يفتتح الرئيس حسني مبارك خلال أيام متحف الفن الإسلامي بمنطقة باب الخلق بقلب القاهرة التاريخية بعد إنتهاء وزارة الثقافة من مشروع التطوير والترميم الذي استغرق عدة سنوات وتضمن ترميم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية يحويها المتحف تمثل مختلف الفنون الإسلامية . وقد أعلن ذلك وزير الثقافة فاروق حسني خلال الجولة التفقدية التي قام بها لمبني المتحف للوقوف على آخر المستجدات واللمسات الأخيرة بمشروع تطوير وترميم المتحف وتزويده بأحدث وسائل الإضاءة والتأمين والإنذار إضافة إلي تغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويده بفتارين عرض حديثة على أعلى مستوى من سيناريوهات العرض المتحفية لتتناسب والكنوز الأثرية والفنية التي يحويها. و يذكر ان المتحف يقع بقلب القاهرة التاريخية وبه ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية ويضم بين جنباته مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال افريقيا والأندلس وغيرها من دول العا لم ويعد أكبر متحف إسلامي فني في العالم حيث يضم بين جنباته مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية وافتتح لأول مرة في 28 ديسمبر 1903 بميدان "باب الخلق" أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية وبجوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار كجامع ابن طولون ومسجد محمد علي بالقلعة وقلعة صلاح الدين . وكان المتحف المصري من أوائل المتاحف الكبرى التي أنشئت في القاهرة وذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني حيث افتتح في عام 1901 ليكون أول مبنى في مصر شيد بالخرسانة المسلحة ثم تلاه مبنى متحف الفن الإسلامي الذي أمر بإنشائه الخديوي عباس حلمي الثاني وافتتح عام 1903 ليكون ثاني مبنى شيد بالخرسانة. وترجع ايضا أهمية متحف الفن الإسلامي إلى كونه أكبر معهد تعليمي في العالم معني بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامي ككل فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرهما. ويضم المتحف مجموعة نادرة من المنسوجات والأختام والسجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني ومجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التي كانت تستخدم في العصور الإسلامية المزدهرة بالإضافة إلى أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا ومجموعة الخزف المصري والفخار من حفائر الفسطاط والخزف ذو البريق المعدني الفاطمي ومجموعة من أعظم ما أنتج الفنان المسلم من أخشاب من العصر الأموي . ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سم وقطره 28سم كما يضم المتحف أقدم شاهد قبر مؤرخ بعام 31 هجرية ومن المخطوطات النادرة التي يضمها المتحف كتاب "فوائد الأعشاب" للغافقي ومصحف نادر من العصر المملوكي وآخر من العصر الأموي مكتوب على جلد الغزال . ويوجد في المتحف أيضا مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان ودينار من الذهب مؤرخ بعام 77 هجرية وترجع أهميته إلى كونه أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلى الآن بالإضافة إلى مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامي الأموي والعباسي ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثماني وأسرة محمد علي كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية في فترة القرون الوسطى الميلادية. وتضمنت عملية تطوير المتحف تهيئة قاعاته وفقا للتسلسل التاريخي وعرض مقتنياته بطرق حديثة وفق أحدث سيناريوهات العرض العالمية وإعداد حديقة المتحف بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه فضلا عن تهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يترافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية كما سيتم تزويد المتحف بوسائل تأمين حديثة لحمايته من السرقة وتأثير العوامل المناخية . وقد استهدفت عملية التطوير الحفاظ على المبنى كقيمة تاريخية إضافة إلى ما يضمه من كنوز أثرية ومخطوطات علمية وقطع أثرية ولوحات تحكي التاريخ الإسلامي عبر حقبه التاريخية المتفاوتة وكما هو معروف تاريخيا فإن المتحف ظل يعرف حتى منتصف القرن الماضي باسم "دار الآثار العربية" وظل مقسما إلى قسمين الأول هو "المتحف الإسلامي" والثاني "دار الكتب العامة" التي كانت تعرف باسم "دار الكتب الخديوية" ثم "السلطانية". ويذكر ان بداية إنشاء المتحف ترجع إلى عهد الخديوي إسماعيل عندما قرر جمع التحف لتحفظ في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله في عام 1881 إلى أن أنشئ مبنى في صحن الجامع أطلق عليه اسم "دار الآثار العربية". وفي عام 1952 تم تغيير اسم المتحف إلى "متحف الفن الإسلامي" باعتبار أن الاسم الجديد يعطيه عمومية أكثر نظرا لوجود إبداعات إسلامية أخرى من دول غير عربية.