mهو شاب استثنائي , جاء في ظروف استثنائية , ليسهم في اتخاذ قرار استثنائي , هذا التوصيف يمكن أن نطلقه علي أحمد عمر , أمين اتحاد طلاب مصر , الذي تم انتخابه مؤخرا .. شاب استثنائي , لأنه أول رئيس منتخب لاتحاد طلاب مصر منذ ما يقرب من 34 عاما , كان فيها رئيس الاتحاد يتم تعيينه من قبل أمن الدولة , أو علي الأقل يكون ذاعلاقة بإحدي القيادات بالحزب الوطني المنحل , الحزب الحاكم وقتها , أيضا هو شاب استثنائي , لأن منصب رئيس اتحاد طلاب مصر كان محرما علي الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والتي كانت جماعة محظورة وقتها , والتي ينتمي إليها أحمد عمر .. جاء في ظروف استثنائية , لأنه تم انتخابه في نهاية العام الدراسي , ووجوده في المنصب لن يستمر طويلا , ولن تتاح له الفرصة لتفعيل دور اتحاد الطلاب , والمساهمة في كل الأنشطة , وتحقيق كل طموحاته التي طالما حلم بها , علاوة علي أنه تولي المنصب في فترة عصيبة من تاريخ مصر , أي قبل الانتخابات الرئاسية بأيام قليلة جدا , وفي فترة يصعب التكهن فيها بما سيحدث بعد دقائق . أما القرار الاستثنائي الذي سيسهم فيه أحمد عمر , فهو أنه سيشارك في وضع تعديل اللائحة الطلابية , التي سيسير عليها كل الطلاب , وستحدد مصيرهم , وما لهم وما عليهم , وبالتالي فهو يتحمل عبئا كبيرا , في أن يحارب من أجل وضع لائحة تليق بطلاب مصر . قد يري البعض أن رئيس اتحاد الطلاب هو منصب شرفي , ينتهي بانتهاء الطالب لدراسته , إلا ان الواقع يؤكد أن من بين المرشحين لرئاسة مصر , مرشحين تولوا منصب رئيس اتحاد طلاب مصر , وهما الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح وحمدين صباحي , وايضا خالد علي الذي تولي منصب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر , ويري أحمد عمر , أن الجامعة دائما ما تفرز قيادات عظيمة , تفيد المجتمع , في كل المجالات , ولهذا دائما ما كان يسعي النظام السابق لتحجيم دور القيادات الطلابية والسيطرة علي الحركة الطلابية في الجامعة , وعدم إعطاء الفرصة لأي طالب بالظهور , فيما عدا الطلاب المحسوبين علي الأمن , أو علي الحزب الوطني المنحل , وأكد , أنه لو تعاملنا مع القيادات الطلابية الناجحة التي تفرزها الجامعة بشكل افضل وأجدنا استغلالها ستكون فائدة كبيرة للمجتمع , وأضاف أحمد عمر أنه يحلم أن يكون مثل هؤلاء المرشحين في يوم ما , وأن يترشح لرئاسة مصر , لكي يخدم وطنه وأهله , ويعمل لمصلحة مصر , مشيرا إلي أن هذا الحلم قبل الثورة كان مستحيلا , وكان من الصعب أن يفكر فيه , إلا أن هذا الحلم أصبح متاحا ليس له وحده , بل لكل الشباب المصري . أحمد عمر , يري أن انتخابه كرئيس لاتحاد طلاب مصر , بشكل ديمقراطي , ليس شرفا له وحده , بل هو شرف لكل طلاب مصر , واحترام لآرائهم حيث كان يحجر عليهم سابقا , وكانت تزور , وقيمة كبيرة للطلاب أن يكون لديهم قيادة طلابية منتخبة بشكل حر , تمثلهم في الجهات الحكومية العليا , وذلك لأن الطلاب لابد أن يكون لهم تأثير علي الأوضاع في البلد , فالطلاب هم من قاموا بالثورة , وساهموا فيها بشكل كبير , وبالتالي أسعي خلال الفترة القادمة , لأن أمثل الطلاب في المجلس الأعلي للجامعات ويكون للطلاب كلمة في القرارات المهمة , وأن يكون لنا وجود أيضا داخل البرلمان , وفي مجلس الوزراء , علاوة علي أنه يجب أن نسهم في اللجنة التأسيسية للدستور . أحمد عمر , يري أن دوره كرئيس لاتحاد طلاب مصر في الفترة الحالية , هو دور استثنائي , لأنه جاء في ظروف استثنائية , لكي يضع قواعد صحيحة يسير عليها مع زملائه بعد ذلك , فهو سيشارك في وضع اللائحة الطلابية , حتي ينظم النشاط الطلابي , ويلغي اللائحة التي وضعها جهاز أمن الدولة المنحل , والتي كانت تخدم مصالح وأهداف نظام الرئيس السابق حسني مبارك . وأضاف أحمد عمر : أن العمل السياسي كان معطلا في الجامعات المصرية طوال سنوات حكم النظام السابق , ورغم أن الثورة كان منطلقها الأساسي ميدان التحرير , إلا أن طلاب الجامعات هم من اشعلوا الثورة وهم من اعتصموا في الميدان , مؤكدا ان الثورة لم يقم بها تيار او فئة معينة من التيارات السياسية , وأن مصر لن يتحمل مصيرها فئة أو تيار معين , ولن يستطيع أن ينهض بها تيار أو حزب أو فرد بمفرده , بل هي تحتاج إلي تكاتف الجميع , وتوحد جميع الفئات . أحمد عمر عضو بجماعة الإخوان المسلمين , منذ 7 سنوات تقريبا , وهو أيضا عضو بحزب الحرية والعدالة , وهو تعرض للفصل من الجامعة لمدة سنة قبل الثورة , وتعرض لملاحقات ومضايقات أمنية من قبل أمن الدولة بسبب نشاطه الجامعي , حيث كان يقوم هو وزملاؤه بجماعة الإخوان المسلمين بحملات توعية وندوات ومؤتمرات وغيرها , لكن الأغرب أن أحمد رغم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين إلا ان أسرته تنتمي للحزب الوطني المنحل , حيث إنه ينتمي لعائلة كبيرة بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية , وهي عائلة احتكرت مقعدا في مجلسي الشعب والشوري منذ عام 1985 وحتي 2010, مؤكدا أن النظام القبلي لديهم مختلف وكان طبيعيا أن تؤيد عائلته الحزب الوطني , لأنه كان يمثل الحماية لهم وقتها , وأكد أن أفراد عائلته كانوا ينجحون كمستقلين في الانتخابات البرلمانية ثم ينضمون للحزب الوطني بعد دخولهم البرلمان , ومن أبرز أفراد عائلته الذين فازوا بكرسي في البرلمان , هم محمد رافت عمر , منذ عام 1985, وحتي عام 2000, ومحمد أحمد عمر , منذ عام 2000 وحتي 2010. وأكد أحمد عمر , أنه يشعر بالفخر لأنه عضو في جماعة الإخوان المسلمين وهو لا يتفق مع ما يقال عن تراجع أسهم الجماعة في الشارع المصري , مشيرا إلي أن أسهم الجماعة في تزايد مستمر خاصة في الأقاليم والقري , ولا حقيقة لما يتردد عن تراجع شعبية الجماعة , كما أن شعبية الاخوان في الجامعة كبيرة جدا بدليل أن رئيس اتحاد طلاب مصر شاب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين . ويضيف أحمد عمر قائلا : أسعي خلال فترة وجودي في رئاسة اتحاد طلاب مصر , إلي الاهتمام بشقين خاصين بالطلاب , الشق الأول , هو الكادر العلمي , اما الشق الثاني فيتعلق بالكادر السياسي , فأنا أتمني أن يكون بين طلاب الجامعة كوادر سياسية وقيادية في حجم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو حمدين صباحي , وكوادر علمية ايضا في حجم الدكتور مجدي يعقوب والدكتور أحمد زويل , وان تكون الجامعة المصرية مفرزة لقيادات كبيرة علي المستوي السياسي والعلمي والثقافي , وهذا كله لن يحدث إلا في حالة وجود جو سياسي يساعد علي حرية التعبير , وأن يعبر الطلاب عن مواهبهم دون قيود أو خوف , وأعتقد أن هذا سيكون مكفولا للطلاب في الأيام القادمة من تاريخ مصر . وأضاف أحمد عمر أن الجامعات المصرية بها مئات الطلاب العباقرة الذين يمكنهم تقديم مبتكرات واختراعات مميزة تفيد مصر وتضعنا في مرتبة متقدمة ضمن الدول الصناعية , وأكد أحمد عمر , أن كلية الهندسة جامعة الزقازيق مثلا , بها طلاب يمكنهم تصنيع سيارة مصرية كاملة بنسبة 100%, ولكن المشكلة في الإمكانيات والمعطيات المتاحة ضعيفة جدا , ولا تساعد علي استخدام هذه الكفاءات بشكل أفضل وتطويعها في الاتجاه السليم لخدمة البلد , وأعتقد أن مسألة الأزمات هذه ستحل خلال الفترة القادمة , وتحديدا بعد الثورة . وأوضح أحمد عمر أنه كرئيس لاتحاد طلاب مصر - ومعه طلاب مصر - لن يسمحوا مهما يكن وبأي حال من الأحوال أن تتم سرقة الثورة , وأنهم لن يتراجعوا عن تحقيق أهداف الثورة والتي ضحي من أجلها عشرات الشباب بدمائهم , وأضاف : أنهم لن يسمحوا بأن نعود خطوة واحدة للوراء , وأن كل طلاب مصر مستعدون للتضحية بدمائهم والاستشهاد من أجل الحفاظ علي متطلبات الثورة , وعدم عودة أتباع النظام السابق , ومنعهم من الوصول لأي منصب قيادي في البلاد , لأن عودتهم معناها هدم لكل المبادئ التي قامت من أجلها الثورة المصرية . وأكد أحمد عمر , أن لديه أحلاما وطموحات سيسعي إلي تحقيق المتاح منها خلال الفترة القصيرة التي سيوجد فيها كرئيس لاتحاد طلاب مصر , فهو يسعي الآن للقاء الرئيس الجديد , وان يكون هناك تواصل مستمر بينه وبين طلاب مصر , وان يضعهم في قمة اولوياته لأنهم المستقبل , والاهتمام بهم كفيل بإيجاد جيل جديد يمكنه تحمل مسئولية هذا البلد خلال السنوات القادمة في كل المجالات .