سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ًشعار «دولة الألتراس» فى مصر: القصاص أولا البعض منحهم لقب «حماة الثورة» بعد دورهم خلال ال18 يومًا فى التحرير.. فدفعوا ثمن وطنيتهم وتحديهم للداخلية فى «مجزرة بورسعيد»
«الثورة جزء من الألتراس».. وصف دقيق لأعضاء مشجعى الأهلى ربما يفسر بعض الاتهامات لهم ب«العِند» مع الدولة، نتيجة تمسكهم بمطالبهم وعدم التنازل أو التفاوض حولها مهما كانت الإغراءات أو تداعيات موقفهم. كان الألتراس طيلة سنوات فى مدرجات «تالتة شمال»، ثم أصبحوا كيانا مزعجا لقوات الأمن، لانضباطهم وتوحدهم والتزامهم بتعليمات «الكابو»، واستخدام الشماريخ التى يعتبرونها شكلا من أشكال التشجيع والاحتفال، فى حين يعتبرها الأمن والإعلاميون «أداة عنف تشكل خطرا على الأمن العام».
ورغم موجة الاضطهاد الأمنى للألتراس فى عصر داخلية حبيب العادلى، ومحاولة كسرهم منذ 2007، وهو تاريخ إنشاء الرابطة وحتى قيام الثورة، واستخدام أساليب عديدة لتحقيق هذا الغرض، منها التضييق عليهم فى الاستاد ومنع دخول أدواتهم التشجيعية إلى المباريات والتفتيش «المهين والصارم» ومنعهم أحيانا من تعليق «البانر» الخاص بهم الذى يحمل شعار الرابطة، والتشويه الإعلامى من البعض لرفضهم التعاون معهم. إلا أن ألتراس أهلاوى أصبح من أهم أشكال التشجيع فى العالم، بأغانيهم التى حفظها مشجعو الكرة العاديون، وأصبحوا يتابعون الألتراس إعجابا بأدائهم التشجيعى المنظم والمتجدد دائما.
«الألتراس حماة الثورة».. لقب جديد أضيف إليهم عقب ثورة 25 يناير لتواجدهم فى ميدان التحرير، واحتلال الصفوف الأولى لمواجهة الأمن نتيجة حالة العداء المستمرة بين الطرفين، والتى برزت بشكل واضح فى «موقعة الجمل»، فالألتراس لم يتواجدوا وحدهم فى الميدان، لكن تنظيمهم الهائل جعل تأثيرهم أقوى فى مقاومة قوات الداخلية وأسلحتها.
ويعتقد الألتراس أن مجزرة بورسعيد هى ثمن دورهم فى الثورة وتحديهم للداخلية، حيث اعتقدوا أن انتصار الثورة هو نهاية لدورهم السياسى فى الميدان، وأنهم سيعودون إلى عشقهم الأبدى بتشجيع كرة القدم، لكنهم لم يعلموا أنها بداية لدوامة كبيرة لا نهاية لها، فكانوا على رأس قائمة «الداخلية والمجلس العسكرى والحزب الوطنى» للانتقام منهم.
بدأ هذا الانتقام فى مباراة «كيما أسوان» عندما تعرضوا للضرب من الأمن المركزى وتم القبض على عدد منهم، وأولهم قائدهم كريم عادل، واتهامهم بتكدير الأمن العام وإتلاف المنشآت العامة، لكن القضاء أنصفهم بتبرأتهم لعدم وجود أدلة على هذه الاتهامات، وبعد استشهاد أحدهم أعضاء الرابطة، محمد مصطفى، خلال أحداث مجلس الوزراء، هتف التراس أهلاوى بغضب ضد المجلس العسكرى فى مباراة «المقاولون» فى 28 يناير الماضى، أى قبل المذبحة ب3 أيام.
وجاء اليوم المشئوم، ودفع الألتراس ثمن حريتهم واستقلاليتهم ورفضهم لسياسات الداخلية، وتحول هتافهم من «يوم ما أبطل أشجع هاكون ميت أكيد» إلى «أخويا مات شهيد من الغدر فى بورسعيد.. ويوم ما أفرط فى حقه هاكون ميت أكيد».
وبعد مذبحة بورسعيد أقسم الألتراس على القصاص لزملائهم، واعتبروا أن عودة الدورى قبل القصاص بمثابة «العار والخيانة لدماء الشهداء»، مشددين على تمسكهم بموقفهم رغم الاتهامات من قبل اتحاد الكرة وبعض الإعلاميين الرياضيين، وواجه الألتراس الاتهامات بشعار «المجد للأحرار الثابتين على الأفكار.. كل المجد للشهداء».
هذا الشعار يدرك معناه كل من يفهمون جيدا عقلية الألتراس، ويعلمون أن أعضاء الرابطة لا يعنيهم تماما ما يُقال عنهم فى وسائل الإعلام، كما أن رفضهم الدائم للفساد والتزوير يجعلهم «شوكة فى حلق» الكثيرين المستفيدين من فساد المنظومة الرياضية، كما أنهم دعوا الجميع إلى «ثورة تطهير الرياضة بمسئوليها وإعلامييها» وهم يعلمون تماما حجم الحرب التى سيشنها عليهم المتضررون من تلك الثورة.
وبشكل يومى يؤكد الألتراس وأهالى شهداء مجزرة بورسعيد أنهم يسعون فقط للقصاص لشهدائهم بشكل يتناسب وبشاعة مجزرة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 74 مشجعا، كل ذنبهم أنهم قرروا تشجيع فريقهم الأهلى من الاستاد والسفر وراءه إلى بورسعيد، دون الاكتراث لحالة العداء بين مشجعى الفريقين منذ سنوات، ولم يتخيل أحد أنها ستعود بأعضاء الألتراس فى أكفان بيضاء.
وكانت مباراة «السوبر» هى أبرز مثال على إصرار الألتراس وأهالى الشهداء على عدم عودة الدورى قبل القصاص والسفر من القاهرة للإسكندرية، والسير 20 كيلو فى الصحراء للوصول إلى فندق اللاعبين.
«الألتراس يحكم».. جملة أصبح يرددها البعض كلما استجاب المسئولون لمطالبهم ظنا منهم أن الدولة تخشى «شغبهم»، لكن الألتراس يرفض هذه الجملة بل يعتبرها سببا لاضطهاد البعض لهم، وشددوا «نحن لا نسعى لفرض رأى، إنما نسعى لفرض الحق والعدل».
ويناشد أهالى الشهداء دائما شعب مصر ب«حسوا بينا، إحنا قلبنا بيتحرق على ولادنا اللى ماتوا عشان بيحبوا النادى الأهلى، كل همنا استعادة حق ابنى لإشفاء غليل الأمهات». وتساءلوا: «لو كان لاعبو النادى الأهلى هم الضحايا فى مذبحة بورسعيد، هل كان سيتم استئناف الدورى قبل القصاص»؟ محذرين بأنه فى حالة التلاعب بالقضية وإخفاء الأدلة فإن «الدنيا هتتقلب»، والألتراس والأهالى لن يتنازلوا عن القصاص وإعدام المتهمين أسوة بجريمتهم.
وتعليقا منهم على استياء البعض من تصرفات الألتراس بشكل قد يضر بالقضية، أكد أهالى الشهداء أن الألتراس هو صوت أصدقائهم الذين قتلوا بين أيديهم وأمام أعينهم، فلا أحد يهتم بالقضية مثلهم، ولولاهم لتناسى الجميع المجزرة وحصل المتهمون على البراءة بسهولة مثل قضيتى قتل المتظاهرين وموقعة الجمل. وشددوا أن جميع تحركات الألتراس تتم بعد اجتماع بينهم وبين أهالى الشهداء للاتفاق على جميع التحركات لضمان إبقاء القضية حية.