بعد ظهر اليوم الاحد تم تشيع جثمان الدكتور محمد يسرى سلامة، عن عمر يناهز 39 عاما، هذا بعد اداء صلاة الجنازة عليه عقب صلاة الظهر بمسجد العمرى بالاسكندرية، هذا حسبما كتب الناشط السياسى، الدكتور محمد على يوسف، عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماع "تويتر". ومنذ إعلان خبر وفاة"سلامة" وجميع مواقع التواصل الاجتماعى، يسودها حالة من الحزن والاسى، فالجميع ينعيه سواء كانوا ممن يتفقون معه فى افكاره او يعارضونه، فالراحل كان مثال شاب للنضج والوعى السياسى. وهذا ما دل عليه مشواره السياسى الصغير زمنيا، ولكنه الكبير إنجازا وفعلا وتاثيرا، ولد سلامة، في 1 أكتوبر عام 1974، وهو ابن "المدرسة السلفية" بالإسكندرية، كما تصفه صفحة "محبي الدكتور محمد يسري سلامة" على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك"، كان تلميذ متفوق فى دراسته، وتوج هذا التفوق بدخوله كلية طب الأسنان، إلا أن بجانب حبه للطب كان شغوفا بشئ اخر، وهو حب التراث العربي، و لدرجة أنه أصبح احد الباحثين فيه، وتحولت الموهبة إلى عمل احترافى،فعمل كباحث ومترجم في مركز المخطوطات بمكتبة الأسكندرية، وله عدد من المؤلفات والكتب إسلامية. شارك" سلامة" في ثورة 25 يناير وتحول إلى نشاط سياسي، وله عدد من المقالات في الصحف المصرية المستقلة، كما انضم إلى حزب "النور" السلفي من بداية إنشائه في يونيو 2011 ، وكان المتحدث الرسمي باسم الحزب، إلا أنه استقال من منصبه في أغسطس 2011، على خلفية اعتراضه على قرارات الحزب السياسية. وفى شهر إبريل الماضى فجر"سلامة" أحد رموز السلفية مفاجئة من العيار الثقيل، حيث أعلن عبر حسابه الشخصى عبر موقع التواصل الاجتماعى"تويتر" انضمامه لحزب الثورة الذى أعلن الدكتور محمد البرادعى وقتها عن التجهيز له، وكتب سلامة وقتها" مع احترامى لكافة الأراء، أنا مع حزب الثورة، ولن أكون مجرد ديكور، والبرادعى ليس الشخص الذى يلجأ للديكور، أبشروا بالهزيمة أيها الفلول"، وبعد أيام قليلة من انضمامه للحزب كتب بروح االدعابة الذى كان يتميز بها طوال الوقت" بردادعاوى وأفتخر، واللى مش عاجبه يقول وامرساه". استقالته من حزب النور "السلفي" ثم انضمامه لحزب الدستور "الليبرالي"، جعله فريسة سهلة للهجوم، واتهامه بشكل مباشر أنه "معادي للإسلاميين"، حتي أن الداعية الإسلامي وجدي غنيم، هاجمه بشراسة في مقطع فيديو، بعد أن وصف سلامة حزب الدستور بأنه يتماشي مع تعاليم الشريعة الإسلامية حيث ينادي ب"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. مساواة"، لكن "غنيم" رد بأنه حزب "كافر" موجها كلماته له "يا أخ محمد اتقي الله، ربنا هيسألك في الآخرة عن كل شىء بتعمله، فما بالك وأنت بتدعو إلى حزب كافر". كان من أهم السمات التى تميز"سلامة" البساطة والتلقائية، وثقافته والتزامه الدينى ،هكذا تظهر شخصية سلامة من خلاله حواره المستمر مع متابعي حسابه الشخصي على "تويتر"، يستخدم كلمات دارجة بين الشباب، "يانجم.. ويا باشا"، يدخل في حوارات حول الأحداث السياسية، ويعقب على خطاب الرئيس بسخرية، ويتقبل الهجوم بصدر رحب. ويبدو أنه كان يشعر بموعد الرحيل، خاصة بعد إصابته بمرض لم يكن معلوما بمعدته، فكتب كلماته الأخيرة منتصف الشهر الجارى على "تويتر" وكانه ينعى نفسه قائلا"إن كان حظي في الحياة قليلها، فالصبر يا مولاي فيه رضاك.