كتبت - أمانى زيان - لميس سامى - يارا سامى - لمياء جمال منذ أن وطأت أقدامنا حديقة الحيوان أصابتنا الدهشة، فالورود والأزهار والنظافة كانت واجهتها والحيوانات موجودة وتحظى برعاية كبيرة، ونحن نتجول بين الخضرة والحيوانات فوجئنا بالدكتورة فاطمة محمود تمام مديرة الحديقة، وهى توجه أحد الأطفال الذين كانوا يحاولون تسلق أحد الأسوار، فأمرت سائق السيارة بالتوقف ونزلت لتوعى الطفل عن الضرر الذى سيحدث له وتحدثنا معها وعبرنا لها عن مدى اختلاف الحديقة ونظافتها، وقالت إنها مسئولة عن الحديقة منذ ثلاثة أشهر تحاول جاهدة الارتقاء بمستوى الحديقة، وخاصة بعد أن دخلت الحديقة فى عضوية الاتحاد الإفريقى، وأن السبب الرئيسى فى المستوى الذى وصلت له الحديقة هو فريق العمل الذى يساندها فى مشوارها، وتتمنى أن يُقدر الناس هذا المجهود ويحافظوا على الحديقة لأنها حديقتهم، وهم المستفيدون بها. وتؤكد أنها اهتمت بشكل خاص بالنظافة، فتمت زيادة عدد سلات المهملات فى كل مكان حتى يجد الجمهور أماكن لرمى المهملات ولا يلقونها على الأرض، وعمال النظافة زاد عددهم وهم ملتزمون بالزى الرسمى لهم. وتضيف أنهم استطاعوا القضاء على البائعين المتجولين تماما، وعبَّرت عن حزنها من نشر صور قديمة لا أساس لها من الصحة بإحدى الجرائد. وتقول الدكتورة فاطمة إنهم لو كانوا بذلوا القليل من المجهود، وجاءوا ليشاهدوا بأنفسهم ما كانوا استطاعوا تشويه منظر الحديقة الذى تشاهدونه الآن.. وكل ما قالته الدكتورة فاطمة حقيقى ورصدناه بالصور حتى اللوحات الإرشادية الجديدة والخرائط التى تسهل معرفة الطريق رصدناها.. كما أكد الدكتور «هشام حفنى» - مدير مكتب رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان - هذا الكلام.. وأضاف أن سعر التذكرة كان جنيها واحدا ولكن الآن أصبح سعر التذكرة جنيها للأطفال حتى سن الثامنة و2 جنيه التذكرة الأساسية، وهناك تذكرة خاصة للأجانب، وأوضح أن زيادة سعر التذكرة جنيه واحد لم يقلل من عدد الزوار، وحتى شهر فبراير لهذا العام وصل عدد الزوار إلى أكثر من 350 ألف زائر، وأنا أرى أنه كلما رفعنا سعر التذكرة زادت الكثافة الإيجابية للزوار من مختلف الفئات والجنسيات. أما بالنسبة لاستعدادات شم النسيم، فقال د. هشام: قمنا بإنشاء بحيرة البجع الجديدة وسنقوم بعمل عرض جديد لأول مرة «للنمور السرفال»، وهو نوع بين القطط والنمور. فرحة زوار الحديقة بشم النسيم وفى جولتنا بحديقة الحيوان رأينا إقبالا كبيرا من الرحلات المدرسية ومدى سعادة هؤلاء الأولاد بهذه الرحلة للحديقة، وقال أحد الأولاد إن هذه الرحلة ننتظرها من السنة للأخرى، حيث إنها ثالث رحلة له مع المدرسة وهو يستمتع بالحديقة جدا، لأنه يعتبرها الفرحة الحقيقية بشم النسيم. وهناك تدفق شديد من الرحلات المدرسية بالمحافظات المختلفة، فهم أيضا باستمرار يحتفلون فى الحديقة فهى عادة مقدسة لهم. ولاحظنا أيضا خلال الجولة أن هناك فئات راقية من المعادى وغيرها يهتمون بزيارة الحديقة باستمرار فقالت هالة صلاح وهى زائرة دائمة للحديقة إنها تحرص دائما على اصطحاب طفليها إلى الحديقة، وترى أنه أمر ضرورى بالنسبة للأطفال لرؤية الأطفال للحيوانات التى لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات. وأكدت أن الحديقة تغيرت بالكامل، فآخر مرة زرت الحديقة كانت منذ عامين، وكانت تنبعث من الحديقة رائحة كريهة. ولكن الآن الوضع اختلف تماما وأيضا كان الناس يلقون بمخلفاتهم على الأرض، ولكن الآن أصبحت الحديقة ممتلئة بسلات القمامة وهذه الخطوة تحسب لإدارة الحديقة. ومن الناحية الأخرى نجد أن الحديقة ممتلئة بالبسطاء الذين يستظلون بالأشجار ويقضون يومهم فى الحديقة، حيث الجو الممتع والشمس المشرقة طوال اليوم، فهو سعداء جدا بتواجدهم المستمر بالحديقة. ولاحظنا أيضا فى الحديقة كثرة الأجانب ومدى استمتاعهم بالجو العام للحديقة والتقاطهم المستمر للصور لجميع الحيوانات وجميع الأماكن المتميزة فى الحديقة. الأمن مستقر ويقول «حسام عبد الحميد» - رئيس نقطة حديقة حيوان الجيزة - إن الحكومة قد تعاونت بصورة كبيرة مع إدارة الحديقة حتى تظهر بهذا الشكل، حيث تم القضاء على الباعة الجائلين، وكذلك تم إنشاء ثمانية أكشاك مسجلة قانونيا من وزارة الزراعة، وبذلك تكون إدارة الحديقة لديها كل البيانات الخاصة بالعاملين بهذه الأكشاك وتجنب خطر الباعة الجائلين. وعن استعدادات النقطة لعيد شم النسيم يقول «حسام عبدالحميد»: إن قسم الجيزة سيعزز الحديقة بأفراد من الأجهزة المعاونة وبأفراد من مكتب الآداب، وكذلك بضباط وعساكر أمن مركزى هذا إضافة إلى سيارات الإسعاف والمطافئ. الزرافة حتنور الحديقة وقال المدير الفنى للحديقة «محمود حنفى»: جميع الجرائد تركت كل ما هو إيجابى فى حديقة الحيوان وتشبثت فى عدم وجود الزرافة على الرغم من أن لدينا سلالات من الحيوانات ليست موجودة فى حدائق العالم، وأكبر دليل أننا حديقة رائعة بها العديد من المزايا هو انضمامنا إلى الاتحاد الإفريقى، أما بالنسبة لمشكلة الزرافة التى أساءت إلى حديقة الحيوان، فهى ليست مشكلة مادية لأن الزرافتين تقدران ب2 مليون تقريبا، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن فى أن أغلب الزراف يكون مربى فى البرارى ومتعودا على عدم الأسر والقيد ودائما فى مساحات واسعة فعندما نأتى به إلى القفص فى الحديقة «يموت»، فنحن الآن نبحث عن مواصفات معينة ليس سهلا إيجادها أن يتراوح عمر الزرافة من 4 - 5 سنوات، ويكون قد ولد فى حديقة الحيوان أى يستطيع التأقلم فى القفص عندما يأتى إلى الحديقة، وعندما نجد تلك المواصفات، ونرسل بها إلى الحجر الصحى البيطرى يرفض الدكتور استلامها لأنها من بلد موبوءة وقد يكون وجودها سببا فى أمراض معينة وهذه هى مشكلة الزرافة التى جعلوها أكبر قضية فى حديقة الحيوانات.