شيكولاته وكابتشينو وبني وشيشو واسموك وبيبر واستمورنينج واصطباحة ..احترس حين تنطق هذه الكلمات داخل حرم جامعة القاهرة لربما يفهمك المحيطون خطأ , فمن يسمعك قد يظن أنك تعني طلب ال'حشيش' أو أنك من متعاطيه.. وبسبب حالة الفوضي والانفلات الأمني وما يصاحب ذلك من رواج لتداول وتعاطي المخدرات, قررنا أن نقتحم هذا العالم المليء بالأسرار داخل جامعة القاهرة, ونحاول أن نعلم من يقف وراءها ؟ وكيف يتم الترويج لها ؟ وماهي التسعيرة التي يباع بها ؟ وماهي نسبة الإقبال علي شرائه ؟ وهل من طالبات الجامعة من يشاركن في هذا النشاط أم أنه مقصور علي الشباب؟ ومن خلال أحد مصادرنا استطعنا أن نصل عن طريقه إلي مجموعة من الطلاب المعروف عنهم تعاطي مخدر الحشيش , وعرفهم بي باعتباري صديقا له يقوم بتحضير الدراسات العليا في كلية التجارة , وفي نهاية جلسة التعارف قام مصدرنا بإخبار هؤلاء الطلاب بأني مثلهم ' لي في اللون ',' بجد الواحد أصبح لايعلم كيف كان يمكن له أن يعيش ويتعامل مع البشر دون الشيكولاته ' , هذا ما أكده طالب اسمه ' عمر . م ' في كلية الحقوق وأحد أفراد المجموعة , فقلت له معك حق ليرد طالب آخر اسمه ' علي . أ ' وزميله بنفس الكلية : ' الواحد لايستطيع أن يبدأ يومه إلا بعد الاصطباحة ' , ليدخل زميلهم الثالث ' طارق . خ ' ويقول :' طيب مفيش حد هيصبحنا علي الأقل تحية للراجل اللي أول مرة نتعرف عليه ده ' وكان يقصدني بهذه الكلمات , فيقول أحدهم : معي سيجارة فيرد آخر : هي سيجارة ستكفي أربعة ؟هذا غير أن اليوم مازال في بدايته ونحتاج سيجارتين أوثلاثا أخري . هنا بدأت الاتصالات التليفونية بأكثر من ' ديلر ' ليتم شراء الحشيش منه داخل الجامعة ولكن هذه الاتصالات لم تأت بنتيجة من المرة الاولي فأول ' ديلر ' اتصلوا به أخبرهم أنه لن يأتي للجامعة اليوم , والثاني لم يرد علي هاتفه المحمول , والثالث رد وأخبرهم أنه سيكون موجودا في الجامعة بعد ساعتين . واثناء انتظار الطلاب انقضاء الساعتين في انتظار حضور مروج الحشيش ' الديلر ' قرروا أن يستغلوا هذا الوقت في شرب السيجارة التي معهم حتي يأتي الحشيش الجديد ' فيعلوا ' به وهذا الكلمة المقصود بها أن يظلوا متواصلين في الحالة التي يكونون عليها بعد شربهم للحشيش , فسألتهم أين ستشربون هذه السيجارة فقالوا لي في الجامعة هو فيه مكان آمن مثل الجامعة الآن نشرب فيها الحشيش , فسألتهم : والأمن؟ قالوا : أمن إيه هو فيه أمن في البلد لما يكون فيه أمن في الجامعة ؟ ' تعالي متخافش ' , ذهبنا بالفعل بالقرب من كلية علوم ووجدت الطالب الذي معه السيجارة يخرج علبة السجائر ويخرج منها سيجارة الحشيش في شكلها الذي اعتدنا مشاهدته في الأفلام والمسلسلات , وطلب مني أن أشعله فاعتذرت له وقلت إنني لا أشرب في بداية اليوم فكان رده : ' طيب وإيه لازمته في نهاية اليوم ' .. وظل يلح علي حتي يئس مني فأعطاه لزميله وظل الثلاثة يتبادلون السيجارة , وأثناء تدخينهم لها استغللت حالة الفرحة والبهجة التي علي وجوههم وسألتهم كم ' ديلر ' يتعاملون معه فقالوا : يوجد خمسة نتعامل معهم بشكل دائم وقد بدأت معرفتنا بالأول عن طريق صديق في كلية التجارة ومن خلاله تعرفنا علي الديلر الثاني , أما الثالث فقد تعرفنا عليه بالصدفة فكنا نشرب سيجارة حشيش ووجدنا شخصا يدخل علينا ويطلب ورقة ' بفرة ' وبعد أن أعطيناه الورقة اختفي لمدة دقيقتين ثم عاد وشكرنا وسألنا عما إذا كنا نتعامل مع ' ديلر ' من داخل الجامعة أو خارجها وقال لنا إذا كنتم تريدون أنا لدي أنواع جيدة وترك لنا رقم هاتفه المحمول , لكن هذا الديلر لا نتعامل معه كثيرا فهو أسعاره مرتفعة والكميات التي يعطيها قليلة مقارنة بنفس الكميات التي نحصل عليها من ' الديلارات ' الآخرين , وسألتهم عن الكميات التي تباع فقالوا داخل الجامعة معظم الديلارات تبيع بالسيجارة ولاتقوم ببيع ' صباع كامل ' وهذا يحقق لهم مكسبا أكبر , فالسيجارة تباع ب 40 و 50 جنيها وسيجارة الحشيش تصنع سيجارتين عاديتين , وقطعة الحشيش المسماة ' الصباع ' يمكن أن تقسم إلي 30 سيجارة هذا يعني أن الصباع الواحد يمكن أن يبيعه ب 1200 جنيه في حين أن ثمنه مابين 200 و 250 جنيها , وبالطبع كثير من الطلاب يتعاملون في سيجارة أو سيجارتين لأنها تكون في متناولهم فتجد مثلا أربعة أصدقاء كل واحد منهم يدفع 10 جنيهات ويشترون سيجارة وهذا نطلق عليه ' جمعية ' لأن الجميع يشترك في شرائها . وفجأة قطع حديثنا جرس موبايل أحد الواقفين فنظر إليه وقال لنا : هيثم وصل , فرد عليه وقال له ' سوف أقابلك عند القبة ' وذهبنا إلي هناك ثم تركنا أحد هؤلاء الطلاب وذهب وسلم علي شخص من مظهره الخارجي لايدل علي أنه طالب جامعي تماما فظننت في البداية أنه أحد عمال الجامعة ولكنه قال لي هذا هو ' هيثم . أ ' الديلر الذي نتعامل معه , بصراحة جدع ففي أوقات كثيرة لايكون معنا فلوس ونتصل به ويعطينا مانريد علي الحساب , فسألته هل هو طالب في الجامعة فقال هو يقول انه طالب في تجارة لكن كما تري مظهره لايدل علي ذلك . وجاء الطالب الذي ذهب إلي الديلر والابتسامة تملأ وجهه وقال : هيثم ' معاه حاجة حلوة جدا بسكوتة ' فوجدتهم جميعا قد فرحوا طبعا تظاهرت أني سعيد مثلهم دون أن أعلم سبب فرحتهم , ولكني علمت بعد ذلك أن السبب هو أن الحشيش الذي اشتروه ' بسكوتة ' وهذه الكلمة تعني أنه لين اي يسهل تشكيله مثل قطعة الصلصال وهذا النوع يكون تأثيره أقوي من المغربي , والحشيش المغربي هو الأصلب و لايكون لينا مثل البسكوتة والسيجارة منه لاتعطي نفس الكمية التي يحصلون عليها من ' البسكوتة '. المفاجأة بالنسبة لي كانت متمثلة في مرور طالبتين وقفتا معنا وبعد ذلك وجدت الحديث يدور بينهم : طبعا ' ظبطتوا الأداء ' , وبعد أن رحلتا سألتهم هل تعلم الفتاتان أنكم تشربون الحشيش؟ فكانت الإجابة : نعم , هذا الموضوع لم يعد أزمة , وأن عددا كبيرا من بنات كثيرات في الجامعة يشربن الحشيش ويشترين من ' ديلارات ' داخل الجامعة . هنا استأذنتهم في الانصراف ولكني طلبت منهم أن أحصل علي رقم موبايل الديلر الذي يتعاملون معه , في البداية ترددوا ولكنهم أعطوني الرقم وقالوا لي ممكن لايتعامل معك لأنه لايعرفك فقل له أنا من طرف عمر .