أحلام البسطاء، مثل أحوالهم، محمد عبد اللطيف الذى اقترب من السبعين حقق حلمه الذى طالما تمناه وهو صغير وهو العمل سائقا على "طفطف". ومنذ خمسة عشر عاما عمل "عم عبده" كما يناديه رواد الملاهى بالمهنة التى تمناها وأصبح بالفعل سائق بطفطف بالملاهى، أحلام الرجل كانت بسيطة، ولكن مرتبه أبسط فالرجل الذى يسعد آلاف الأطفال لا يتقاضى سوى 400 جنيه شهرياً يعول بها أسرته المكونة من أولاده الأربعة وزوجته، وآخر ما يتمنا بعد الستر والصحة هو وجود نقابة تحميه هو وأسرته من غدر الزمان. قال عم عبده ل"اليوم السابع": نحن فئة لا يشعر بها أحد، ميراثنا الوحيد البسمة التى نراها على وجوه الأطفال والنوم مرتاحين البال فى آخر النهار، ومعظمنا يعمل فى شركات خاصة لا تحميه إذا لم يأت فى الصباح التالى للعمل، لذا أدعو من الله أن نجد مصلحة حكومية أو نقابة تحمينا وتؤمن معاشات لنا، مثل الزبالين الذين افتتحوا نقابة لهم والعربجية الذين يحاولون إنشاء نقابة لهم". وأضاف "عم عبدة "، قائلاً: "سائق الطفطف مثل أى سائق للسيارات العادية، وأنا نفسى أعمل منذ خمسة عشر عاماً فى ثلاث حدائق عامة، هى حديقة الأزهر والحديقة الدولية وحديقة الطفل، ومرتبى منذ أن بدأت مع الشركة الخاصة التى أعمل بها وحتى الآن 400 جنيه ولم يتغير، ولدى أربعة من الأولاد أكبرهم مهندس تبريد على توفير معيشتهم فى حياتى وتأمين قوتهم إذا جرى لى شيئاً، ولكن كيف يحدث ذلك إن لم يسأل فينا أحد؟". وعن خطورة عمله تحدث "عم عبده" قائلا: "أعمل بالحدائق العامة طوال النهار وأصاب بالفزع عندما يلقى طفل بنفسه أمام الطفطف وأنا أمشى به، لأنه إذا حدث للطفل شىء سيلومنونى ويتهمونى بالإهمال وقد يزج بى فى السجن – لا قدر الله- دون أن أجد من يحمينى ويدافع عنى". وفى النهاية قال سائق الطفطف العجوز: "حبى للأطفال هو ما رمى بى إلى هذه المهنة، وحبى لهم أيضاً هو ما سيبقينى فيها وكل ما أتمناه من الله لقمة هنية وراحة البال على أولادى لو ما جرى لى شيئاً ".