في البداية تعالوا نتوقف في نقطة نظام .. الدعاية الكاذبة التى كان يروجلها النظام السابق بخصوص أن 80 مليون مصري يتنفسون كرة القدم ليست حقيقية بدليل أن السيدات وهن يمثلن نصف المجتمع أكثر من 90 % منهن لا يتابعن الكرةأصلاً ، كما أن ملايين الرجال والأطفال والشيوخ لا يفهمون أى شيء فياللعبة .. حتى ولو كانوا يشجعون نادياً بعينه على سبيل العادة لكن ما سبق لا يمنع أن للكرة عشاقها في مصر .. وبعد أحداث كارثة بورسعيدكثرت الدعوات على الفيس بوك التى دعت إلى إعتزال تشجيع الكرة ولو لمدةزمنية محددة ، ودعوات اخرى ألى الغاء الدورى المصرى لأجل غير مسمى خاصة بعد اعلان عدد من لاعبي الكرة اعتزالهم نهائيا , ولكن فها هو الدورى المصرى يعود من جديد مع بداية شهر فبراير ، فهلسنكتشف اعتزال المصريون فعلا تشجيع الكرة , ام انهم فى انتظار اندلاع الدورى الجديد ؟! أحمد علاء طالب فى كلية التجارة يقول : فى رأيى أن أى مشجع كروى اصيلمستحيل يعتزل التشجيع ، صحيح ارواح الشهداء لهم كل التقدير والاحترام لكنالحياة تمر فى النهاية والمهم ان الاستقرار يعود مرة ثانية الى الشارع ،فما حدث هو فوضى عامة تجتاح البلد ولو الموضوع كل له علاقة بالكرة فقط كنتممكن افكر ابطل اشجع ، لكن رأيى انه لو حدثت فى مدرسة فوضى وحوادث .. هلسنلغي التعليم ؟!. ماجد ابراهيم 26 سنة يقول : اكيد طبعا لازم أبطل لعب وتشجيع الكرة نهائيابعد ما رأيته فى هذه الاحداث الدموية ، انا عن نفسى لن استطيع النظر إلىالملاعب مرة اخرى ، كل مرة سأشاهد فيها استاد بورسعيد سأتذكر دم الشهداءوالمصابين. رامى امام طالب بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية يقول : اصلا احنامعندناش كرة فى مصر وما حصل فى بور سعيد يكتب شهادة الوفاة للرياضة عندناووصمة عار فى تاريخنا الرياضى ، لذلك لا اعتقد انى سأشاهد مبارة او حتىبرنامج رياضى لانهم سبب كل البلاوى التى تحدث الان فمن يصدق ان مباراةكرة يموت فيها 70 مشجعاً ؟! . مهند السيد –ثانوية عامة- يقول: أنا عمري ما ابطل اشجع الأهلي ولا أبطلأتفرج على الكره ، أنا اتولدت أحب الكرة ومهما حصل لن أبعد عنها ابدا ،صحيح أنا متضايق جدا من اللي حصل لكن أكيد البلد بإذن الله ستستقر وترجعتاني زي الأول وزي ما شوفنا الدم هنفرح تاني.
ويعلق الدكتور محمد فتحى استاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان علي ما سبققائلاً : بشكل عام اذا كان المصريون يتعلقون بشىء ما فمن الصعب جداالامتناع عنه فى يوم وليلة ، ونحن نعلم كيف يعشق المصريون كرة القدم بشكلكبير جدا ، ربما تكون الامور صعبة فى البداية ولكن مع اول لقاء اتوقع انناسنجد حشداً كبيراً فى المدرجات للتنديد بما حدث فى بورسعيد وايضا نحنأعتدنا فى مصر أن ننسى اى شىء بمرور الوقت ، لذلك فان الموضوع لن يتحول الى" فوبيا " كما يتوقع البعض. واضاف الدكتور محمد انه يتوقع ان يحجم اهالى الشهداء عن مشاهدة المبارياتحتى لا يتذكرون ما حدث لابناءهم ولكن الشعب بشكل عام سيكون مضطراً الىمشاهدة المباريات لانها تعتبر المتنفس الوحيد لهم فكثير ما كنا نرى الشوارعتمتلىء بالمشجعين فى مباريات المنتخب ونرى الحزن فى اعينهم عند الهزيمةلذلك فاعتقد انها ستكون مرحلة وسوف تعود كل الامور لما كانت عليه مع بعضالانضباط فى التشجيع فى المدرجات. وعلى الصعيد الكروى يقول الناقد الرياضى خالد بيومى لبوابة الشباب: انا ضدكل من يدعون لاعتزال التشجيع لان هذا من شأنه الدعوة الى توقف النشاطالرياضى ، فنحن لا ننكر ان ما حدث هو كارثة بكل المقاييس ولكن هذا لا يعنىان نلغى مصر عن العالم الدولى فالاهم الان هو محاسبة الجهات او الاشخاصالمسئولة عن هذه المذبحة وان الجمهور لابد ان يدرك ان ما حدث ليس له علاقةبالكرة فطول عمر الاهلى يلعب في بورسعيد وتحدث مواجهات بين الجمهورين لكنللاسف حدث تقصير من الامن هذه المرة ، وعلى فكرة .. جمهور الاهلى اوالزمالك لن يمتنع عن التشجيع لكن ما حدث هو درس واستفدنا منه جميعا وياريتالاعلام يبرز حالة التوحد الجميلة التى اصبح عليها التراس الفرق المصرية ،فانا كنت فى العزاء بالنادي الأهلي ورايت هناك التراس الزمالك"الوايت نايس" والتراس الاسماعيلى وبدلاً من تركيز الاعلام على تدمير الجمهور وادخالالتعصب ليتهم يركزوا علي هذا التوحد.