107 مليون جنيه هى تكلفة تطوير متحف الفن الإسلامى الذى دمرته يد الإرهاب الآثمة صباح اليوم، هذا المتحف الذى يضم بين أركانه أكثر من مائة ألف تحفة أثرية نادرة ونحو 130 ألف كتاب نادر وآلاف المخطوطات .. كل ذلك ذهب ضحية عمل إجرامى خسيس استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة الذى يقع فى الواجهة المقابلة للمتحف .. التلفيات لم يتم حصرها حتى الآن حيث قامت قوات الأمن منذ الصباح بتأمين المتحف الذى تعرض لخسائر فادحة، حيث أدى دوى الإنفجار المروع إلى تحطيم المشربيات القديمة والشبابيك والنوافذ الزجاجية كما أدى إلى تحطم واجهة المبنى المقابلة لمديرية الأمن، علاوة على تحطم فاترينات عرض التحف، وتقوم لجنة من الآثار الآن بمعاينة المتحف وجمع بقايا القطع المحطمة .. . . . وكان الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشئون الآثار، قد أكد أن متحف الفن الإسلامى بباب الخلق قد دمر بالكامل نتيجة للحادث الارهابى الذى استهدف مديرية أمن القاهرة اليوم ، مشيرا الى أن المتحف يحتاج الى إعادة بناء من جديد بسبب التأثر الشديد لجدران ومقتنيات المتحف من الانفجار، فضلا عن تحطم معظم ديكورات المتحف الداخلية وتساقط الأسقف وتهشم للزجاج الخارجى للمبنى الأثرى وتهشم كامل لفاترينات عرض المقتنيات الأثرية، ونتج عنه تهشم للعديد من المقتنيات من بينها المحراب الخشبى النادر للسيدة رقية الذى تحطم بالكامل. وفقا لبيانات الهيئة العامة للاستعلامات فإن فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية قد بدأت في عصر الخديو إسماعيل وبالتحديد في 1869م، عندما قام الخواجة "فرانتز باشا" بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلي العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، ثم ازدادت العناية بجمع التحف عندما تم إنشاء لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881م واتخذت من جامع الحاكم مقراً لها. ووفقا لهذه البيانات أيضا يضم المتحف مقتنيات تتجاوز مائة ألف تحفة تغطي ما يقرب من 12 قرنا هجريا، ويزخر بالتحف الإسلامية المختلفة المنشأ، ابتداء من الهند والصين وإيران وسمرقند، مرورا بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا وانتهاء بالأندلس وغيرها. كما يضم المتحف مكتبة بالدور العلوي تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، إضافة لمجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13000 كتاب. وقد زود المتحف بعد ذلك بعدد كبير من محتوياته عن طريق الهبات التي تبرع بها أبناء الأسرة العلوية مثل: الملك فؤاد الذي قدم مجموعة ثمينة من المنسوجات، والأختام، والأمير محمد علي، والأمير يوسف كمال، والأمير كمال الدين حسين، ويعقوب آرتين باشا، وعلى إبراهيم باشا الذين زودوا المتحف بمجموعات كاملة من السجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني. وفى 14 أغسطس 2010 افتتح الرئيس السابق مبارك متحف الفن الإسلامى بعد انتهاء عملية التطوير والترميم الشاملة للمتحف والتى استغرقت حوالى 8 سنوات منذ عام 2002 ، وتم الإستعانة فى عمليات التجهيز بمؤسسة " أغا خان " لتخطيط المتحف، كما تمت عملية الترميم بمساعدة بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصون فى ترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مئة عام. وجاء الاحتفال بانتهاء التطوير متزامنا مع الاحتفال بمئوية انشاء المتحف .. وتضمنت عملية تطوير المتحف تهيئة قاعاته وفقا للتسلسل التاريخي، وتزويده بأحدث وسائل الإضاءة والتأمين والإنذار إضافة إلي تغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويده بفتارين عرض حديثة على أعلى مستوى من سيناريوهات العرض المتحفية لتتناسب والكنوز الأثرية والفنية التي يحويها ، وإعداد حديقة المتحف بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه، فضلا عن تهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يتوافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية، كما تم تزويد المتحف بوسائل تأمين حديثة لحمايته من السرقة، وتأثير العوامل المناخية.