■ اتصل بى مراسل إذاعة إخبارية ليسجل هاتفياً رأيى عما أتوقعه من نتائج لزيارة الرئيس مبارك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقلت له بتلقائية إننى أنتظر منها نفس نتائج زيارة الرئيس مبارك إلى دمياط، سألنى: تقصد إيه؟، قلت له: لا أنتظر سوى توقف المواصلات أثناء ذهاب الرئيس بالسلامة وعودته بالسلامة، شكرنى المراسل على وقتى، فسألته عن موعد إذاعة برنامجه لكى أستمع إلى ما قلته، فقال لى: ممكن كمان سؤال؟ حضرتك عبيط؟. ■ أربعة أشهر مرت يا ولداه على أبنائنا الصيادين الغلابة وهم محتجزون لدى القراصنة الصوماليين فى زخانيق البحر الأحمر دون أن تحرك حكومتنا ساكناً وتسعى لإطلاقهم، كأن مسؤولينا كانوا يراهنون على اليوم الذى يزهق فيه القراصنة من تكاليف إطعامهم فيتركونهم ليتخذوا طريقهم فى البحر سَرَبا. قال لى صديق وهو يتميز غيظا من أخبار أبنائنا المؤلمة: شُفت إزاى الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون راح كوريا الشمالية وما رجعش إلا ومعاه المسجونين الأمريكيين اللى كانوا هناك، إمتى يبقى لينا سعر وكرامة كده؟، قلت له: عندما يكون لدينا رئيس أسبق على قيد الحياة. ■ يحسب للنظام الحاكم أنه يحرص دائما على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، ألم تر كيف حققت مصر نجاحاً مسبوقاً فى انتشار وباء أنفلونزا الطيور؟! نسأل الله ألا يتكرر مع وباء أنفلونزا الخنازير، لست محتاجاً أن أذكرك على الصبح بمعدلات أمراض القلب والسكر والفيروسات الكبدية وضغط الدم والكلى التى تفوقنا فيها على سائر الأمم، وكأن ذلك كله لا يكفينا فها هى أمراض، حسبنا أن زمانها ولّى وراح، تعود وبقوة إلى الساحة، الكوليرا أولاً ثم التيفود ثانياً فضلاً عن الدوسنتاريا والإنكلستوما والبلهارسيا التى مازالت ترعى فى جتت الفلاحين رغم أنهم أعطوا ظهورهم للترعة وللزراعة التى لم تعد تجيب همها، ومن يدرى قد نسمع قريباً عن عودة السل الذى لم نعد نسمع به من أيام ما كانت تموت به بطلات المرحوم مصطفى لطفى المنفلوطى، أو ينبعث لنا لا قدر الله من كتب التراث مرض الفالج الذى كان يحل دائماً على الحالمين بتغيير الخلفاء. ■ النادى الأهلى أعلن أنه وقّع عقداً مع النجم محمد أبوتريكة ليستمر معه أربع سنوات قادمة، طيب، كده ضمنّا مستقبل الأهلى لغاية 2013، عقبال ما نضمن مستقبل مصر بعد 2011. ■ لم أفهم سر ما حصل للسودان من تمزق وتشرذم ووكسات إلا عندما تابعت وقائع مهزلة الحكم بالجلد على صحفية سودانية بسبب ارتدائها بنطلوناً، وهو ما يثبت أننا كعرب لم نعد نهتم إلا بالبنية التحتية، ولذلك لا تعجب كيف صرنا فى مؤخرة الأمم. ■ لا نطلب من الله مصيراً لمن سمموا فقراء المصريين بمياه الطلمبات الحبشية، سوى مصير أبرهة الحبشى، اللهم أرسل عليهم طيراً أبابيل تقذفهم بحجارة من سجيل، ولاّ بلاش أحسن تيجى فينا، وإحنا مش ناقصين، اللهم أشرمهم كما شرمت أبرهة الأشرم وشرم الشيخ. ■ أضحكنى وأبكانى رد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف على طالب الطب عبدالله بظاظو الذى سأله عن مصير مصر المتباعة فى عهده، فقال له رئيس الوزراء: «إنت باين عليك مش عارف مصر كويس.. مصر هى أحمد زويل ونجيب محفوظ ومجدى يعقوب والدكتور البرادعى إلخ، إلخ»، ليس عندى اعتراض على كون مصر هى هذه الأسماء المشرفة اللامعة التى تدعو للفخر، أنا بس أخشى أن يكون الدكتور نظيف يعتقد أن هذه الأسماء اللامعة من إنجازات عصر مبارك، على فكرة ليس عندى مانع أن نعتبرهم كذلك شرط أن نتوقف عن تطفيشهم ومحاربتهم ونستفيد منهم شيئاً غير استخدامهم للرد على أسئلة الطلاب المخنوقين فى معسكرات الشباب. ■ بالمناسبة تخطئ كثيراً لو ظننت أننا نعيش أزهى عصور الحريات لمجرد أن طالباً شجاعاً مثل عبدالله بظاظو ومن قبله بلال دياب وقفا بكل جدعنة أمام رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف وأعلنا فى وجهه هَمّهما وهَمّ جيلهما وهَمّ الناس، ولم يتم اقتياد أى منهما إلى جهة غير معلومة، عن نفسى سأقول بضمير مستريح إننا نعيش أزهى عصور الحريات لو رأيت طالباً يقف فى وجه رئيس الجمهورية ليعلن ما قاله بلال دياب وعبدالله بظاظو، وأغلب ظنى أنه لو فعل طالب شجاع ذلك لقاموا بتعليقه من «بظاظو». * يستقبل الكاتب بلال فضل تعليقاتكم على مقالاته عبر بريده الإلكترونى الخاص. [email protected]