الجديدة لمركز مزار، ونحن 6 شباب تكفلنا بكل التكاليف وتنفيذ الفكرة، وندفع كل التكاليف من جيوبنا، ونقدم مجموعة متنوعة من ورش العمل الموسيقية والفنية والتعليمية، ولقاءات وندوات شهرية مع متخصصين في مجالات عديدة مثل التجميل والتغذية، ومعارض فنية، وحفلات غنائية و موسيقية، بجانب حملات توعية وتنموية، وهدف إلي وجود تكتل بين الشباب المبدع ليساعدوا بعضهم في كل مجالات الثقافة، وتفريغ طاقات الشباب، وذلك بحلول غير تقليدية لنشر الثقافة، فلو فكر شخص واحد من كل منطقة في استغلال مساحة سطح المنزل وجعل هذه الأسطح منارة ثقافية تضىء عقول شباب مصر بالكامل، بأقل التكاليف وربما تدر عليه دخلا أيضا فى يوم من الأيام، فقد حولنا سطح منزل إلي مركز إشعاع ثقافي جديد، والحمد لله الإقبال أكثر من توقعاتنا بشكل كبير، كما نري أن مصر الآن في حاجة إلي ثورة ثقافية تساعد في تقدمها بأيدي الشباب.
أبجدية
مصر في حاجة إلي روح ثقافية جديدة.. لذلك أقيم مركز أبجدية الثقافي في المكان الذي قامت فيه الثورة ليكمل الثورة الثقافية وبالتحديد في شارع طلعت حرب.. وتقول الأديبة هند مختار- المسئولة عن المركز-: كان لدينا مشروع ثقافي من قبل الثورة، ولكن بقيامها وجدنا أن هذا المشروع مات، ولكننا بعد ذلك وجدنا أن هذا التوقيت يحتاج إلي مثل المشروعات الثقافية التي يحتاجها المجتمع بشكل كبير، فأنشأنا أبجدية، والاسم لأننا نحتاج إلي أبجدية للديمقراطية والسياسة والحرية، وبدأنا في مايو 2011، ونقدم جميع الخدمات الثقافية والتي نقدمها بشكل وروح مختلفين عما كان يقدم من قبل، لأن الناس لم تجد منفذ ثقافي حقيقي، ونقدم كتب وورش سينما ومسرح وسينما، وعرائس، ورواية، وقصص، وورش للأطفال، وعروض للأفلام القصيرة والطويلة، بجانب ورش لتعليم أطفال الشوارع، فهناك أطفال كثيرون لهم أهل ولكنهم يقضون وقتهم في الشارع، فنقوم بتعليمهم محاولة لحل تلك المشكلة، ونحن من تكلفنا بكل شئ أنا والأديب أحمد صوان، وأصبحنا ننافس ساقية الصاوي على جذب العديد من الشباب، ونفكر في المرحلة القادمة في الانتشار خارج القاهرة، حتى لا تتركز الثقافة في العاصمة فقط، كما أن النشاط الثقافي مختفي في الكثير من المناطق في المحافظات، ونريد التواجد في تلك المناطق بفروع تقدم نفس الأنشطة الثقافية حتى يصبح لدينا منارة ثقافية جديدة.