تجئ الشهادة لمصلحة محمد صلاح هذه المرة من جامعة ستانفورد الأمريكية، التى أعلنت قبل أيام نتائج استطلاع قامت به، وخلصت فيه إلى أنه لعب دوراً كبيراً فى انجلترا فى تقليص معدل جرائم الإسلاموفوبيا (العنف والكراهية ضد المسلمين)، حتى إن مقاطعة ميرسيسايد، حيث يقع نادى ليفربول، شهدت انخفاضا بلغ نحو 19 بالمئة فى معدل هذه الجرائم، فى الوقت الذى ظلت الجرائم الأخرى على نسبتها السابقة، كما أن تغريدات مشجعى ليفربول المعادية انخفضت بنحو 3 بالمئة. هذه النتائج الأخيرة، التى قامت بها مؤسسة بحثية عريقة من خارج انجلترا، تُعزِّز ما كان أعلنه فى يونيو من العام الماضى عمدة مدينة ليفربول ستيف روثرام، عن أن صلاح، منذ قدومه إلى نادى ليفربول، نجح فى تقديم صورة جيدة عن الإسلام ساعدت على معالجة التصورات الخاطئة التى كانت سائدة قبل مجيئه، كما نجح فى كسر حاجز الخوف من الإسلام. وضرب العمدة مثلاً من سجلات الشرطة التى كانت رصدت أعلى معدلات لجرائم الكراهية ضد المساجد، حتى إن إقليم ميرسيسايد جاء فى المركز الثالث بعد لندن ومانشيستر، وهو ما تراجع بعد ظهور صلاح فى المشهد. ولفت عمدة ليفربول إلى أن شخصاً واحداً نجح فى جعل المشجعين يغنون له ويذكرون أنه مسلم. تتعدَّد وتتداخل أسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا، فمنها ما يُسأل عنه المسلمون الرافضون أو العاجزون عن الاندماج، ومنها ما لا يقتصر على المتطرفين فى الغرب، ممن لهم فى الأصل مواقف معادية للإسلام والمسلمين، بعضها من التاريخ وبعضها من الدعاية المضادة، وبعضها من عدم رضاهم عن سلوك المسلمين القادمين إلى مجتمعاتهم. والمُرَجَّح أن صلاح لم يكن مدركاً لهذه الآليات بتعقيداتها، ولكنه قام تلقائياً بما يحظى بتقدير هذه المجتمعات الجادة التى تحترم المجتهد فى عمله المتفوق على منافسيه، فيصير نجماً مؤثراً على الجماهير الذين يتمثلونه، ويمتزج إعجابهم به مع رغبتهم فى محاكاته وفى تقبل صورته وهيئته وأفكاره، ويجد فيه المعلنون فرصة يشتغلون عليها لترويج سلعهم وخدماتهم، فيعملون على ترسيخ ما تحقق له بالفعل. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب