سيظل الفريق سعد الدين الشاذلي أحد أهم الشخصيات التي لعبت دورا بارزا في حرب أكتوبر، برغم ما تعرض له من اضطهاد، وإخفاء لدوره، وبمناسبة احتفالات أكتوبر ال39 ستحاول « الشباب » أن ترد الاعتبار لهذا البطل الكبير من خلال حوارنا التالي مع ابنته الكبرى شهدان والتى ستتحدث عن علاقته بمبارك ونصائحه للسادات أثناء الحرب، وكيف تم استبعاده من موقع المسئولية. تصوير : محمود شعبان ما هي حكاية صورة والدك في غرفة العمليات الحربية أثناء حرب أكتوبر؟ الأعراف العسكرية تقول: إنه فى غرفة القيادة لا يجلس قادة القوات بجوار الرئيس أو القائد الأعلى لكن من يكون بجواره هما وزير الدفاع ورئيس الأركان لكننا فوجئنا بأن كل الصور التى نشرتها الصحف تم استبعاد أبى منها ووضعت مكانه صورة مبارك. وأنا لديّ صورة للسادات في غرفة العمليات الحربية وبجانبه والدي سعد الدين الشاذلي باعتباره الرجل الثالث وقد تم محو صورته بفعل مبارك ووضع صورته بدلا منه وأصبحت تنشر وتعرض في الصحف والتليفزيون بهذا الشكل المزيف ظنا منه أنه بذلك يمحو التاريخ. وما هي تفاصيل الخلاف بين والدك والسادات؟ حدث خلاف بين الرئيس السادات والفريق الشاذلي حول تطوير الهجوم أثناء حرب أكتوبر فبعد عودة الفريق الشاذلي من الجبهة يوم الخميس 11 من أكتوبر طلب السادات تطوير هجومنا نحو المضايق.. ولكنه عارض الفكرة لقوة القوات الجوية الإسرائيلية ولأنها تشكل تهديدا خطيرا لأي قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي ومن هنا فإن قواتنا البرية ستقع فريسة للقوات الجوية الإسرائيلية بمجرد خروجها من تحت مظلة الدفاع الجوي أي بعد حوالي 15 كيلومترا شرق القناة وكان هذا القرار هو أول خطأ كبير ترتكبه القيادة. ولماذا تعتبرين قرار السادات خاطئا؟ الرئيس أنور السادات أصر على تطوير الهجوم المصرى نحو المضايق، بالرغم من معارضة الشاذلي هذا الهجوم الذى تم دون توفير أى حماية جوية أو وسائل دفاع جوى، والذى أدى فشله إلى نجاح إسرائيل فى اختراق القوة الدفاعية المصرية فى منطقة الدفرسوار وحصار الجيش الثالث، والذى أدى بدوره إلى مفاوضات الكيلو 101، وإلى تنازلات تلو الأخرى خلال الحرب ما الفرق بين ما كتبه الفريق الشاذلي عن أكتوبر وما كتبه الآخرون؟ سجّل الفريق أحداث حرب أكتوبر في كتاب هو الوحيد عن حرب أكتوبر الذى صدر عند الحرب دون إذن أو رقابة من السلطات المصرية .. وذلك بعكس الكتب الأخرى التى نشرت بواسطة القادة العسكريين أو بواسطة الصحفيين، فقد خضعت جميعها لرقابة وزارة الدفاع المصرية قبل النشر لماذا كان مبارك يكره والدك؟ مبارك تعامل مع أبى على أنه خصم ثقيل الوزن وأراد أن يزيحه من طريقه، وأعتقد بقوة أن «مبارك» كان يغار من والدى وعندما ننظر للأمور نجد أن السادات حرك قضية إفشاء الأسرار العسكرية وفشلت وحفظت. لكن ما سبب تحريك مبارك سنة 1983 القضية مرة أخرى؟ لم يكن هناك أى مبرر لمبارك غير الغيرة، «مبارك» كان يريد التخلص من أى خصوم، لذا كان لابد أن يتخلص من أى منافس محتمل ومارس ضد أبى حرباً لمحوه وإخفاء اسمه وسيرته بكل الطرق، لدرجة أنه زيف صور الحرب ووضع نفسه مكان أبى. هل كانت هناك محاولات اغتيال لوالدك؟ حدثت عدة محاولات للتضحية به، بدءاً من محاولة أنور السادات التخلص منه أثناء الحرب بعدما اكتشف على أرض الواقع أن آراءه العسكرية هى الأصوب وأصبح كلامه حقيقة والمشكلة وقتها أن سعد الدين الشاذلى كانت له شعبية ضخمة جدا ومن الصعب التخلص منه مباشرة لذلك أبعده إلى لندن كسفير ، ثم محاولة اغتيال أخري في لندن أخبره بها مظهر عيسى بأن هناك محاولة اغتيال تدبر له وأخري فى الجزائر، كانت هناك محاولة أخرى لاغتياله عام 1979 وأخبره بها الدكتور أشرف مروان مدير مكتب الرئيس الراحل أنور السادات ذهب للجزائر خصيصًا لزيارة الشاذلي وقال له: إن هناك محاولة لاغتياله ونصحه أن يتوخى الحذر. هل تحدثت مع والدك قبل وفاته عن الثورة المصرية؟ لم يعلق على الثورة لأن حالته الصحية منعته من ذلك، وعندما حكيت له فى الأيام الأخيرة عن الثورة وما حدث فيها علق قائلاً: «نهبونا» ، وكانت كافية ولم يقل شيئاً آخر. ما الذي تريدينه من النظام الجديد؟ كنت أتمنى تكريما مناسبا لوالدي في احتفالات حرب أكتوبر العام الماضي، خصوصا أنه الأول من نوعه بعد الثورة ولكن للأسف لم يحدث وكنت أتساءل لماذا بعد ثورة يناير العظيمة لم يرد اعتبار والدي ويتم تعريف الناس بتاريخه، ويتم إعادة تصحيح الأوضاع وأن يتم محو الحكم المستبد الذي تعرض له أبي، وأن يتم إعادة الصورة الأصلية له بجانب السادات في غرفة عمليات حرب أكتوبر.