فوجئت الطالبات بالمدينة الجامعية بحلوان بشاب يقتحم احد مباني المدينة في الساعة الثانية فجر الأمس ، وعندما دخل احدي الغرف ارتفعت أصوات الطالبات بالصراخ وقمن بضربه بمساعدة مشرفات المدينة واحتجازه باحدي الغرف الي أن جاءت قوة من الشرطة واقتادته الي قسم حلوان وعمل محضر له .. والحقيقة لمن لا يعرف أن المدن الجامعية للطالبات كانت أشبه بالسجون قبل الثورة ، فلا يجرؤ أي شخص من الاقتراب منها نتيجة كثافة الحراسة والتفتيش علي الطالبات في الدخول والخروج ، وكان يصل الأمر الي الكشف عن وجوه الطالبات المنتقبات بسبب وجود شائعات عن دخول طلبة مرتديين نقاب ، ولكن مع صدور حكم من المحكمة بالغاء الحرس الجامعي وقيام ثورة 25 يناير انسحبت قوات الشرطة من أمام المدن الجامعية واستبدلتها ادارات الجامعات بتعاقدات مع شركات أمن خاصة لتأمين الحرم الجامعي والمدن الجامعية ، الا أن تكرار الحوادث أمامها أو بداخلها يطرح السؤال الآن : هل الحل هو عودة الحرس الجامعي قبل أن تحدث كارثة بورسعيد جديدة داخل أحدي الجامعات المصرية ؟! .. الدكتور عبدالجليل مصطفي منسق عام الجمعية الوطنية للتغيير وعضو حركة 9 مارس صاحبة دعوي الغاء الحرس الجامعي ، أوضح أن الحرس تم الغاؤه الي غير رجعة وأن أساتذة الجامعات المصرية لن يسمحوا بعودة الداخلية إلي الجامعة أو المدن الجامعية تحت أي ظرف أو مسمي ، وأضاف أن مثل هذه الحوادث التي تحدث بالجامعات المصرية تتحمل مسئوليتها ادارة الجامعة لأن لديها آليات لحفظ الأمن ولكنها تلجأ الي آليات خاطئة ، فاختيار الشركات الخاصة والأمن الخاص للجامعات جاء بمعايير غير موضوعية ولا تتناسب مع الكثافة العددية للطلاب فيها ، وبالتالي فان وجودهم مثل عدمه وادارة الجامعة هي التي تتحمل هذا التقصير اضافة الي أن الانفلات الأمني ليس في الجامعات فقط انما هو في كل شارع ومكان في مصر ، وعودة الأمن في الشارع سوف يترتب عليه عودة الأمن في الجامعات لأنها منظومة وجزء لا ينفصل عن الكل ، وبالتالي فان تطهير الداخلية والجامعة من القيادات والموظفين الفاسدين الموجودين في كل مكان هو المهم ، وقديما كان هناك حرس مدني موجود في الجامعات المصرية ولم تكن تحدث أي حوادث وكان الحرس والموظفين كفيلين برد أي اعتداء علي الجامعات . ومن جانبه أوضح اللواء عبدالحميد عمران الخبير الأمني والاستراتيجي أن مساوئ الحرس الجامعي كانت أكثر من مميزاته بكثير لأنه كانت وظفيته الأساسية هي رصد ومتابعة النشاط السياسي للطلاب داخل الجامعة وحتي الآن هناك فيديوهات للحرس الجامعي وهم يعتدون علي طالبات مشتركات في مظاهرات سياسية ، وهنا يبق الأمر واضحاً أن الأمن داخل المدن الجامعية أو الحرم الجامعي ليست له علاقة بأمن الداخلية انما هي حالة أمن عام في البلد وبالتالي بعد انتخاب رئيس للبلاد سوف تستقر كل الأمور وتقل أعمال البلطجة لأن من يدعمون كل أعمال البلطجة هم من أعداء الثورة الذين لا يرغبون في وجود أي هيئة تشريعية أو تنفيذية قوية لها سلطة حتي تستمر حالة الفوضي والحل الآن هو وجود قوات من الأمن العام أو القوات المسلحة لحماية هذه المنشآت التي يوجد بها كثافة عددية حتي انتخاب رئيس وكل هذه الأمور سوف تستقر بإذن الله .