الرسم على الأرصفة نافذة للتعبيرعن مطالب الشباب المصري

يبدو أن الشباب المصري قرر أن يبتكر طرقا مختلفة للتعبير عن رأيه، فلم يعد مهما أن يخرج صوتك عبر حزب تنتمي إليه، أو قناة فضائية تظهر من خلالها، فمجموعة "بطاقتك مصري" قررت أن تنتهج نهجا مختلفا من أجل إيصال رسالتها، وذلك عبر الطرقات والأرصفة المصرية.
مجموعة من الشباب المصري قررت أن تنتشر في شوارع ومحافظات مصر، وتُعلق عليها رسومات الكاريكاتير واللوحات التي كتبت عليها العديد من الرسائل السياسية والاجتماعية، كل هذا وسط تفاعل المارة معهم.
"العربية.نت" رصدت الظاهرة في شارع البطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين، حيث التقت بهؤلاء الشباب، الذين أفصحوا عن انتمائهم لمجموعة تحمل اسم "بطاقتك مصري"، وهم مجموعة من الخريجين التابعين لكليات الفنون الجميلة الذين وجدوا في الرسم المتنفس الحقيقي للتعبير عن أهدافهم.
تجميل الشوارع والتعبير عن الرأي
محمد طه أحد مؤسسي المجموعة أكد ل "العربية.نت" أنهم مجموعة من الشباب غير التابعين لأي حزب سياسي، بدأوا نشاطهم قبل عامين وأربعة أشهر، فقاموا بتنظيف الشوارع وتجميلها في البداية، قبل أن يقوموا بتأسيس المجموعة تحت اسم "بطاقتك مصري" والتي تهدف إلى الإفصاح عن آرائهم تجاه ما يحدث في مصر وتجاه النظام الحاكم.
وأوضح طه أنهم رفضوا الالتحاق بأي حزب سياسي، مؤكدين أنهم يلجأون إلى إبراز سلبيات النظام الحكام عبر الرسم فقط، وأنهم لجأوا للرسومات لأن معظمهم من خريجي كليات الفنون الجميلة.
..
الشارع يدعم الفكرة
وحول تمويل المشروع، أكد طه أن الشارع فقط هو من يقوم بتمويلنا، فلو اقتنع المارة بالفكرة والرسومات التي نقوم بتقديمها فإنهم يقومون بدفع التبرعات لنا، والتي نقوم من خلالها بشراء اللوحات وأدوات الرسم، مشيرا إلى أن هذا العمل لا يجبر عليه أحد، لأته متروك لقناعات الأشخاص.
بعض المضايقات تعرضت لها المجموعة من قبل البلطجية، غير أن مؤسسها أوضح أنهم دائما ما يتعاملون بشعار "السلمية" الذي قامت بناء عليه الثورة المصرية، وبالتالي فإنهم لا يسمحون بأن يجرهم أحد للعنف.
..
حالة خاصة
يمكن القول بأن التفاعل مع هذه الظاهرة الجديدة له مذاق مختلف، فالرسوم الموجودة على الرصيف تجذب أنظار كثيرين، ومعظم المشاهير يقررون الترجل عن سياراتهم من أجل عمل جولة بين الرسومات، وكانت الفنانة المصرية آثار الحكيم أحد المشاركات في ذلك وقامت بالرسم مع المجموعة، كما شاركهم الفنان محمد رمضان والمطرب هشام عباس.
على الرغم من الاختناق المروري الذي يتسبب فيه إقبال البعض على مشاهدة الرسوم، التي تلفت الأنظار بمجرد مشاهدتها على جانب الطريق، إلا أن كثيرين يتفاعلون مع الحدث خاصة إن كانت الآراء التي تظهر على اللوحة تتفق وأفكارهم، كما أنه يوجد على بعد أمتار منهم منسقو حملة "تمرد" الذين يقومون بجمع التوقيعات على استمارة سحب الثقة من الرئيس.