«مزيكا وغنا من هنا» هو الشعار الذي اختاره فريق «بساطة» لنفسه، ليعبّر عن أغنياته المختلفة.. اختار أن يغني للوطن وهمومه بدلا من أغاني الحب التي امتلأت بها شرائط الكاسيت والسيديهات وآذان الناس، وعندما غنوا للحب غنوا له بمنطق «هنغني للحب.. وللحاجات التانية».. غنوا لأحمد فؤاد نجم ولأحمد رامي، وشاركوا في مهرجان الفولكلور العالمي بإسبانيا، ووصلوا بأغانيهم لصعيد مصر قنا وأسيوط.. كل منهم يعمل في مجالات مختلفة، لكنهم اجتمعوا علي عشق الموسيقي.. نبيل لحود الفنان التشكيلي الموهوب وعازف العود، وابنته ذات الصوت المميز ماريز لحود، وعازفي التشيلو والكاخون إيهاب سمير ومحمد سعد وعازف الجيتار إيهاب عبدالواحد. بساطة تحتفل بعيدها الثاني غدا -الخميس- في مكان ظهور الفرقة الأولي بساقية الصاوي، وقررنا الاحتفال معهم.. التقينا «نبيل لحود» و«إيهاب عبدالواحد» مؤسسي الفرقة، وتحدثنا معهما عن نشأه «بساطة»، وكذلك عن مشوارهم القصير والمميز في الوقت نفسه. كيف جاءت فكرة تأسيس الفريق؟ - نحن مجموعة من الأصدقاء والأقارب، تربطنا علاقات قوية، اجتمعنا علي حب الفن والموسيقي ودرسناها، وتكونت بيننا صورة فنية جميلة، ومنذ عامين كنا أنا و«إيهاب» في رحلة معاً في إحدي القري، وكنت أعزف بالعود ويعزف هو بالجيتار، فتجمعت الناس حولنا وبدأوا يستمعون لنا، وسألونا: «إنتوا فرقة؟»، وجاء ردنا سريعا: «أيوه إحنا فرقة، وقدمنا بعدها بشهرين أولي حفلاتنا» في «ساقية الصاوي»، وبعدها بدأنا في تجميع أعضاء الفريق، وبدأنا عملنا كفريق غنائي. ما الذي يميزكم عن باقي الفرق المستلقة في رأيكم؟ - شعارنا هو «مزيكا وغنا من هنا»، وذلك يعني أن أغانينا نابعة من قلب الوطن، فنحن نتحدث عن المواطن المصري، والناس حولنا في الشوارع، وعن الفشل، وعن الشخص الحالم والشخص الذي يريد الهجرة.. نتحدث عن النظرة المرضية المجتمعية والقهرية للفتاة، مثل أغنية «بمبونايه»، كما غنينا في «الحقيني أم تانية بتناديني»: «هات الورنيش أدهن بيه الشيش ضلمه.. علشان النور ميجيش.. خليك كسلان قوم م النوم.. نام»، وفي شعارنا الثاني الذي كان: «هنغني للحب.. وللحاجات التانيه»، وجدنا أننا لا نستطيع أن نحيا دون حب، ولذلك غنينا أغنيات عاطفية. من هو الجمهور الذي تسعون إليه؟ - نحن نغني للمستمع الذي يفكر فيما يسمعه، فنقدم له ما يمس وجدانه وعقله ويثيره للتفكير والتحرك، وأيضا التسلية، لكن لابد ألا يكون كسولاً في تفكيره، فتجدنا في الكلمات نحمل رموزا وإسقاطات ومواضيع تصلح للمناقشات، وتحمل صورا جمالية، وتجد احتياجا لفهم النص، فهي ليست مجرد كلمات تمر مرور الكرام علي الأذن، ونعتقد أن هذه عودة للجدية بطريقة سلسة بسيطة، لا تجد صعوبة في الدخول للعقل والقلب، ولمسهم وإثارتهم.. نحن لا نخص جيلاً أو جمهوراً وثقافة معينة. لماذا اخترتم رباعيات الخيام لأحمد رامي تحديدا لتقديمها بأصواتكم؟ - هي محاولة منا لإنقاذ اللغة العربية بعد أن وجدنا في إحدي المرات كلمة «قلبي هدية» مكتوبة كالآتي «ألبي هداية»، ومن هنا جاءت الفكرة بأن نغني باللغة العربية الفصحي، لكننا قدمناها بلحن معاصر سريع وبسيط، ووضعنا بها أيضا موالا صغيراً، ولم نكثر من الرباعيات، حتي لا نثقل علي أذن المستمع، لأن أغلبه لا يقرأ حتي الجرائد.