لو انك من زوار مبنى الاذاعة والتليفزيون فبالتأكيد تعرف انه الدور الذى يقع فيه مكتب السيد انس الفقى وزير الاعلام .. ولذلك فالاسانسيرات الثلاثة الشهيرة الموجودة فى مدخل المبنى لاتقف فى الدور التاسع .. ولكن هناك اسانسيرات خاصة تصعد الى التاسع اهمها واشيكها هو الاسانسير الموجود فى مدخل 5 المعروف بباب الوزير .. فالوزير له باب يحمل اسمه - وهذه التسمية بالمناسبة قديمة جدا منذ ان اصبح للاعلام وزيرا - ولا يسمح بالدخول من باب الوزير الموجود فى الشارع الفاصل بين وزارتى الخارجية والاعلام الا لضيوف الوزير ورئيس الاتحاد واحيانا رئيس التليفزيون .. وبعض رؤساء القنوات خاصة عندما يحبون ان يجاملوا ضيفا معينا فيطلبون من الامن التصريح له بالدخول من باب الوزير .. المهم ما رايك لو تصعد معنا للدور التاسع ؟ وكما قرات فى العنوان بالظبط .. فالدور التاسع يعتبر نموذجا لمجتمعنا لأنه يجمع بين المتناقضات فيه ثراء فاحش فى الجناح الخاص بالوزير ومستشاريه ومساعديه .. وفيه فقر مدقع فى النصف الاخر من الدور الذى يسكنه عدد من موظفى الشئون المالية والادارية .. الدور التاسع بالظبط يشبه الفرق بين حى الزمالك وحى بولاق .. مظهر جيد فى جانب وعلي الجانب الآخر مظهر متواضع مثير للشفقة وأحيانا للاشمئزاز طرقات فاخرة وتصميمات رائعة في المداخل المؤدية إلي هذا المدخل .. وأسانسير لا يجرؤ على الوقوف إلا في حالة صعود الوزير أو الشخصيات الهامة التي يستقبلها فقط أو مستشاريه أما سكان ماسبيرو الاصليون فعليهم أن يسلكوا طريقا أخر للوصول .. ممكن ينزلوا فى الثامن ويطلعوا دور او فى العاشر وينزلوا دور ..اما الطرقة المؤدية الى مكتب الوزيرفمبطنة علي جانبيها بالخشب المدهون باللون البني الغامق لتضفي على المكان فخامة وفي بدايتها بوفيه علي اليمين له شكل أنيق جدا يختلف عن أي بوفيه آخر موجود داخل هذا المبني وأفراده مختارون بعناية ليناسبوا طبيعة المكان ثم مكتب صغير في ركن من الطرقة بجواره صندوق البريد الخاص بالوزير ثم مكاتب المساعدين والمستشارين وعلي اليسار بامتداد الغرفة مجموعة من الصور لشخصيات عامة واعلاميين مرسومة في لوحات زيتية بريشة الرسام عمرو فهمي وطبعا الطرقة لا تخلوا من الزرع علي جانبيها وبعدها تجد علي اليسار طرقة تؤدي مباشرة إلى مكتب الوزير يتوسطها سجادة حمراء وعلي جانبيها حواجز قطيفة ذات الحلي المدهب في آخرها وهذه الطرقة تحمل علي جانبيها شعارات القنوات التي يبثها التليفزيون المصري ثم مكتب الوزير وملحقاته اما ( بولاق الدور التاسع ) فبمجرد خروجك من أي الطرقتين المؤديتان لمكتب الوزير ستجد نفسك في عالم آخر حيث المكاتب المتواضعة للموظفين والطرقات التي لم تدهن منذ سنوات ومواسير الصرف الصحى الظاهرة بوضوح فى الحمامات ذات الروائح النفاذة والموظفون المكدسون داخل مكاتبهم التي تصل أحيانا إلي أكثر من 10 مكاتب في غرفة أقل من 12مترا !! والموظفون كالمستندات .. زحمة ولا توجد في بعض الغرف مروحة سقف ترحمهم من نار الصيف وربما تجد في بعض المكاتب الأخرى لرؤساء الأقسام مثلا مروحة في السقف أو علي أحد جوانب الحائط .. اما المفاجأة المدهشة فهى ان الوزير الذى لايبعد مكتبه عن عشوائيات الدور التاسع بأكثر من 5 خطوات لم يفكر يوما فى عبور الطرقة ليشاهد رعاياه على الطبيعة .. ولو انه أعلن انه يفكر فى زيارة مكاتب الموظفين لتغير الحال فى نصف ساعة .. فهل يفعلها وزير الاعلام ؟!