قد تصرف الملايين علي الدعاية لتغيير صورة نمطية أو تنشيط السياحة في أجواء عاشتها مصر بعد ثورة يناير وما تبعها من إرهاب منظم لكنها لا تحقق جزءا مما يحققه محمد صلاح نجم مصر ونادي ليفربول من دعاية غير مباشرة عبر تألق اللاعب مع ناديه ومنتخب بلاده ولم تكن الدعاية للوطن فقط وإنما للعالم الإسلامي بالكامل. وقد التقطت جامعة »ستانفورد» بولاية كاليفورنيا الأمريكية خيطاً مختلفاً من الإنجاز وهو الجانب الإنساني لنجمنا حيث أكدت الدراسة أن شعبية صلاح تقلص نسبة كراهية الإسلام في مقاطعة ميرسيسايد التي ينتمي إليها نادي ليفربول بعد انضمام »مو» للنادي عام 2017 فقد انخفضت الكراهية للإسلام بنسبة 18٫9٪ فيما لم تتغير نسبة السرقات مثلا.. لم يخطط أحد لاحتراف صلاح في أوروبا ولم يساعده أحد ليتألق في روما ثم ليفربول ليصبح أيقونة الكرة الإنجليزية بعد أن فاز مع ليفربول بدوري الأبطال الأوروبي وسجل هدفا بعد أقل من خمس دقائق.. وقد أكد اللقب أن ليفربول ونجومه نضجوا بشكل كبير بعد أن خسروا اللقب الموسم الماضي أمام ريال مدريد وكان تحويل الفريق لخسارته صفر/3 إلي الفوز علي برشلونة بأربعة أهداف نظيفة واحدة من معجزات الكرة الحديثة. صلاح كعادته لم يترك الفرصة ليقدم لشبابنا نصيحة مفادها الثقة بالنفس والاجتهاد يحققان الحلم مهما كانت صعوبته.. وهو بنفسه يضرب المثل لما جاء من قريته نجريج في محافظة الغربية ربما لم يسمع الكثيرون عنها قبل ظهور النجم علي الساحة الكروية ومن حسن حظه أنه لم يلعب للأهلي والزمالك.. وإنما كان المقاولون العرب بوابته نحو الاحتراف والنجومية لكن الشيء المحير أن الكثيرين ممن احترفوا مع صلاح وفي أندية كبري في الدوريات العالمية لم يحققوا نصف إنجاز »مو» ربما لاختلاف الدوافع والأهداف المطلوبة.. شخصية صلاح هي أهم عوامل نجاحه في الاحتراف وتقديم صورة ذهنية جديدة للعالم عن مصر وعن الإسلام حتي تحدثت وسائل الإعلام باحترام عن حياته الشخصية وزوجته الريفية البسيطة التي لم تتخل عن أسلوب حياتها وطريقة لبسها.. كانت تصرفات صلاح التلقائية وابتسامته للجمهور وهو يستقل الأتوبيس المكشوف للاحتفال باللقب الأوروبي كان مشهداً جديداً من مشاهد التواضع والبساطة والمشاعر المتدفقة نحو الناس.