رصد مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب شهادة أحد متظاهري الأسكندرية أيمن مهنى يحيى عفيفي وما تعرض له من ضرب وتعذيب داخل أحد مدرعات الأمن المركزي أثناء مظاهرة رافضة لما تعرض له المسحول حماده صابر. ويروي أنه كان في طريقة للمشاركة في المظاهرة التي كانت أمام مديرية الأمن بسموحة يوم الأحد قبل الماضي ويروي قائلا ( وصلت هناك ووقفت عند موبينيل قدام المركز الطبي بسموحة، قلت بالمرة أدفع فاتورة في موبينيل، ملحقتش. اترمت قنابل مسيلة للدموع، وبعد كده العربية المدرعة بتجري والناس بتجري قدامها. شفت ناس لابسة ملكي ماسكين عصيان وبيضربوا الناس بيها، واحد منهم ضربني بالعصاية فوق حواجبي. وقعت وفقدت الوعي، شالوني وحطوني في المدرعة، فضلت مرمي في المدرعة طول وقت المظاهرة، والعسكري اللي بيضرب على المظاهرة قنابل كان عاملني سلم يدوس عليّ وهو طالع يضرب، ويدوس وهو نازل.. لحد ما المظاهرة خلصت، كتفوا إيدي وراء ضهري بالأفيز البلاستيك وحطوا كيس أسود في دماغي. بعد كده نقلوني لمعسكر أمن مركزي، دخلنا جوا وأثناء الضرب والشتائم المستمرة، بيشتمونا ويقولولنا "يا كفرة" ويرموا مياه على أرضية الأوضة ويكهربوا المياه بسلك كهرباء. نفضل نتنطط من الكهرباء. وبعد كده الضباط يتلموا علينا بالليل، يتسلوا علينا يقولولنا "انتوا السبب إننا مش عارفين ناخد أجازاتنا". ويربطونا بحبل في رقبتنا ويقعدونا على الأرض ويقولولنا "هوهو.. اعملوا كلاب". ويقولوا لكل واحد يختار إسم ست نناديك به. وينادونا بأسماء ستات. ويصورونا بالموبايلات ويفرجوا بعض على اللي بيحصل ويتمسخروا علينا. أهانونا ودمرونا، وكرامتنا راحت. وبعد 4 أيام، رمونا في الشارع في حتة زي الوكر، الناس تخاف تعدي فيها بالنهار.. إسمها "ضهر حديقة الحيوان" على ترعة المحمودية. جرينا بشكل هستيري عشان نبعد عن العربية. أنا ماكنتش قادر أجري، فضلت أزحف على الأرض لحد ما بعدنا وروحنا بيوتنا. ) تعلق دكتورة سالي توما الناشطة السياسية والطبيبة النفسية المتعاونة في مجال تأهيل حالات العنف والتعذيب ، تقول تلك الحالات تحتاج لمجهود كبير من الناحية الطبية والنفسية كي تعود لطبيعتها كأشخاص سويين ، فالأساس في الموضوع إحساس الحالات بإهانة بالغة في حق آدميتهم وكرامتهم ، وبعضهم يدخل في مرحلة كرب ما بعد الصدمة ، ويحس فيها الشخص بأثار التعذيب نفسها عليه طبقا لما حدث له بالضبط ويستشعر نفس الألم علي فترات كلما واجة موقف يذكره بالحدث ، وبعضهم يحدث لهم إنفصال عن الواقع لبعض الوقت وتراودهم بالطبع الهلاوس والتهيئات وسماع أصوات وهكذا ، وأشخاص أخرون يفقدون الذاكرة نتيجة ما تعرضوا له من تعذيب . وتضيف بعض الحالات تستجيب للتأهيل ويكون لديها إراده في قهر الظلم وتشد علي أذر من يتعرض للتعذيب بعدهم وهذا ما يفسر لنا بإستمرار تواجد مجموعات النشطاء داعمين بعضهم البعض في حالات القبض عليهم ، وحالات أخري تتولد لديها رغبة قوية ودافع الإنتقام ، وأري أن غياب تحقيق العدالة والقصاص العادل يقف وراء ذلك كله . وتضيف نقوم بتوثيق حالات التعذيب بشكل قانوني وطبي بعد إجراء الكشف عليهم وإثبات ما يوجد من أثار تعذيب وعنف وكهرباء ويصل الأمر في بعض الحالات إلي إغتصاب ونقوم برفع قضايا بالصفة الجنائية والشخصية علي من قام بالتعذيب في الواقائع والأحداث بالأسماء الخاصة بالقوي الموجودة في المكان يوم الحادث وكذلك نرفع قضايا بالطبع علي وزير الداخلية والرئيس مرسي بصفته المسؤول السياسي الأول عما يحدث للمواطن المصري في مدة رئاسته . ويوضح دكتور حافظ أبو سعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في رده أن المفترض أن تقوم النيابة العامة بدورها في التحقيقات الجدية لكل من قام بضرب وتعذيب وسحل المواطنين المصريين وأن التحقيقات تصل إلي نتائج يحصل المتهمين بالتعذيب من خلالها علي أحكام جنائية ، فلو تم عقاب الذين إرتكبوا جرائم تعذيب ستردع هذه الأحكام كل من تسول له نفسه تعذيب المصريين مره أخري ، ويري أن ما إستحداثة من أدلة تم تقديمها للنيابة العامة تفيد في إثبات واقعة قتل محمد الجندي يعتبر نقطة بداية حقيقية للنيابة العامة لتقوم بدورها الحقيقي في إجراء تحقيقات عادلة حتي يشعر المجتمع بالقصاص والعدالة التي هي أساس دولة القانون.