بدأ مؤخرا يتردد مصطلح "خلايا الإخوان النائمة "فى كل وسائل الإعلام ، هذا المصطلح الذى يستخدم لوصف بعض المنتمين للجماعة أو من يتحدثون بأفكارها ويدافعون عن سياستها ، وقد ذكر د.ثروت الخرباوى المنشق عن الجماعة فى تصريحات عدة له بأن الخلايا النائمة للإخوان موجودة منذ سنوات فى كل مؤسسات الدولة بما فى ذلك الجيش المصرى ،ويتم إستخدام هذه الخلايا الآن لخدمة مصالح الإخوان المسلمين .. فما هى الخلايا النائمة ؟وماذا يفعلون الآن ؟ لعل أكثر ما يقال فى هذا الصدد أن سعى الإخوان المسلمين فى السيطرة على مفاصل الدولة بعد الثورة هو سبب إستعانتهم بتلك الخلايا النائمة والتى تبدو فى بعض الأحيان غير منتمية للجماعة لكنها تتعامل بما يتوافق مع الفكر الإخوانى . وعندما تولى د.هشام قنديل رئاسة الوزراء قيل أنه من الخلايا النائمة للإخوان حيث أنه من الوجوه غير المعروفة وغير المنتمية فعليا إلى الجماعة ، لكنه يعبر عن آرائهم وأفكارهم . وكذلك بعض من تولوا مناصب وزارية .. كما تحدثت كثيرا وسائل الإعلام عن وجود شخصيات لا يحملون أي صفة تنفيذية أو استشارية ، يتدخلون بشكل أو بآخر في صناعة القرارات، أو التحدث باسم الرئاسة بغير صفة رسمية، مثل أحمد عبد العاطي، والذي شوهد مراراً في اجتماعات الرئاسة، وهو أحد المسئولين عن ملف التنظيم الدولي للإخوان، والعائد إلى مصر بعد أكثر من ثمانية أعوام قضاها في الجزائر، وينضم له خالد القزاز، وهو سكرتير معلوماتي للرئيس، ولكنه اعتاد على تمهيد قرارات الرئيس قبل صدورها وتبريرها بعد إصدارها، وكذلك الغموض الذي يسيطر على شخصيات داخل القصر لا تظهر كثيراً، مثل محيي حامد ورئيس الديوان رفاعة الطهطاوي وغيرهم ، ولا تزال القائمة مفتوحة، فانضم إليهم الداعية صفوت حجازي والنائب المستقل محمد العمدة والناقد الرياضي علاء صادق وغيرهم من الشخصيات غير الإخوانية التى لا تحمل أية صفات رسمية ولكنها اتجهت فجأة للتحدث باسم الرئاسة وتبرير قراراتها والدفاع عنها بإستماتة ، حسب وصف كثير من وسائل الإعلام . ويحدثنا ماهر فرغلى الكاتب والباحث فى شئون الإسلام السياسى عن مفهوم الخلايا النائمة فى تصريحات خاصة لبوابة الشباب فيقول : الخلايا النائمة للإخوان هم مجموعة من الأفراد أو الأتباع المخلصين السريين للجماعة ، ومعظمهم غير معروف للعامة منذ بداية إنتمائهم للجماعة ، وعادة ما تلجأ الجماعات الإسلامية بلا إستثناء إلى تكوين خلايا نائمة .. وفيما يتعلق بالخلايا النائمة للإخوان فتنقسم إلى 4 أجنحة ،الجناح الأول وهو ما يتعلق بالجانب الإقتصادى ويضم عدد من الأشخاص السريين الذين تتمثل مهمتهم فى عمل مشاريع إقتصادية حتى ولو كانت مشروعات صغيرة أو فى مراكز أو قرى ونجوع أو ما شابه ذلك ، ويتمثل الجناح الثانى فى الجانب السياسى ويضم كل من يعملون من قريب أو بعيد فى مجلسى الشعب والشورى أو يظهرون فى وسائل الإعلام للتحدث بإسم الجماعة وهؤلاء عادة ما يكونوا معروفين للناس ، أما الجناح الثالث فيهتم بالجانب الدعوى ويضم كل الشويخ وأئمة المساجد المدافعين عن الجماعة والموالين لها ويهتمون بالدعوة إلى الله والتركيز على الجانب الدينى أكثر من أى شىء آخر ويقوم هؤلاء بنشر أفكارهم من خلال ندوات ولقاءات مع الجمهور . أما الجناح الرابع والآخير فهو الجناح العسكرى ويطلق عليه "تنظيم خاص" ، أما داخل جماعة الإخوان فيطلق عليه " نشاط خاص" وهذا الجناح يضم عناصر تبدأ من سن طلاب المرحلة الثانوية ،يتم الوصول إليهم من خلال الجناح الدعوى ، ويضيف أنه بمرور السنوات تتضاعف أعداد الخلايا النائمة للإخوان ، وأكبر دليل على ذلك ظهور الكثيرون ممن يتحدثون بإسم الإخوان ويدافعون عنهم وينفذون أفكارهم فجأة بعد سنوات من الصمت والإختفاء خاصة فى ظل الأنظمة السابقة التى لم تعط لهم الفرصة كاملة للظهور وممارسة الحياه السياسية .. وعلي الجانب الآخر .. يقول المهندس محمد البشلاوى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين فى تصريحات خاصة لبوابة الشباب إنه لا يوجد داخل الجماعة ما يطلق عليه خلايا نائمة على الإطلاق ، وتلك المصطلحات هى من صنع الإعلام الذى يريد إسقاط الجماعة ولن يقدر على ذلك إن شاء الله ، مشيرا إلى أنه فى الوقت الذى كانت فيه الجماعة محظورة لم تكن لديها خلايا نائمة ، فهل يعقل أن تكون للجماعة خلايا نائمة الآن بعد أن أصبحت موجودة فعليا فى الشارع ؟!