رغم بلوغه سن الواحدة والثمانين من عمره الشهر الماضى ورغم التراجع الشديد فى حالته الصحية إلا أنه لا يتوقف أبدا عن الخربشة والعفرتة فلا يزال يعتبر نفسه مناضلا سياسيا وأنه هيفضل كدة شقى إلى أن يرحل مثل الباقيين . هو أمير مملكة السطوح الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم المنضم حديثا لحزب الوفد بعد عقود طويلة من الشقاوة والحركة بحرية وقد أعلن أنه قام بهذه الخطوة لمواصلة نضاله السياسى فى حزب عريق وله تاريخ لكن بعض الناس قالوا أنه بذلك تخلى عن مبدأه الذى سار عليه طوال حياته وأنه رمى نفسه فى حجر حزب بعدما كان حرا ثائرا غير مرتبط بتوجهات أحد لكن الشاعر قال لنا عندما سألناه عن ذلك أنه طول عمره راجل سياسى ومشارك فى الحياة وأنه انضم للحزب حتى يواصل نضاله القديم وأن ما جذبه للوفد ما حدث فيه من انتخابات حرة وتجربة ديمقراطية جديرة بالإحترام وأنه يكن كل إحترام لرئيسه الجديد، وعندما سألناه عن تعارض هذه الخطوة مع ميوله اليسارية القديمة حيث أن حزب الوفد حزب ليبرالى يشجع على الحرية الفردية فقال لنا " اللى تشوفوه وربنا يخليلكم " كان ذلك خلال ليلة وفدية أقامها الشاعر بحضور عدد كبير من الوفديين يتقدمهم الدكتور السيد البدوى وأعضاء الهيئة الوفدية العليا ، قدم للأمسية فى البداية الكاتب الصحفى محمد مصطفى شردى والذى ذكر أن الأمسية مخصصة فقط للشاعر الكبير وأنه رفض أن يكون هناك كرسى آخر بجواره معلقا على ذلك بقوله "مين يقعد جنب الأستاذ نجم" على أن تتواصل هذه الأمسية كل أسبوع . حيث أنه من المقرر أن يقوم الشاعر بتنظيم أمسيات شعرية فى مقر حزب الوفد وفى عدد من المحافظات تحت عنوان ليالى وفدية. وعلى ما يبدو أن الشاعرالكبيركان يقصد بمواصلة نضاله السياسى إعادة مواصلة حواديته وذكرياته وحكاياته وقصائده المعارضة وتشجيع الموهوبين من الشعراء الوفديين أى أن نشاطه سيأخذ طابعا ثقافيا وهذا ما استنتجناه من خلال اللقاء الأول أمس بمقر حزب الوفد بالدقى . وبعد أن حكى الشاعر عدد من الحواديت دخل فى موضوع فلسطين وإسرائيل وقال أهدى هذه القصيدة لأصدقاء إسرائيل اللى فاكرين إن إسرائيل هاتعيش أنا أقول هذا الكيان محكوم عليه بالموت والزوال زى مسمار تبلعه وما ترحش لدكتور لكن الجسم لازم يلفظه، ثم ألقى الشاعر أجزاء من قصيدة كتبها. وفى الأمسية قدم الشاعر أيضا عددا من الشعراء الوفديين الذين ألقوا قصائدهم مداعبا الحضور بقوله " جرى إيه ياجدعان يعنى الوفد فيه شعراء كتير " وكانت أهم من قدم الشاعرة مريم إبنة المنصورة وقد وصفها بحبيبته الموهوبة ثم ألقت مريم إحدى قصيداتها التى تعتز فيها بالوحدة الوطنية : أنا والنيل فى عصرية ونسمة بتلمس الذكرى ترجعنى سنين وسنين زمان فى بلدنا ع الترعة وصفصافة على الميه بتتمايل شمال ويمين وكنا صغار بنات قمرات كما الياسمين حميدة تريز ودميانة وآمنة تسوى شعرى ومريم تلعب الحجلة مع سكينة وهيلانة بتتمشى مع صابرين ولما نجوع نروح بيت آمنة جنب الترعة وناكل أى شىء موجود وطعمه يبقى زى الشهد لكن جبنة وخصايتين ونرجع نهضم اللقمة بلعبة الاستغماية ونتدارى ورا شجرة مابين توتة وجميزة نقسم نفسنا فرقتين تريز وسكينة وحميدة ودميانة يسقوا التوتة والباقيين يلموا التوت ويا خدى الجميل يا زين ما تعرف مين فينا قبطى ومين مسلم وحتى فى عيدنا أو عيدهم بنفرح فى العيدين الاثنين فى حد الخوص نضفر خوص وفى رمضان نشيل فوانيس وناخد ع البيوت لفة نلم العادة للصايمين ومر العمر وكبرنا وخراط البنات عفريت ما فيش صفصافة ولا ترعة نروح للمدرسة على البيت وفرقنا النصيب والقسمة والأرزاق وعصرية وأنا والنيل لاقيتنى بره باكل هنا كان فيه طريق ماشى ماعدش طريق وسكينة تعشق التمزيق وصحابى راحوا فى دروب الزمن راحوا زمن تحاريق ولا نسمة تنعش الحران ولا ميه تبل الريق