يبدو ان المفاوضات التى تجريها مصر حاليا مع صندوق النقد الدولى بشأن رفع قيمة القرض الذى ترغب فى الحصول عليه الى 4.8 مليار دولار هى الأمل الأخير لإنقاذ مصر من التدهور الإقتصادى الذى نعيشه منذ أحداث ثورة 25 يناير خاصة بعد ان انخفضت الإحتياطات النقدية للبلاد بجانب تفاقم البطالة .. و قد أثار طلب رئيس الحكومة دكتور هشام قنديل حول زيادة قيمة القرض تساؤلات الخبراء عن السبب خاصة ان معظم اعضاء مجلس الشعب المنحل سبق و طلبوا سحب الثقة من حكومة الجنزورى عندما طلبت قرض من صندوق النقد الدولى بقيمة 3 مليار دولار فما الذى تغير هذا ما سنعرفة من الخبير الإقتصادى سليمان جودة الذى قال فى تصريح خاص لبوابة الشباب : طلب دكتور محمد مرسى و هشام قنديل زيادة قيمة القرض من صندوق النقد الدولى الى 4.8 يؤكد اننا لم يعد لدينا أى موارد لسد العجز الإقتصادى خاصة بعد انتهاء الفترة الإنتقالية التى تصور المجلس العسكرى فيها ان مواردنا قادرة على سد هذا العجز لكن الحقيقة ان تلك الموارد عاجزة تماما و بالتالى لم يعد لدينا سوى الإقتراض أو تطبيق سياسة التقشف و ضغط الميزانية فإختارت الحكومة الحالية الإقتراض و لكن تبقى المشكلة انه مازال محتوى هذا الإقتراض غير واضح خاصة ان صندوق النقد الدولى لا يمكن ان يمنح أى دولة قرضا إلا بعد ان يحدد بنودا معينة للإصلاح ليضمن قدرة الدولة المقترضة على السداد و انا اتصور ان الصندوق سيركز فى شروط هذا القرض على الطاقة و هذا على حسب تلميحات كريستين لاجارد التى نشرتها صحيفة الأهرام اليوم حيث انها طلبت إعادة النظر فى دعم الطاقة الذى يهدر فى موارد كثيرة مما يجعل هذا الدعم لا يصل الى مستحقيه كما ينبغى فلا توجد دولة فى العالم توفر الطاقة و البنزين لكل فئات شعبها بنفس السعر أى انه ليس من الطبيعى ان تأخذ السيارة المرسيدس البنزين بالسعر الذى يأخذه قائد التاكسى او الميكروباص و الذى تعد سيارته تلك هى مصدر رزقه و من هنا فقد يرفع هذا القرض الدعم عن مصادر الطاقة و البنزين تحديدا و نفس القاعدة لابد ان تطبق على التعليم أيضا مثلما يحدث فى العالم كله و بناء عليه فإن شروط الصندوق تعتبر مقبولة نسبيا فيما يخص اوجه الإصلاح و نسبة فائدة القرض و فترة السماح . اما فيما يخص الفائدة التى ستعود على مصر من زيارة الرئيس للصين أضاف جودة : الصين لديها تجربة هامة و متميزة جدا فى جذب استثمارات القطاع الخاص فبالرغم من انها دولة إشتراكية إلا انها إستطاعت أن تساير إيقاع العصر عندما رأت ان مستقبل الإقتصاد الحقيقى سيكون فى دعم هذا القطاع مما انعكس على الإقتصاد بحالة انتعاش كبيرة بدليل ان منتجاتهم الأن استطاعت ان تغزو العالم كله بما فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها و تلك التجربة لو استطعنا ان نطبقها عندنا او بمعنى اخر استفدنا من تجربة الصين و حاولنا نقلها عنهم سنحدث نقلة كبيرة فى الإقتصاد المصرى .