صباح الخير .. الكتابة مزاج .. والقراءة متعة .. والعلاقة بين الكاتب والقاريء كالعلاقة بين عازف علي الاوتار ومستمع .. إما ان يعجبه اللحن فيطرب .. أو لا يعجبه فينشغل عن العازف الذي يستشعر إذا كان عنده دم أن ما يعزفه نشاز فيلملم اوتاره ويرحل .. فلو لم يكن عند العازف دم فسوف يظل يعزف ويعزف حتي تتعود اذان المستمعين علي القبح بالتكرار .. وربما يصبح العازف بعدها نجما ويغني رغما وعندما يكون الجمهور مثقفا وواعيا ومدركا تصبح الكتابة مغامرة كبري .. وحين يسود القبح يصبح العزف الجيد ابحارا ضد التيار .. وبرغم أنها مخاطرة فإنني استأذنك في أن اعزف لك علي الكيبورد الذي تآكلت حروفه من الكتابة اليك - لحنا , ارجو أن تقرأه بعقلك وقلبك .. وألا تكتفي بالاعجاب - إن أعجبك - وانما تحاول ان تصدقه وتؤمن بما فيه .. والايمان بالمناسبة له عشرات المعاني والتفاسير لكن اقربها الي قلبي وعقلي أنه ما وقر في القلب وصدقه العمل .. واول ما يجب ان تؤمن به هو ذاتك .. وقدراتك وامكاناتك .. أنت تستطيع أن تفعل .. تستطيع أن تغير ما حولك الي الافضل .. ربما تحتاج الي فرصة .. لكن المهم ان تكون مستعدا حين تأتي الفرصة .. أن تؤهل نفسك لما تعتقد بأنك تستحقه وتتمني تحقيقه والوصول اليه .. وعليك ان تكون صادقا مع نفسك , لاتكلفها ما ليس في وسعها ولا تحملها اكثر مما تحتمل .. فإنك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا .. والمعني ان يكون هدفك في حدود قدراتك , وهنا اسمح لي اسألك وانت تمثل شعبا يتجاوز الثمانين مليون مواطن : هل يرضيك ما وصل اليه حال البلد من فساد ؟ لا تتسرع في الاجابة .. فهناك من يرضي ويستسلم ويرفض كل محاولة جادة للاصلاح , لانه ببساطة مستفيد .. علي فكرة : انا لا اتكلم الان عن نواب أو مسئولين .. اتكلم عن مواطنين عاديين مثلي ومثلك .. موظف صغير في مصلحة حكومية .. عسكري مرور .. أمين شرطة .. مهندس في حي .. الي اخر هذه النماذج التي وصف الدكتور زكريا عزمي منذ فترة فسادها بانه وصل الي الركب .. وبالمناسبة هو الآن اصبح فسادا ميكرو جيب .. يعني فوق الركبة بكتير .. والحقيقة ان الفساد رجليه حلوة ويغري كثيرين بالنظر اليه .. نظرة وابتسامة وموعد وفلوس في الدرج .. هذا طبعا غير فساد الكبار .. الهروب الي لندن وصفقات بيع شركات القطاع العام وقرارات العلاج والاراضي والاشياء التي لم نعرفها بعد !! هذه النماذج من الطبيعي ان تقف في وجه اي محاولة للاصلاح , ومن المنطقي ان تشكل حائط صد ضد محاولات التغيير التي يتمناها الشرفاء في هذا الوطن .. و مشكلة الشرفاء انهم مثل كثير من الموهوبين الحقيقيين .. خجلون كسالي .. يتكلمون فقط ولا يفعلون شيئا .. يرفضون الموجود ولا يتقدمون خطوة للامام .. كالذي يحب امرأة جميلة حبا من طرف واحد .. فاذا ذهبت لغيره لعنها ولعن الظروف .. ونسي نفسه .. قلوبهم ترفض الفساد لكنهم يشاركون فيه بالصمت .. هل يعجبك فيلم ابناء الصمت؟ اعذرني .. فانا مضطر لان اذكرك بانني لا اتكلم في السياسة وانما اكتب عن الوطن .. والوطن مقبل علي انتخابات مهمة بجد , لان مجلس الشعب تحديدا مؤسسة اذا صلحت .. انصلح حال الوطن , والعكس صحيح .. وأظن أن حضرتك تابعت بنفسك اخبار عدد ليس قليلا من نواب المجلس المنحل ( خللي نيتك كويسة ومتفهمش غلط ) في صفحات الحوادث .. مابين متهمين بالبلطجة والنصب والنهب والتهريب وما خفي سوف نعرفه؟ ! .. وهنا يأتي دورك يا سعادة الباشا القاريء المحترم .. الكرة الآن في ملعبك .. صوتك هو الذي يحمل بشائر التغيير .. و صمتك يفتح ابواب التزوير .. والمسألة ليست سحرا ولا شعوذة .. ليست كيمياء معقدة .. فلو افترضنا مثلا ان عدد الناخبين في مصر يبلغ 20 مليونا .. ولم يشارك منهم في الانتخابات سوي 4 ملايين .. ساعتها سيكون من السهل ان يتم تزوير باقي اصوات الناخبين .. اما اذا ذهب ال 20 مليونا وادلوا باصواتهم فستصبح مسالة التزوير صعبة وربما مستحيلة .. ولكن السؤال الاهم الان : لمن ستعطي صوتك في الانتخابات ؟ دعني أفكر معك .. فإما ان تكون عضوا في حزب من الاحزاب ولديك التزام حزبي بمنح صوتك لمرشحي حزبك الذين شاركت في اختيارهم من خلال المجمعات الانتخابية وفي هذه الحالة انت بالتأكيد تعرف من يصلح وسوف تختاره عن اقتناع او تحت ضغط .. لايهم .. المهم ان تختار .. وإما ألا تكون منتميا لحزب وهنا عليك ان تسال نفسك : ماذا تريد من هذا المرشح أو ذاك .. و هل تتوافر فيه الصفات التي تجعله جديرا بان يحقق مصلحة هذا الوطن أم لا؟ ! .. بالمناسبة اذا كانت المصلحة بالنسبة لك تقتصر علي طلب وظيفة او رغبة في الحصول علي استثناء .. لاتتعب نفسك لان معظم تأشيرات الوزراء لهذه النوعية من النواب تكون مضروبة .. والافضل أن تغير تفكيرك لان الوطن في النهاية هو بيتك وعملك وجامعتك ومدرسة اولادك .. هو ماضيك وحاضرك .. حياتك ومستقبلك .. لذلك حاول بقدر الامكان ان تجرب هذه المرة أن تختار صح .. لاتسمح لاحد بان يتاجر بأحلامك أو يلعب بمشاعرك .. ارفض أن تبيع صوتك بأنبوبة بوتاجاز أو كيلو لحمة .. لا تمنحه لباحث عن جاه .. او طالب حصانة .. لاتعطه للذين يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم .. اختر من يرفض أن يقف في الطابور امام مقاعد الوزراء .. لانه يملك ان يحاسب الوزير اذا اخطأ و يطلب سحب الثقة منه حين يفشل .. فتش عمن يفهم ويعرف .. لاتصدق اصحاب الشعارات البراقة والكلمات الرنانة .. متخليش حد يضحك عليك يا أخي ! واحد بعت لي SMS بيقول : بحبك ياشلبي .. بس انا ممكن اعمل كل اللي انت بتقول عليه ده والانتخابات برضه تتزور ؟ انت بس اعمل اللي عليك وسيب الباقي علي ربنا .. ربنا قال : إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم .. اذن التغيير لازم يبتدي من تحت .. من انفسهم .. من القاعدة يعني .. والقاعدة هي اللي حاتفرز بعد كده من يصعدون الي القمة .. تعالوا نحاول .. تعالوا نجرب .. تعالوا نستفيد من رغبة النظام نفسه في انه يعمل انتخابات نزيهة .. رئيس الجمهورية قال كده .. وانا مصدقه . سلام بقي قبل ما الدكتور وليد دعبس يعمل مداخلة !