هبوط أسعار الذهب بختام التعاملات اليوم.. كم سجل عيار 21؟    اقرأ في عدد الوطن غدا: «قمة المواجهة».. لا للإرهاب الإسرائيلي    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    محمد أشرف روقا: الزمالك جاهز بنسبة 100 % للتتويج باللقب أمام نهضة بركان    الهلال السعودي يراقب نجم برشلونة    «تعليم كفر الشيخ» تنهي استعداداتها لامتحانات الصف الثالث الإعدادي    باسم سمرة يعلن انتهاء تصوير فيلم اللعب مع العيال    وزارة الصحة: إرشادات مهمة للحماية من العدوى خلال مناسك الحج    حريق في طائرة أمريكية يجبر المسافرين على الإخلاء (فيديو)    طوارئ ومطالب بالاستقلال عن فرنسا.. ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة؟    رئيس جامعة الأقصر: منشآت جميع الكليات جاهزة لاستقبال امتحانات نهاية العام    مد فترة استلام الطلبات لوظائف القطار الكهربائي الخفيف حتى 23- 5- 2024    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي قبل الجولة الأخيرة في بريميرليج    قرار حكومى باعتبار مشروع نزع ملكية عقارين بشارع السبتية من أعمال المنفعة العامة    الفئة من 401 إلى 500.. تصنيف تايمز العالمي يضم «جنوب الوادي» لقائمة الجامعات الشابة    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    التموين: وصول 4 طائرات تحمل خمسة آلاف خيمة إلى أهالي قطاع غزة    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    طريقة عمل طاجن العكاوي بالبطاطس    فنانات إسبانيات يشاركن في الدورة الثانية من ملتقى «تمكين المرأة بالفن» في القاهرة    الجمعة .. انطلاق نصف نهائي بطولة العالم للإسكواش بمصر    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    تعرف على مواعيد عرض فيلم "شرق 12" في مهرجان كان السينمائي    تأكيدا ل"مصراوي".. تفاصيل تصاعد أزمة شيرين عبد الوهاب وروتانا    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    أمير عيد يؤجل انتحاره لإنقاذ جاره في «دواعي السفر»    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    "العربة" عرض مسرحي لفرقة القنطرة شرق بالإسماعيلية    توقيع بروتوكول تجديد التعاون بين جامعة بنها وجامعة ووهان الصينية    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    التحقيق مع عاطل لحيازته مخدر الآيس في منشأة القناطر    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    الأحد.. عمر الشناوي ضيف عمرو الليثي في "واحد من الناس"    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    مد فترة التقديم لوظائف القطار الكهربائي الخفيف.. اعرف آخر موعد    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حلم ليلة صيف.. بكرة هاييجي أحلى مهما كانت وحلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-5-2024    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور .. يا ترى مصر الساعة 6 الصبح شكلها إيه ؟!
نشر في بوابة الشباب يوم 10 - 08 - 2012

الساعة الآن اقتربت من السادسة صباح القاهرة، الصورة مختلفة تماما، الشوارع لا تعرف الازدحام في هذا الوقت، يمكنك أن تتحرك في القاهرة من أقصاها لأدناها في أقل من 20 دقيقة، ووسط هذا الهدوء، تلحظ نوعا من الحركة والحيوية، على وجوه عدد كبير من الأشخاص الذين تبدأ أعمالهم في هذا الوقت المبكر. وجوه شقيانة، لا تفارقها البسمة، يبحثون عن لقمة عيشهم، يبدأون يومهم بصلاة الفجر، ودعاء الله بأن يرزقهم من أوسع أبوابه، ففي هذا التوقيت تقابل أشخاصا لا يعرفون إلا العمل، لا يشغل بالهم سوى السعي وراء لقمة العيش، يصبرون يتحملون من أجل القليل، حتى يعيشوا حياة كريمة شريفة، "الشباب" قامت بجولة في شوارع القاهرة، لترصد وجوها مصرية حقيقية لا تعرف سوى لغة العمل والكد.
تصوير: أميرة عبد المنعم
مصطفى ماسح الأحذية
في بداية الجولة، التقينا، عم مصطفى أحمد فهمي، 37 عاما، وهو ماسح أحذية، يجلس بعدة الشغل على الرصيف منتظرا الفرج، مصطفى يبدأ عمله بعد صلاة الفجر يوميا، ويستمر عمله حتى الثانية بعد الظهر، حيث انه يعمل في أحد المصانع فترة مسائية، ويستغل الفترة الصباحية لتحسين دخله من خلال مهنة ماسح الأحذية، والتي تساعده في الإنفاق على اسرته المكونة من زوجة، و3 ابناء، هم : يوسف طالب بالمرحلة الإعدادية، ومني طالبة بالصف الثالث الابتدائي، ورودينة وعمرها 7 أشهر.
مصطفى
عم مصطفى من مواليد روض الفرج، ولكنه يعيش الآن مع اسرته بمنطقة النهضة، في شقة صغيرة بالإيجار، أحلامه بسيطة، فهو يحمد الله على أي حال، ويدعو الله أن يعطيه الصحة والقدرة دائما على العمل، وعدم التواكل أو الاعتماد على الغير، وأن يحافظ على عادته بالعمل مبكرا، لما فيه من الخير والبركة، وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا".
عم مصطفى أكد أنه ليس لديه اي مشاكل، لأنه يعمل، وطالب الشباب المصري بأن يعمل، وألا يتكبر أو يتعالى على أي عمل، مشيرا إلى أن العمل متاح للجميع، ولكن المشكلة أننا نريد ان نستيقظ من النوم بعد الظهر، وأن نجلس على المكاتب، وقال لابد أن نعلي من قيمة العمل.
عم مصطفي يتلو آيات الله، في الفترات التي لا يكون فيها زبائن، و أكد أن المصحف لم يفارق يده منذ ما يقرب من 25 عاما، فهو يتعبد ويثاب على قراءته للقرآن وفي نفس الوقت يتبارك به، بدلا من ان يتحدث في شيء لا يضر ولا ينفع.
تقريبا 10 سنوات مرت على عمل عم مصطفى كماسح للأحذية، كان يتنقل خلالها من مكان لآخر، وفي الوقت الحالي وصل دخله اليومي من مسح الأحذية من 25 إلى 30 جنيها، وتلا قول الله تعالى "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، مؤكدا أنه يسعى وراء رزقه يوما بيوم، ولا يتعجل شيئا، لأن كل شيء مقدر عند الله.
عبده بائع الخرداوات
فرشته لا تتعدى مساحتها مترين في مترين، ممتلئة ببضاعة بسيطة، لا تتخطى قيمة أغلى قطعة منها 4 جنيهات، اقتربنا من عم عبده سعد عثمان، 52 سنة، وهو يبدأ في وضع فرشته على الأرض، ويضع عليها بضاعته ويعرضها بطريقة مميزة، كنوع من جذب الزبون.
عم عبده يعمل في هذه المهنة منذ ما يقرب من 22 عاما، ويتراوح رزقه يوميا من هذا العمل بين 20 و30 جنيها، ينفق منه على أسرته الكبيرة المكونة من زوجة و6 ابناء، مصطفى 25 سنة، مؤهل عال ولا يعمل، وكريم ويعمل بمصنع ملابس، وهالة ربة منزل، ونجوى ربة منزل أيضا، ومحمد وحسين لم يلتحقا بالدراسة بعد.
عم عبده يسكن في غرفة صغيرة هو وأسرته ومعه ايضا احفاده من احدى بناته، بمنطقة منشية ناصر، ويدفع إيجارا شهريا 70 جنيها، ولا يملك مصدر رزق غير عمله هذا، وهو يرى أنه لا مشاكل في عمله الآن وتحديدا بعد الثورة، لأنه قبل الثورة كان مطاردا من قبل البلدية ورجال الشرطة، ولم يكن يهنأ في عمله،
عم عبده يحلم بالهدوء وراحة البال، لأنه لا يهمه سوى لقمة عيشه، ولا يريد أن يلجأ إلى طرق الانحراف، لأنه يتمنى أن يعيش حياة كريمة، مؤكدا أنه تعرض للظلم قبل ذلك وسجن لمدة 5 سنوات، بعد أن تم تلفيق قضية مخدرات له، وحاول أن يثبت براءته إلا أنه تعرض لظلم كبير، وهو ما أثر على أسرته، على المستوى المادي والمعنوي لأسرته.
عبده
عم عبده سعد عثمان يتمنى ان تهدأ أوضاع البلد، وأن تستقر الأحوال، لأن التوتر الذي تشهده مصر يؤثر عليه في عمله، وهو لا يتحمل أن ينتهي يومه بدون ان يبيع أو يحقق ربحا لأنه مسئول عن كوم لحم، ولديه هموم، منها أنه يريد تجهيز بناته لتزويجهن.
عم عبده ابدى سعادته بعمله، وقال إنها مهنة ممتعة، وأنه يفضل أن يعمل في الساعات الأولى من اليوم لأن الرزق فيها يكون كثيرا، وتكون حالة الجو أفضل، وهو لا يتحمل ان يقف في الشمس طوال النهار، نظرا لكبر سنه.
حكاية عربية عم حسين
أعوامه ال45 كانت مليئة بالصعاب والهموم، وتحمل المسئولية، هذا هو حال عم حسين عبد المطلب عبد الفتاح، والذي يقضي يومه على عربة الفول التي يمتلكها، وتمثل له مصدر رزقه الوحيد.
عم حسين يعمل في هذه المهنة منذ 37 عاما، وتحديا منذ أن كان عمره 7 سنوات، هو لم يعرف طعم الراحة، ولم يلعب مثل باقي الأطفال، فهو مسئول عن اسرة مكونة من 7 أولاد وزوجة، حيث تزوج زوجة أخيه بعد وفاته، وكان معها 3 بنات أماني وصابرين ورضا، ثم أنجب هو منها 4 أولاد سيد ومحمد وإسراء وزينب، وجميعا يسكنون في شقة صغيرة بمنشية ناصر، إيجارها 85 جنيه شهريا.
عم حسين
عم حسين يقف على عربة الفول الخاصة به من السادسة صباحا وحتى السابعة ليلا، لا يحصل على إجازة أو راحة، لأنه يتحمل مسئولية "كوم من اللحم"، ويسعى لتوفير حياة كريمة لهم، وحتى لا يمد يده لأحد، ويصل دخله في اليوم لحوالي 60 جنيها، أي شهريا يصل إلى 1800 جنيه، وهو يكفي بالكاد مصاريف أسرته الكبيرة.
عم حسين أحلامه بسيطة تتلخص في أن يحافظ على عمله، أو يحصل على عمل آخر يوفر له دخلا أكبر لأسرته، كما أنه يتمنى أن تستقر الأوضاع في البلد، وفي نفس الوقت يتمنى ألا تعود المضايقات التي كان يتعرض لها قبل الثورة من قبل البلدية ورجال الشرطة، فهو لم ينس أنهم أخذوا منه عربة الفول الخاصة به لمدة شهر، وظل دون عمل، وهو ما اثر على أسرته لأن هذا مصدر دخله الوحيد.
عم حسين أبدى حزنه على الشباب الذي يجلس على المقاهي ولا يعمل، مؤكدا أنه "مش عيب" أن يعمل في أي مهنة حتى لو كان حاصلا على مؤهل عال، لأن الرزق لن يأتي للشخص وهو جالس في بيته، فالإنسان لابد أن يسعى خلف رزقه ولا يتكاسل حتى لا يندم بعد ذلك.
عم محمد.. سكينة وعربة كارو وكابوتشي
وجدناه يقف أمام عربته الكارو المليئة بال"كابوتشي"، ويمسك بيده سكينا ليقوم بتجهيزه للبيع، عم محمد حسن، صاحب ال38 عاما، جاء من أسيوط وترك خلفه أسرة مكونة من زوجة و7 أولاد، وذلك بحثا عن لقمة العيش، وسعيا خلف رزقه.
عم محمد عمله يبدأ من الساعه الخامسة ونصف صباحا وينتهي في الثامنة مساء، وهو ليس له مكان محمد ويتنقل من مكان لآخر، حسب "ما تاخده رجليه"، عم محمد دخله اليومي يتراوح بين 60 و70 جنيها يوميا، وهو يرى أن دخله مناسب بالنسبة لعمله، ويحمد الله على هذه النعمة.
عم محمد
عم محمد يرى أنه ليس لديه مشاكل في عمله، لأنه لا يستقر بمكان، فهو ليس له زبون ثابت، لأن بضاعته يمكن أن تشترى في أي وقت و أي مكان.
مهنة عم محمد حسب كلامه تعتمد على الصبر والقدرة على اختيار المكان الذي يقف فيه ليبيع بضاعته، فهناك مناطق يقبل فيها الزبان على البضاعة وأخرى لا يبيع فيها إلا القليل، وهذه لا يذهب إليها مرة أخرى، لكن في المجمل هو لا ينهي يوميه قبل أن يبيع معظم بضاعته.
عم محمد مقيم في القاهرة وتحديدا بمنطقة منشية ناصر، حيث يقيم بمفرده، ويسافر من فترة لأخرى لزيارة أسرته وأولاده بأسيوط، وهو يتحمل الغربة والتعب من أجل توفير مصدر رزق كريم وحلال لهم، وحتى يتمكن من تحمل نفقات تعليمهم ومتطلباتهم المعيشية.
ويرى عم محمد أن أهم ما يميز عمله، أنه يبدأ في الصباح الباكر لأن الرزق يكون فيه كثيرا ووافرا، ولكن يؤكد أن لديه مشكلة وهي أن "الكابوتشي"، قد يتلف منه اذا استمر لفترة طويلة معه دون أن يتم بيعه، وهذا يسبب له خسارة مادية كبيرة، لا يستطيع ان يتحملها لأنه يحتاج كل قرش يكسبه يوميا، ولكنه في كل الأحوال يرى أن حياته أفضل من أشخاص كثيرين لا يستطيعون أن يعملوا في مهنة مثل مهنته، ويعانون وتعاني أسرهم معهم، مشيرا إلى أن الرجل الذي لا يعمل، ويقاتل من أجل لقمة عيشه ورزق أولاده لا يستحق أن يكون رجلا.
قصة "مخلل" محمود
محمود رسمي، 25 عاما، يعمل في أحد مصانع "المخلل"، مهمته تقتصر على نقل براميل "المخلل" لعدد من المطاعم والمحلات، من خلال "تروسيكل" يوضع به البراميل.
محمود يعمل يوميا لما يقرب من 13 ساعة، حيث يبدأ عمله في السادسة صباحا وينتهي في السابعة مساء، وطوال هذه الفترة يتحرك بالترويسكل، لينقل "المخلل" لعدد من المحلات.
محمود حاصل على دبلوم صناعة، وجاء من المنيا بحثا عن رزقه وأكل عيشه، فلم يجد أمامه إلا هذا العمل، وهو سعيد به، وسعيد أيضا بحيويته ونشاطه، ويوميه الذي يبدأ مبكرا، فهذا أفضل له من الجلوس على المقاهي أو الجلوس في البيت وشكوى الهموم من عدم الحصول على فرصة عمل، أو الانحراف مثل ما يفعل بعض الشباب، فالعمل فيه أكثر من فائدة للشخص وللمجتمع وللمحيطين بالشخص، العمل يجنبنا المشاكل والكوارث.
محمود
محمود يتقاضى راتبا يوميا حوالي 40 جنيها، وهو يرى أنه مناسب له وأنه يكفي متطلباته، ولكنه يحلم براتب أكثر من ذلك، لأنه مازال لديه مستقبل ويريد تكوين حياته مثل باقي الشباب في سنه.
محمود أكد أن مشكلة الشباب المصري أنه لا يبحث عن عمل فنحن ليس لدينا مشكلة بطالة، ولكن لدينا مشكلة في تفكير الشباب ودماغهم، وبحثهم عن الوجاهة والمنظرة، وكله يبحث عن المتعة دون تعب.
وأضاف أن ابحث عن لقمة عيشي في اي مكان، ولا يهمني نوعية العمل، حلو أو وحش، المهم ان يكون عملا شريفا ولا يغضب الله.
شقاوة محمد
قابلناه في الشوارع وهو يتحرك بدراجته وسط السيارات ويحمل فوق رأسه قفصا به ما يقرب من 400 رغيف عيش.
محمد عيد ربيع، 17 سنة، يعمل في أحد الافران، ويقوم بتوزيع الخبز على المطاعم، من الساعة الرابعة فجرا وحتى الساعة السادسة مساء، وراتبه اليومي 50 جنيها، أي حوالي 1500 جنيه شهريا.
محمد لا يكل ولا يمل من عمله، فهو يتحرك بدراجته طوال اليوم، تقريبا ينقل ما يقرب من 30 قفصا، الواحد به 400 رغيف، محمد يرى أن الأمر بالنسبة له في منتهى السهولة وهو يتحرك بدراجته بين السيارات، ويحمل القفص فوق رأسه.
محمد
محمد أكد أنه حاصل على دبلوم صناعي، وأن كل ما يطلبه هو أن تدوم عليه نعمة العمل، وأن يستمر به، وأن تهدأ الاحوال بالبلد وتستقر لأن عمله مهدد خاصة في ظل نقصان كميات الدقيق التي توزع على الأفران علاوة على أزمة نقص الوقود، والتي تؤثر كثيرا على الأفران، وهو ما قد يتسبب في توقف العمل في بعض الأيام.
محمد عيد ربيع لا يمانع من الاستمرار في هذا العمل طوال حياته، مؤكدا أنه يشعر بالسعادة والراحة النفسية في نهاية اليوم، بعد ساعات من التعب، ويؤكد أنه يشعر أنه يقوم بعمل إنساني كبير لأنه يحمل الخبز لعدد كبير من الأشخاص لا يعرفهم وهذا في حد ذاته ثوابه كبير.
رصيف أم مصطفى
على الرصيف وجدنا أم مصطفى، 49 سنة، تمسك "المقشة" في يدها، لتنظيف الرصيف، فهي تعمل عاملة نظافة، عملها يبدأ من السابعة صباحا وحتى الخامسة والنصف عصرا.
أم مصطفى لا يشغل بالها في هذه الحياة سوى عملها وتربية أولادها ال4 وتتولى هي مسئوليتهم بعد أن توفي زوجها منذ 4 سنوات، ولذلك هي تكافح من أجل أن توفر لهم حياة كريمة.
ورغم المشقة التي تعانيها في عملها، إلا أنها أبدت سعادتها بعملها وحبها أيضا له، لأنها لا تملك غيره، ولا تملك أن تتركه، لأنه يوفر لها الستر وعدم الحاجة لأحد.
أم مصطفى لا تريد من الدنيا غير الستر، وأن يديم عليها نعمة العمل، وعدم زواله، وتؤكد أنها لا تشعر بالتعب أبدا من عملها بل هي تكون في قمة الراحة لأنها تشعر أنها تقدم عملا مفيدا لها وللمجتمع.
أم مصطفى تحلم بمستقبل أفضل لأولادها، وتتمنى أن يكونوا أحسن حالا من ابناء جيلها، وأن يحصلوا على فرصة عمل افضل، وألا تقابلهم العقبات التي واجههتها هي.
أم مصطفى أكدت أنها لا تخجل من عملها وهي تقوم بكنس الرصيف، أو تنظيف المكاتب أو غيره، لأن هذا هو أكل عيشها، المهم أنها مهنة شريفة ومحترمة، والأهم أنها لا تمد يدها لأحد ليساعدها أو يشفق عليها، وأكدت أنها تلقى احتراما من كل من تعمل معه، ويقدرها تماما، مشيرة إلى أننا كمصريين نصنع الفوارق بين أصحاب المهن، المهم أن تكون المهنة شريفة وأن يعمل صاحبها بإخلاص وحب.
خمسينة عم سيد !
على كورنيش النيل، وجدنا سيد زكي، 53 سنة، يفرش عدته من كوبايات وكراسي وترابيزات وغيرها في انتظار رزقه، مهنة عم سيد هي تقديم الشاي لرواد الكورنيش.
وجدناه مستيقظا في السادسة صباحا، فقال لنا إنه عادة لا يستيقظ في هذا الموعد، ولكنه موجود على الكورنيش طوال ال24 ساعة، لأنه ليس لديه سكن خاص به، فهو ينام على الكورنيش في مكان عمله الذي عادة لا يبدأ في الساعات المبكرة، ولكنه استيقظ لأن مجموعة من الزبائن طلبوا منه الشاي، فلم يرفض طلبهم، أو بمعنى أدق لم يرفض رزقه.
عم سيد أخبرنا أنه خريج معهد عال، وهو يجيد اللغة الإنجليزية لم يكن أمامه بديل سوى أن يعمل في هذه المهنة حتى ينفق على نفسه، هو وشقيقه الذي يعمل معه في هذه المهنة.
عم سيد
12 سنة هي عمر جلوس سيد زكي على الكورنيش في المنطقة الكائنة بين مبني التليفزيون ووزارة الخارجية، حيث يصل دخله اليومي لما يقرب من 30 جنيها يوميا، وهو يرى أنها كافية وتوفر له متطلباته اليومية، عم سيد زكي أنهى كلامه معنا وهو يقول "أنا مش عاوز حاجة من حد، ولا رئيس ولا وزير ولا غفير، ولا فارق معايا حاجة، أنا بس عايز أعيش في أمان، واشتغل براحتي".
رأس مال عم عاطف .. جردل وفوطة وشوية مية
كان منهمكا في عمله، المياه تحيطه من كل مكان، هذا هو حال عم عاطف عبد الرحمن حسن، 75 عاما، مهنة هي غسيل السيارات وتنظيفها لسكان إحدي العمارات.
عمل عم عاطف يبدأ من الخامسة صباحا وينتهي في العاشرة صباحا، أي أنه يعمل لمدة 5 ساعات، ويتقاضي راتبا شهريا 800 جنيه.
عم عاطف كان يعمل بالأساس سائقا على إحدى السيارات الخاصة، ولكنه فقد مهنته بعد الثورة، ولم يكن لديه بديل سوى أن يقوم بتنظيف السيارات، انتظارا لأن تعود إليه مهنته، أو تتوافر لديه فرصة أفضل.
عم عاطف متزوج ولديه 3 أولاد، اثنان بالمدارس، والثالث مازال صغيرا، وهو يحلم بأن يكونوا أفضل حالا منه وأن يكملوا تعليمهم ويحصلوا على مؤهلات تمكنهم من العمل في وظائف جيدة توفر لهم لقمة العيش، وتجعلهم لا يحتاجون لأحد.
حلم عم عاطف أن يكون لديه شقة ملكه تضمه هو وأسرته بدلا من شقته الصغيرة جدا والتي يسكن بها بمدينة النهضة ويدفع لها إيجارا شهريا 37 جنيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.