حالة من الرعب والفزع عاشتها مدينة السويس أمس بعد نشوب حريق ضخم بشركة النصر للبترول استمرت محاولات إخماده 18 ساعة كاملة.. إلي أن أعلن اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، إتمام اخماد الحريق داخل خزانات شركة النصر للبترول ظهر اليوم.. مؤكدا أنه يتم حاليا القيام بعمليات التبريد علي الخزانات التي اشتعلت بها النيران. وأكد مدير أمن السويس، أنه تم إبلاغه رسميا من قوات الإطفاء أنه تم إخماد الحريق وأنه ما يتم حاليا عمليات تأمين للخزانات وتبريد، حتي لا تتجدد الحرائق التي أخمدت مرة أْخري داخل شركة النصر للبترول، ومن جانب أخر، توافد عدد كبير من المواطنين بمحافظة السويس الي مشرحة السويس لتشييع جنازة شهيد البترول العامل الذي لقي مصرعه خلال الحريق. أما عن حصيلة هذا الحريق فهي وفاة عامل وإصابة 22 شخص، وخسائر تقدر ب12 مليون دولار، ولكن التقديرات النهائية سون تعلن خلال أيام، وشكل المهندس عبد الله غراب لجنة فنية للوقوف على أسباب الحريق. وكان حريق هائل شب بأحد خزانات الوقود بشركة النصر للبترول بالسويس عصر أمس ثم تطرق الحريق الى 3 خزانات أخرى راح ضحيته بشير سعد بشير عامل إطفاء وعشرات الجراحي الذين امتثل معظمهم للشفاء وغادروا المستشفى، كما تسبب الحريق فى ليلة من الرعب قضاها أهالى مدينة السويس بسبب ارتفاع ألسنة اللهب وانتشار الدخان الكثيف بسماء السويس ، الأمر الذى اجبر قيادات البترول على الذهاب الى مقر الشركة ومتابعة الإحداث من خلال غرفة العمليات داخل مقر الشركة حتى تم السيطرة على الحريق. وبعد استمرار الحريق بمستودع واندلاع النيران بآخر مجددا، لجأت إدارة الدفاع المدنى إلى التضحية بالمستودعين بما يشتملان على وقود ومواد بترولية فى سبيل حماية باقى مستودعات الشركة وعدم تعريض المدينة لخطر فى حالة حدوث انفجار بتلك التنكات أو وحدات التقطير.. فتم إحاطة النيران من كل جانب مع تبريد وتأمين عدم وصولها إلى المستودعات المجاورة لتقضى النار وتأكل بعضها بعضا دون أن تمتد وتخرج عن السيطرة المحددة لها، ودفعت قيادة الجيش الثالث الميدانى بعدد من السيارات المتطورة وعدد من الطائرات للمساهمة فى إخماد النيران، فيما تم إغلاق جميع خطوط المواد البترولية التى تمتد من النصر إلى الشركات والمستودعات المجاورة لها، وتجاوز عدد السيارات المشاركة فى إخماد الحريق أكثر من 40 سيارة 17 سيارة منها من محافظات الشرقية والإسماعيلية والقاهرة وصلت على دفعات كان للقاهرة منها النصيب الأكبر، واشتعلت سيارتين خلال عملية الإطفاء وخوفا على المارة تم إغلاق طريق صلاح نسيم والذى تقع علية شركة النصر وأغلب شركات البترول بالمحافظة لتأمين السيارات والمارة وإفساح الطريق لسيارات الإطفاء التى توجهت تباعا فى مجموعات إلى الشركة. وأطلقت شركات ومستودعات المواد البترولية بالمحافظة صافرات الإنذار لديها ورفع درجة الاستعداد القصوى مع غلق جميع الخطوط البترولية الواصلة بين الشركة وبين الشركات والمستودعات الأخرى. وقامت هيئة موانئ البحر الأحمر بوقف تفريغ وتموين جميع السفن واللنشات بميناء الزيتيات والذى يستقبل أسبوعيا ما لا يقل عن 15 ألف طن بوتاجاز. وغادرت على الفور السفينة مصر جاز رصيف الميناء بعد أن قطعت تفريغ حمولتها المقدرة ب6400 طن بجانب مغادرة خمس لنشات أخرى تابعة للجمعية التعاونية للبترول كانت تمون بوقود السولار، وأوضح مصدر بهيئة موانئ البحر الأحمر أن الميناء تبعد عن الحريق مسافة 300 متر.. وخارج الدائرة الجمركية بالميناء. وأكد المهندس هانى ضاحى، الرئيس التنفيذى لهيئة البترول، أنه لا تأثير للحريق الذى شبَّ بعدد من مستودعات شركة النصر للبترول بالسويس أمس على توفير إحتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية، حيث إن هذه المستودعات تحتوى على النافتا المعدة للتصدير ولا تخص السوق المحلية. وقال ضاحى أنه تم السيطرة وإخماد الحريق بالكامل فى ثلاثة مستودعات وجارى حاليا السيطرة وحصار النيران فى المستودع الرابع والأخير وتأمينه باستخدام وسائل الإطفاء المتاحة بشركات قطاع البترول والدفاع المدنى والقوات المسلحة.. وأعرب ضاحى عن خالص مواساته لأسر المصابين والفقيد شهيد الواجب. وأعرب عمرو موسى، المرشح لانتخابات الرئاسة، عن خالص تعازيه لأهالى ضحايا ومصابى حادث حريق شركة النصر للبترول الذى وقع أمس السبت، مشيرًا إلى أن أهل السويس يدفعون ضريبة باهظة للإهمال الذى نعانى منه فى إدارة شئون البلاد فى مصر، ووصف ما حدث بالمهزلة التي لا يجب أن تمر مرور الكرام، بعدما أسفرت عن وقوع موتى ومصابين، وخسائر مالية ضخمة، وترويع للمواطنين، وقال: أنه إذا كان الحريق بفعل فاعل، فأقول لمن وراءه، لن نخير بين أمننا وحريتنا. سنحصل على الاثنين معاً مهما كانت التضحيات.