ما بين المؤتمرات الصحفية والندوات والزيارات المتعددة لعدد من المحافظات يقول المرشح الرئاسي الدكتور محمد مرسي بجولات حماسية من أجل شرح برنامجه الانتخابي والتواصل مع الجمهور بشكل مباشر ليسابق الوقت حيث بدأ متأخرا جداً ، فهل ينجح – قبل نحو شهر من السباق - في حصد تأييد واسع له أم أن الوقت داهمه وأصبح يلعب في الوقت الضائع ؟!. وما بين زيارته المنتظرة غدا إلي "قرية العدوة" بمحافظة الشرقية مسقط رأسه وجامعة الزقازيق وبين الندوة التي أقامها أمس في أحد فنادق القاهرة, والتي صرح فيها أنه لو أصبح رئيسا لمصر فسوف يستقيل من الحزب وأن الجماعة لن تحكم مصر وإنما سيكون رئيسا مستقلا لكل المصريين ويعمل طبقا للدستور المصري. ويعلق الدكتور كمال حبيب الباحث في شئون الجماعات الإسلامية علي الجولات المكوكية التي يقوم بها الدكتور محمد مرسي رئيس حزب العدالة والتنمية والمرشح الرئاسي قائلا: الجولات التي يقوم بها الآن رغم كثافتها وملاحقتها واحدة تلو الأخرى ما هي إلا محاولة لتعويض ما فاته من وقت ومجيئة متأخرا إلي مضمار السباق الرئاسي ولكن لا أعتقد أن هذا الحماس الذي عليه الآن يعوضه هذا التأخير خاصة وأنه لا يملك الفرصة التي كانت موجودة لخيرت الشاطر حتى الشعبية أو الخلفية التاريخية له في الجماعة أو حتى قدرته علي الخلفية المعرفية له لدي الناس مقارنة بخيرت الشاطر الذي كان يمتلك قدرات في الإدارة والمال والتاريخ داخل الجماعة وعمله السياسي بها وبالتالي أري أن محمد مرسي جاء متأخرا بالإضافة إلي أن دخوله السباق يجعل منه طوال الوقت في مقارنة مع الشاطر بعد أن خرج من السباق رغم أن الأخير كان لديه أهم شيء وهو ما يشبه الاجماع داخل الجماعة لدعمه وبالاضافة إلي دعمه من جانب العديد من القطاعات سلفية, ولكن خلفية محمد مرسي كأستاذ جامعي نجد أنه لا يتخذ قرارا بشكل سريع وربما لديه انفصال قليلا عن الواقع وبعض التردد ووالتي تؤدي إلي بطئ في القرارات فهناك مساحة بينه وبين الناس ولكن الشاطر كان يمتلك قدرات حركية وديناميكية وربما كان أكثر حضورا بالإضافة إلي الكاريزما مما كان يساعده علي أن يتواصل مع الناس بصورة أسرع حى لو كان الوقت متأخرا وبالتالي أري أن محمد مرسي يقوم بما علي كل مرشحي الرئاسة أن يقوموا به ولكن النتيجة لن تكون بها مغانم كبيرة خاصة وأنه بعد رحيل الشاطر عن السباق الرئاسي تشتت الأصوات بل أن بعض الأصوات من داخل الجماعة خاصة شباب الإخوان طالبوا بعدم ترشيح الدكتور محمد مرسي وسحبه من الترشح خاصة وأنه ليس لديه الكاريزما التي تؤثر في الجماهير. وأكد الدكتور كمال حبيب أن انسحاب الشاطر وأبو إسماعيل من السباق لاشك أنه رفع أسهم عبد المنعم أبو الفتوح وربما يذهب قطاع من هذا التصويت إلي سليم العوا وقد يذهب جزء من الشعب أو من الكتلة التصوتية علي الهامش إلي عمرو موسي وبالتالي تصبح فرص مرسي ضعيفة جدا . وأكد الخبير السياسي في شئون الجماعات الإسلامية أنه من الأفضل حتى لا نفقد الثورة أن يكون هناك فريق رئاسي مكون من عدد من المرشحين النضاليين حتى لا تشتت أصوات القوى الثورية والوطنية علي أن يكون منهم رئيس بين النواب والمساعدين لقطع الطريق علي قوي الفلول , كما أنهم يمكنهم بهذا الفريق التصدي لأزمة المادة 28 والتي سوف تحصن الانتخابات القادمة من التزوير حيث يكون هناك كتلة ضخمة من الأصوات والتي يصعب معها التلاعب في النتائج. وفي مواجهة رأي الدكتور كمال حبيب علينا أن نعرض ما جاء به المرشح الرئاسي محمد مرسي "مرشح الإخوان" حيث أكد في أول مؤتمر إعلامي له أنه في حال نجاحه في الانتخابات المقبلة سيستقيل مباشرة من رئاسة حزب الحرية والعدالة حتى يكون رئيسا للمصريين جميعا مشددا على أنه سيرعى حينها كل المصريين وامن الوطن ومصلحة المواطن باستقلال تام . وشدد مرسي على أن الشعب المصري أصبح واعيا ولن يسمح لأحد مهما كان أن يستقل بإرادته عن إرادة الشعب مشيرا إلى أنه سيكون الحارس الحقيقي لمصلحة الوطن كي لا ينحرف رئيس او رئيس حكومة او وزير عن مسيرته او عما اعلنه وأنه على الجميع ان يعي أن الشعب أصبح جاد في حماية حقوقه . وفي سياق الحديث عن العلاقات الدولية وموقفه من إسارئيل إذا ما نجح في الانتخابات المقبلة قال مرسي "مصر دولة كبيرة ومهمة ولها علاقات وتمثيل دبلوماسي والمؤسسة الديمقراطية تفرض على الرئيس ان يكون معبرا عن كل المصريين وان يحترم اتفاقيات الدولة المصرية مع باق الدول" مشددا على أن رئيس مصر المقبل لن يكون تابعا او غير معبر عن ارادة المصريين الذين تمثل لهم القضية الفلسطينية قضية محورية مضيفا "نحن قادرون ان نحمي وطنا ونرفع الظلم عن انفسنا ونعلن اننا ضد الاستعمار" وتمنى مرسي أن يجد ترشيح الإخوان وحزب الحرية والعدالة له في الانتخابات المقبلة قبولا وتقديرا عند الشعب المصري قبولا مؤكدا على ثقة في وعي أنه الشعب المصري والذي قام بالثورة المصرية شارك فيها أكثر من 20 مليون مصري . وشدد مرسي ان الشعب المصري مستمر في ثورته حيث خرج اكثر من مليون مصري اجتمعوا في التحرير ومليون أخرى في باقي المحافظات في الجمعة الماضية وهو ما اعتبره دلالة واضحة ان الشعب المصري يقظ وان ال30 مليون الذين ذهبوا للانتخابات على وعي كامل بما يجري مؤكد أن قيادة الثورة تمثل في اهدافها . وأضاف مرسي "الشعب مصدر السلطة كان ذلك في انتخابات الشعب والشورى وسيكون في انتخابات الرئاسة وسيكون في تأسيس الدستور وهذا سيكون لاول مرة في تاريخ مصر دون وصاية لاحد " مؤكدا أن مصر ستنهض نهضة كبيرة وسينهض بنهوضها أشقاءها من الدول العربية وأوضح مرسي أن الحزب يسعى من خلال ترشيحه إلى منافسة نريد منافسة شريفة مع كل المرشحين الذين أكد على وطنيتهم مشددا على أن احزب والجماعة لا تحجر على رأي أحد وأنها ستحترم نتيجة الانتخابات ومن سيختاره الشعب المصري وأضاف مرسي "نحن نعني ما نقول وماضون الى نهاية الشوط ونقبل باختيار المصريين ولذلك المنافسة الشريفة هي الضمان لاحترام الجميع والمنافسة الشريفة باعلان واضح وموقف واضح وهو ما نقدمه وتقدمه مؤسسة الاخوان المسلمين " وفي سياق الحديث عما إذا كان سيختار المهندس خيرت الشاطر نائبا له في الانتخابات المقبلة أكد مرسي أنه إذا ما اختاره الشعب المصري كرئيس للبلاد فإنه سينطلق من إدارته وحاجته مشيرا الى أنه أمر مؤجل لما بعد انتهاء الانتخابات ولن يحسم إلا حينها. محمد مرسى وأضاف مرسي " هناك توافق في الدستور المصري الذي يتم مناقشته الان على أن يكون النظام في المرحلة الانتقالية نظاما مختلطا شبه برلماني وسيكون هناك مهام للرئيس ومهام لرئيس الوزراء" . وفي إجابته على سؤال عن موقف الحزب من الحكومة في ظل ترشحه أكد مرسي ان الحزب طالب بإقالة حكومة الجنزوري لا طعنا في أشخاصها وإنما لضعفها على حد تعبيره مؤكدا أن الحزب يسعى إلى تشكيل حكومة ائتلافية بقيادة الحزب صاحب الاغلبية مشددا أن الحديث عن الحكومة في هذه المرحلة يحتاج الى دقة في العرض . واعتبر مرسي أن ترشيح الحزب له وتبنيه مشروع النهضة فرصة لتقديم شعار "الاسلام هو الحل" بشكل عملي حيث يقدم برنامج النهضة علاجا للمشكلات في إطار المرجعية الاسلامية "كنا نقدم أنفسنا بشعار الاسلام هو الحل وكان الجيمع يرونه شعارا عاما ونحن اليوم نجد فرصة في تقديمه بشكل عملي " وشدد مرسي على أن الشعب المصري بإقباله في الانتخابات المقبلة ووعيه سيكون الحصن أمام التخوفات من قيان اللجنة العليا للانتخابات بالتزوير مؤكدا أنها ليست محكمة وانما هي جهة ادارية معتبرا إعلان الجماعة والحزب عن تخوفها من حوث تزوير جاء بعد استبعاد اللجنة لمرشحها السابق المهندس خيرت الشاطر رغم سلامة موقفه مؤكدا أن تحذير الشعب المصري واجب علي الحزب ضمن منظومة العمل الديقراطي الواسع . وفي إجابته عن موقفه من المشير طنطاوي وهل سيتم اختياره ليكون وزيرا للدفاع في الحكومة القادمه قال مرسي "عندما يكلف رئيس الجمهورية المنتخب مواطن مصري بتشكيل الحكومة فمن ضمن اليات التشاور ان يكون هناك تنسيق وتعاون لاختيار الوزير المناسب في المكان المناسب والمجلس الاعلى للقوات المسلحة هو المعني بالتشاور في اختيار وزير الدفاع والتشاور وليس فرض الرأي" ونفى مرسي أن تكون الهيئة الشرعية قد زارت مكتب الارشاد لبحث دعم مرشح الاخوان كافا انه زار الهيئة الجمعة لعرض برنامجه والاجابة على تساؤلاتهم وذلك ضمن سعي الهيئة الشرعية للالتقاء مع كل مرشحي الرئاسة ليعرضوا برامجهم عليهم وكنت معهم بالامس وهم لم يذهبوا لمكتب الارشاد لكن بعض رموز الدعوة السلفية قابلوا المرشد العام وهم لم يعلنوا موقفهم بشكل واضح حتى الآن ونفى مرسي أن تكون الجماعة بترشيحها له تسعى الى الاستحواذ على مقالد الامور كلها مؤكدا أن الاخوان وحزب الحرية والعدالة لا يوجد لهم عضو في الحكومة او المحافظين ولا في الهيئات او المؤسسات ولا مستويات الحكم المحلي من القاعدة حتى القمة مضيفا "نحن موجودون فقط في المؤسسات المنتخبة كغرفتي البرلمان والنقابات وأعضاء هيئة التدريس واتحادات الطلاب " وشدد مرسي أن الجماعة لم ترجع في موقفها فاتخاذها قرار تقديمها لمرشح في انتخابات الرئاسة مشيرا الى أن القرار الاول جاء طبقا لمعطيات ومناخ وحالة كانت موجودة قبل سقوط الرئيس المخلوع وبعد مرور اكثر من عام وتغير المناخ درس الامر مرة أخرى معتبرا القرار الجديد لا يعد تعديلا والغاء للقرار الأول وانما القرار القديم كان قائما الى ان جاء القرار الجديد مضيفا "نحن لا نغير قرارنا عن هوى او رغبة في سلطة وانما من منطلق المصلحة الوطنية