فجأة و بدون مقدمات قرر الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد انشاء دار نشر خاصة به أطلق عليها اسم واحدة من اجمل رواياته "بيت الياسمين" .. و السبب هو الفيس بوك ، فما هي الحكاية بالضبط ؟! أنت متعاقد مع دار الشروق لنشر كل كتاباتك 00 فما سبب انشاء دار نشر خاصه بك؟ الحقيقه هناك عدة اسباب و ليس سبباً واحداً ، أولا ابني زياد هو في الاساس يعمل في الإخراج الصحفي و تصميم الأغلفة و قد عمل في مجموعة من الجرائد .. إلا أنه مع الوقت أصبح غير قادر علي التعامل مع هذا الكم الكبير من الزيف الموجود في هذا المجال .. فقررت أن أساعده و انشيء له مشروعاً خاصاً به ، فضلا عن ان عندي وقتاً يساعدني علي ذلك .. لكن الاهم من هذا كله هو الفيس بوك .. فقد اكتشفت فيه مجموعة كبيرة جدا من الشباب الموهوب بالفعل في كتابة الرواية و القصة القصيرة .. من خلال أعمالهم التي كانوا يرسلوها لي .. و مشكلتهم الرئيسية أنهم لا يجدون أي وسيلة تفعيل لهذه الموهبه خاصة أن دور النشر الكبري لا تنشر الا للكتاب الكبار أيضا .. لذلك قررت ان أساعدهم و رزقي و رزقهم علي الله . أي دار نشر تكون لها فلسفة خاصة بها من خلال اختياراتها للاعمال التي ستقوم بنشرها 00فماذا عن فلسفة " بيت الياسمين " ؟ فلسفتها الوحيدة هي منح الشباب الفرص التي يستحقونها لان الكبار عندهم فرصهم بالفعل .. أما الشباب فمن حقهم ان يعبروا عن انفسهم و أن يجدوا وسيلة مشروعة لنشرهذا التعبير .. فمشكلتنا الكبري مع الاجيال الجديدة أننا لا نسمعهم و لا نحاول أن نخلق فرصاً حقيقية للتواصل معهم مع أن هذا التواصل من أهم سبل النهوض بهذا البلد . هناك إتهام جاهز موجه دائما للجيل الجديد بأنه جيل تافه و سطحي .. فما رأيك؟ من يوجهون هذا الاتهام لم يبذلوا ادني مجهود للبحث عن ايجابيات هذا الجيل و محاولة تنميتها .. وإنما هم حكموا عليه من خلال صريخ جمهور تامر حسني متجاهلين أن حتي هؤلاء يتخذون من هذا الصريخ او تشجيع اغاني تامر وسيله للتعبير عن انفسهم .. لكن إذا ساعدناهم علي ان يكتشفوا انفسهم و يخلقوا لها هدفاً حقيقياً سنجد مواهب و افكاراً ربما لم يات أي جيل سابق بها من قبل .. صدقونى شباب اليومين دول يقدروا يكسروا الدنيا بس نمنحهم الفرصة و نسلط الضوء علي الحاجات الحلوة اللي جواهم . و هل ستتبني ذلك الفكر في الدار؟ نعم .. فالدار مفتوحة لكل الافكار و المواهب الجديدة خاصة ان هناك مستجدات علينا في الحياة .. من الصعب ان تأتي علي فكر الكبار لانها لا تدخل ضمن مفردات حياتهم ، يعني في شاب جديد اسمه مختار فتحي عمل كتاب اسمه " هوم دليفري " و شاب اخر اسمه إسلام مصباح كتب روايه اسمها " ايموز " و هذه مفردات عالم خاص بالشباب فقط لابد أن نسمعه و نعطيه الفرصه ليعبر عن نفسه ، و هي أعمال جيدة جداً . المشكله اذاً في الحركه الثقافيه ؟ إحنا فعلا الحركة الثقافية عندنا ضعيفة جدا .. خاصة تلك المرتبطة بالصحافة ؛ فالصحافة في مصر غير انسانيه لانها أصبحت لا تنشر سوي السياسة و الحوادث و اخبار ارتفاع الاسعار .. فاين القصص القصيرة و الشعر و الرواية المسلسلة ، فالادب و الثقافة يغيران الناس اكثر من السياسة .. فمن يقرأ مقالاً سياسياً سيمتليء بطاقة غضب و مع الالحاح سيتحول هذا الغضب لفعل و عنف .. أما من يقرأ قصه حب او قصيدة شعرية سيرق احساسه ، وهذا ليس بجديد علي الصحافة المصرية فيوسف إدريس استطاع أن يغير الرأي و الذوق العام في العديد من القضايا بالقصص القصيرة التي كان يكتبها في الجرائد اليومية . ما الذي يحتاجه الشباب في مصر ليكون اكثر فاعليه و ايجابيه؟ أن نوفر له الحد الادني من احتياجاته من عمل و فرصه سكن معقول و زواج و هذا ليس بكثير . و ماذا عن الفرص التي سيوفرها بيت الياسمين؟ سيوفر اي فرصه لاي شاب يري في نفسه موهبة حقيقة في الكتابة و التعبير عن نفسه و عن جيله و ذلك بدون أي شروط .. أي أننا لا نشترط أن تكون الموهبة مرتبطة بالرواية و القصة القصيرة و إنما سننشر كل ما هو متعلق بالفنون سواء كانت التشكيلية أو المرتبطة بالموسيقي و غيرها .