أكد المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أن الخطير في اعتصام رابعة العدوية هو محاولة تفسير البعض لما تشهده مصر حالياً على منصة "رابعة" بأن هناك معركة حتمية بين الإسلام والكفر، وكأن في مصر لا يرفع أذان، وكأن في مصر لا يصوم المصريون بعد ذهاب الرئيس المعزول، وكأن الإسلام ينتهي في مصر، وللأسف بعض الناس تعتقد هذا الأمر. وأشار علي خلال حديثه لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لها أسلوبها في العمل وفي التخطيط وفي الإعداد والتجهيز واختيار التوقيت المناسب وتمهيد الظروف وإيجاد الظروف المناسبة لتنفيذ أي عمل، متمنياً أن يدرك المعتصمون أنهم ليسوا في مواجهة مع جيشهم، وأن يتفهموا أن هناك واقعا جديدا وليست هناك مواجهة. وأضاف: "الإخوان أو أشقاؤنا الموجودون في رابعة العدوية مصريون، منهم جاري ومنهم زميلي في الفصل الدراسي، وقد يكون بعض الأشقاء داخل البيوت المصرية من هو إخوان ومن هو ليس إخوان. وبالتالي تفسير الأمر على أنه أمر ديني أعتقد أن فيه الكثير من التضليل والاستخدام لأهداف سياسية مشبوهة، وتفسير خطير. هذا ليس أمرا دينيا، هذه جولة سياسية خسرها تيار ما، ولكن الحياة السياسية تستمر ومستقبل مصر مستمر. وليس هناك مستقبل لبلد يبني دون كافة أبنائه. وهذا شيء يجب أن يفهموه بجدية، لأننا أشرنا منذ اللحظة الأولى إلى إعلان خارطة المستقبل؛ أنه لا استثناء ولا إقصاء لأحد ولا مطاردات، لكن طبقا للمعلومات المرصودة داخل رابعة العدوية هناك فزاعة تقول إنه سيتم اعتقالكم، وهذا بغرض إبقائهم في الاعتصام وعدم خروجهم. لن يؤخذ أي إجراء استثنائي. هناك الكثير من القيادات موجودة، أما المضبوطون في تهم معينة فالأمر متروك للقضاء. وتحدث علي عن حروب غير نمطية الآن تشهدها منطقة الشرق الأوسط وهي حروب معلومات تواجه بالمعلومات، كما تحدث عن دور الجيش والتحديات الحالية بعد 30 يونيو الماضي ودخول مرحلة انتقالية جديدة إثر عزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد تدخل الجيش، تأييداً لملايين نزلوا إلى الشوارع مطالبين بالتغيير. وحول وجهة نظر بعض المصريين التي تقول إن الجيش طلب تفويضا من الشعب لمكافحة الإرهاب والعنف، وحصل على هذا التفويض، لكنه لم يفعل هذا التفويض في مواجهة العنف، قال علي "إن هناك خطوات محسوبة ومعروفة بدأت منذ قرار مساندة الشعب المصري في الثورة، وكانت هناك رؤية واضحة للدفاع عن الشعب نفسه في ظل وجود ملايين في الشارع لهم حقوق ولهم تطلعات ولهم إرادة شعبية". وأشار إلى أن طلب الفريق أول عبدالفتاح السيسي تفويضاً من الشعب المصري للتعامل مع العنف والإرهاب أسيء تفسيره، قائلا "لم يكن هذا التفويض مقترنا بتوقيت.. لم يقل أعطوني التفويض يوم الجمعة لأتخذ إجراءات صباح السبت". وأوضح أن الأمر يتطلب كثيرا من التقديرات والحسابات والاعتبارات الخاصة بالأجهزة الأمنية التي ستقوم بفض الاعتصام، وللتعامل مع هذا الأمر هناك اعتبارات كثيرة يتم مراعاتها. وبالتالي، هذا لا يعني أن هناك تراجعا أو أن هناك ضغوطا. بالعكس.. هناك إرادة وهناك رغبة وحرص على التنفيذ.