· يكشف أسرار قصر الرئاسة ويروي تجربته مع مبارك وابنه جمال · «السادات» كان يتحدث معي في السياسة والقضية الفلسطينية وكان عصبيا قبل اغتياله · التقيت جمال عبدالناصر 4 مرات وكنت الحلاق الخاص لأبنائه · «مبارك» رجل عسكري يلتزم بالمواعيد ويستيقظ في السادسة صباحا ويستعد جيدا للحلاقة تمني أن يصبح «صبي ميكانيكي» لكن جدته وجهته للعمل في مهنة الحلاقة.. واستطاع أن يترقي «صبي حلاق» إلي صنايعي.. ووصل إلي درجة أسطي.. وأمتلك صالونا للحلاقة يعمل به 14 شخصا يذهب إليه كبار المسئولين والفنانين والمشاهير.. ويرفض الذهاب إلي المشاهير في بيوتهم حتي لايتحول صالونهم الخاص إلي مجرد «شنطة» لكنه يذهب فقط إلي الرئيس مبارك ونجليه علاء وجمال. .فهو حلاق الرؤساء والمشاهير محمود لبيب.. حاورناه.. فكشف لنا عن الكثيرمن أسرار الرؤساء وقصر الرئاسة. كيف كانت علاقتك بالرئيس السادات؟ - العلاقة كانت من خلال ابنه جمال الذي كان يحضر مع أولاد جمال عبدالناصر إلي صالون الحلاقة وفي ذات يوم رأي الرئيس السادات «حلاقة» ابنه جمال فسأله عن «الحلاق» فقال له ده محمود لبيب فطلبني وذهبت إليه وعندما دخلت عليه قال هاقولك علي العيوب اللي في دماغي عشان كشوف شغلك.. فقلت له أنا عارف ياريس العيوب وذكرتها له، فقال: «انت عارف شغلك كويس يامحمود» واستمرت العلاقة بيننا إلي أن انتقل إلي رحمة الله. وهل تتذكر المقابل المادي الذي كنت تحصل عليه؟ لا أذكر المقابل المادي لأنني لووضعت أي رقم وأمامه أصفار لن يساوي علاقتي برئيس الجمهورية فهي علاقة إنسانية. فهذه العلاقة نعمة من نعم الله.. وأتعامل مع الناس سواسية. خلال لقاءاتك مع الرئيس السادات فيما كنت تتحدث معه؟ - الأحداث هي التي كانت تفرض نفسها، فوقت انتفاضة 18 و19 يناير قال: قالي يامحمود دي انتفاضة حرامية وقال لي: انت بتستهلك سكر قد إيه في الشهر، فأصابني السؤال بدهشة ما علاقة السكر بالسؤال.. وتوقفت عن الحلاقة وقلت له كيلو في الشهر فقال لي: طاب لوهناك أزمة تستهلك قد إيه قلت له: آخذ نصف كيلو وبدل ثلاث معالق آخذ معلقة ونصف.. فقال لي الكبار هم اللي عاملين أزمة لكن الصغار لاحول ولاقوة لهم والحلوانية هم الذين تسببوا في الأزمة. وماذا كان يقول السادات عن القضية الفلسطينية؟ - كنت أسأله ويجيب ببساطة متناهية وذات مرة قال لي: الإسرائيلي كان بواب في عمارة الشرق الأوسط، وأصبح يمتلك شقة في العمارة، فهل تتعامل معه علي كونه بواب أم جارا. فقلت له أتعامل معه علي كونه جارا.. وعن مفاوضات السلام قال لي أنا دلوقتي جبت لك كرسي في المحل هاتقولي يالمحل يابلاش!! وبالمناسبة أنا الذي ظهرت في فيلم أيام السادات الذي جسده الراحل أحمد زكي. وكىف ترى الرئىس السادات؟- أهم شئ أنه ألغي مراكز القوة وأزاح السوفيت بطريقة شيك جدا.. وبدأ بعملية إصلاح للأسلحة المصرية والدبابات والطائرات. وبعد الانتصار لم يفكر في مواصلة الحرب وكان يؤمن باسترداد حقه وأرضه بالمفاوضات ومبدأه الحفاظ علي الدم المصري. حدثنا عن الأيام الأخيرة في حياة السادات؟ - في أواخر أيامه كنت أدخل عليه وكنت أجده متعصبا جدا، وبعد إلقاء تحية الصباح عليه يبدأفورا بقوله أعرف ناس كانت بتدفع 100 جنيه ضريبة وأصبحوا الآن يمتلكون عمارات ومازالوا يدفعون ذات المبلغ وأنا هاجيب موارد للبلد منين؟! رد ولم أصدق خبر اغتياله لأنني كنت صباح هذا اليوم أحلق له» وبعد كده ذهبت إلي المحل في حوالي الساعة الواحدة سمعت الخبر ولم أصدق وفاته. وتعددت الأسباب والموت واحد. وكيف كانت علاقتك بالرئيس جمال عبدالناصر؟ - لم تكن علاقة مباشرة لأنني لم أحلق له لكنني حلقت لأولاده وأزواج بناته: حاتم صادق والدكتور أشرف مروان وذهبت إلي منزله أربع مرات وسلمت عليه، وكانت علاقتي به كزعيم -وطني- كبير وذات يوم طالبني «بقص» سوالف ابنه عبدالحكيم وكان يريدها قصيرة بينما كان الابن يريدها كبيرة وبالمناسبة كان الرئيس عبدالناصر يتحكم في توجيه أولاده في الحلاقة. أنت الحلاق الخاص للرئيس مبارك وجمال وعلاء كيف بدأت العلاقة بهم. - بدأت علاقتي به عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية حضر إلي عبدالوهاب زكي مدير مكتبه وأخبرني أن النائب يريدني أن أحلق له وذهبت إليه في فيللا الأسكندرية وحلقت له ولابنيه علاء وجمال كما حلقت للحفيد «محمد» الله يرحمه والحفيد الأصغر عمر، وحزن الرئيس علي حفيده حزنا كبيرا لارتباطه الشديد به وأذكر أن محمد رحمه الله ذات يوم بعدما أنهيت من الحلاقة لجده كان يريد أن يسرح له شعره»ونزل له الجد إلي الأرض لتلبية طلبه. هل تبادر بطرح بعض الأسئلة علي الرئيس.. أم تنتظر حتي يدير الحوار بينكما؟ - ليس لدي مساحة للسؤال وأنتظر حتي يبدأ الرئيس الكلام وتكون مهمتي هي الرد فقط.. وأحيانا كان الرئيس «يغمض عينيه أثناء الحلاقة».. هل يتحدث معك الرئيس كثيرا؟ - الرئيس عنده ميزة وهي عدم التسرع في الكلام، ويفكر كثيرا ولايتعصب وطول مدة الحلاقة لاتوجد تليفونات لانهم يعتبرون ذلك من وقت الشغل. كيف تري الرئيس مبارك ؟ والرئيس كرجل عسكري يعمل كل حاجة بايده فهو ليس مرفها بطبعه ورأيته يعد الشاي بيده. وهل سألت الرئيس عن توريث نجله؟ - قال لي: كل الحكاية يامحمود إن ابني بيساعدني وسألني بعد كل ما آراه من إرهاق العمل ومشقاته هل أريد أن أحمله هذه المسئوليات الكبيرة. وماذا عن شائعات صحة الرئيس؟ - الرئيس ماشاء الله ربنا يديه الصحة صحته تمام والحمد لله. وسمعت كلاما لم يحدث وتردد أن هناك شخصا كان «يسند» الرئيس أثناء زيارة أوباما هذا كلام غير صحيح. وهل تتحدث مع جمال مبارك؟ - جمال شخصية هادئة الطباع وجاد في معاملاته ويقرأ الجرائد أثناء الحلاقة وأراه يطالع خرائط المحافظات والقري التي يستعد لزياراتها لكنه لايتحدث كثيرا.. وماذا عن علاء مبارك؟ - ابن بلد. نعلم أنك حلاق المشاهير حدثنا عنهم؟ - كنت حلاقا للعندليب عبدالحليم حافظ وكان صديقا ولم يكن بخيلا كما يشاع عنه وتعرفت به منذ أن كان مغموراً وظللت معه إلي أن صار فنانا مشهورا والأديب إحسان عبدالقدوس والكاتب الكبير أنيس منصور والفنان حسين فهمي وغيرهم.