»مصر تمضي بثبات نحو مزيد من التنمية والازدهار.. وستظل هي العمق الاستراتيجي للعرب، وبوابة السلام والاستقرار للمنطقة»، كلمات وصف بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ما يتم من بناء وتعمير وتنمية علي أرض مصر، عقب زيارته إلي مدينة العلمين الجديدة، برفقة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تفقدا الأعمال الإنشائية التي وصل حجم استثماراتها إلي 70 مليار جنيه، والتي سيتم الانتهاء منها خلال شهر يونيو العام المقبل، وتقع علي مساحة 16 ألف فدان من إجمالي 48 ألفًا هي مساحة المدينة وقابلة للزيادة. عاني الساحل الشمالي الغربي لمصر، سنوات طويلة من عشوائية التخطيط العمراني، وإنشاء منتجعات سياحية خاصة، دون رقابة، وإهمال مواطنيه الذين كانوا لا يجدون لوقت قريب نقطة مياه صالحة للشرب، رغم كثرة المقومات السياحية وامتلاكه كنوزًا وخيرات متنوعة من بيئة شاطئية ساحلية، وصحراوية، حتي جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليعلن تدشين مدينة العلمين الجديدة لتصبح واجهة سياحية عالمية، وبوابة للتنمية بمنطقة جاذبة للاستثمارات العالمية. مدينة العلمين الجديدة، هي مدينة متكاملة في قلب الساحل الشمالي الغربي، وتُعد أول مدينة مليونية مصرية، ضمن مدن الجيل الرابع، يتم تنفيذها علي مساحة 48 ألف فدان، وبمشاركة 15 ألف عامل، و21 شركة مقاولات، بإشراف جهاز مدينة العلمين الجديدة، وتصل طاقتها الاستيعابية إلي 3 ملايين نسمة، وتتكون المرحلة الأولي منها من 8 آلاف فدان، لخدمة نحو 400 ألف مواطن. العلمين الجديدة، بحسب وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، هي واحدة من 14 مدينة تعمل الوزارة علي تنفيذها ضمن ما يُعرف بمدن الجيل الرابع، إضافة إلي المدن الجديدة الأخري، وعددها 24 مدينة، مثل القاهرة الجديدة، والعبور، وأكتوبر، وغيرها. المدينة، تشمل جميع الأنشطة السكنية، وبها مناطق ثقافية، وسياحية، وصناعية، وبحثية، وجامعة أهلية، وفنادق عالمية، ومقران للرئاسة ومجلس الوزراء، كما تم إنشاء طريق بديل للساحلي بطول 38 كيلو مترا، وممشي سياحي بطول 14 كيلو مترا، وشاطئ مفتوح لكل المصريين دون رسوم دخول. تنقسم المدينة إلي منطقتين، الأولي هي الساحلية، وتشمل القطاع الأثري في قرية تل العيس، والتي شهدت معركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية، وهي مجاورة للبحر المتوسط، ومنطقة العلمين الجديدة الواقعة بالطريق الساحلي، ويتم تنفيذ المدينة علي عدة مراحل تشمل الأولي منها مساحة 12 ألف فدان للمنطقة الشاطئية، ومنطقة الإسكان المتميز، والمدينة الثقافية، والمنطقة التاريخية، وتضم كورنيش مدينة العلمين الجديدة بطول 14 كيلو مترا، كما تم تنفيذ 1920 وحدة سكنية مميزة، وطرحها للمواطنين من خلال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وكذا تنفيذ 1120 وحدة سكنية بالمنطقة الشاطئية ال»داون تاون»، وكذلك عمارات وفيلات المنطقة الشاطئية السياحية بالاشتراك مع جهاز الخدمة الوطنية بمساحة 300 فدان بجوار منطقة البحيرات. كما تم البدء في تنفيذ منطقة الأبراج، والتي تضم 15 برجًا بارتفاع 100 متر فوق سطح البحر بتكلفة 28 مليار جنيه، وتتميز هذه المنطقة بوقوعها علي شاطئ البحر المتوسط، وتعد أرقي موقع بالمدينة حيث تقع علي الممشي الترفيهي، الذي يتم تنفيذه بعرض 25 مترًا مربعًا، وطول 14 كيلو مترًا، ويتخلله ساحات للتجمعات، ومنطقة ملاعب، كما تضم حارة للدراجات، بخرسانة خاصة، وأكبر جراج بالمدينة، ومكان انتظار ونزول للشاطئ لذوي الاحتياجات الخاصة، وأمام منطقة الأبراج يقع المجمع التجاري الترفيهي علي البحر مباشرة، ويضم 40 مبني يتخللها 3 مشايات للكورنيش، ويشمل وسائل الترفيه مثل النافورات، والسينمات، والملاهي، والكافيهات، ومقرات للبنوك.. وتضم المدينة 6 بحيرات متصلة بمساحة 1700 فدان بالشواطئ الداخلية، ومحطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف متر مكعب يوميًا، من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبالتعاون مع شركة إسبانية، وتقع بجانب ميناء الحمراء علي مساحة 90 ألف متر مربع للمرحلة الأولي، وتخدم 600 ألف نسمة يوميًا، ويتم ضخ المياه في شبكات خاصة بالمدينة فقط. ويتم تنفيذ قطار مكهرب فائق السرعة تصل سرعته إلي 250 كيلو في ساعة، لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول 221 كيلو مترا بموازاة طريق »وادي النطرون العلمين»، وتفريعة لمدينة الإسكندرية مرورًا بمدينة ومطار برج العرب بطول 99 كيلو مترا، وأيضًا لربط مدينة 6 أكتوبر بمدينة العلمين بطول 244 كيلو مترا، مرورًا بمدينة برج العرب وتفريعة لمدينة الإسكندرية بطول 46 كيلو مترا. ويتم أيضًا، إنشاء جامعة العلمين الجديدة الأهلية، بمساحة 60 فدانًا، ومن المقرر أن تضم كليات للسياحة والفنادق، ومختلف التخصصات الأخري، والتي تناسب البيئة الساحلية هناك، كما توجد مفاوضات مع جامعات أخري لتنفيذ مقرات لها بالمدينة، وسيكون علي رأسها الجامعة الإماراتية، أما منطقة الأبحاث فهي ملحقة بالجامعة علي مساحة 400 فدان. بينما تقع المنطقة الصناعية علي مساحة 8 آلاف فدان، وتضم صناعة »البتروكيماويات» وصناعات الملح الجبلي، والتعدين، والصناعات التكميلية للتشييد، كما توجد منطقة صناعية علي مساحة 80 فدانًا خاصة بشركة بتروجيت للبترول، كما تضم المدينة منطقة ثقافية، بها مكتبة، ودار الأوبرا، والمركز الثقافي، وصالة المؤتمرات، والمتحف الثقافي علي مساحة 200 فدان، بجوار الطريق الساحلي، وسيكون بداخلها النصب التذكاري لذكري معركة العلمين. المنطقة التاريخية للمدينة، تضم أيضًا الفنادق التي تقع علي مساحة 3500 فدان، و»المعظمة الألمانية»، والتي يوجد بها رفات الجنود الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، وكذلك »المعظمة الإيطالية»، والمدفون بها 14 ألف جندي، وتتم سنويًا إقامة احتفالات بها، ويأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، وخصوصًا الألمان والإيطاليين. الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، زار المدينة أكثر من مرة، ووجه بالإسراع بوتيرة العمل وأمر بمضاعفة عدد العمال في منطقة ال»داون تاون»، والأوبرا، وقال مُحفزًا شركات المقاولات التي تعمل علي تنفيذ المشروع: »هناك الكثير من العمل، والشركات الجادة ستحصل علي مشروعات وفرص أكبر»، مُشددًا علي أن المصريين يسطرون تاريخًا جديدًا في المدن ال14 الجديدة، التي تُحقق التنمية بمختلف ربوع مصر، ومُشيرًا إلي أنه يُجري حاليًا تنفيذ أكثر من مدينة ساحلية مستدامة، من بينها العلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وشرق بورسعيد، وقريبًا رشيد الجديدة. وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تُسابق الزمن، لتطوير منطقة الساحل الشمالي، وتحويلها إلي مركز سياحة إقليمية علي شاطئ البحر المتوسط، من خلال تدشين وافتتاح مدينة العلمين الجديدة، والتي ستبدأ استقبال زوراها مع بداية الصيف المقبل، حيث يجري العمل علي قدم وساق للانتهاء من المنطقة الترفيهية والكورنيش، إضافة إلي رفع كفاءة منطقة مارينا العلمين المجاورة للمدينة الجديدة. الوزارة تستهدف الانتهاء من تنفيذ أكثر من 11 ألف وحدة سكنية، وجامعة العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا »جامعة العلمين الأهلية»، والمدينة التراثية، بالإضافة إلي عدد من مشروعات البنية التحتية، والمشروعات الخدمية، بمدينة العلمين الجديدة، بنهاية يونيو 2020. ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ 5 آلاف وحدة ب»الإسكان المتميز» و»سكن مصر»، و1320 وحدة بإسكان وسط المدينة، و350 وحدة بالكمبوند السكني، و4500 وحدة بالأبراج الشاطئية تضم 15 برجًا. المدينة التراثية بمدينة العلمين الجديدة، والتي تقام علي مساحة 230 فدانًا، تضم »المكتبة المتحف »ity Hall الكنيسة المسجد الحديقة المتحفية الأوبرا - الساحات المناطق الترفيهية والتجارية والاستثمارية»، بينما تضم المنطقة الترفيهية، و101 محل تجاري، وجراجا يسع 3 آلاف سيارة. المهندس عبدالمطلب ممدوح، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أكد أن نسبة تنفيذ الهيكل الخرساني بمباني المدينة التراثية، والمُقامة علي مساحة 260 فدانًا، بلغت نحو 40%، ومن المقرر تشغيلها بشكل كامل صيف 2020، ويبلغ إجمالي عدد المنشآت بالمدينة نحو 70 منشأة، وتشمل البحيرة الرئيسية، والحديقة المركزية، والمسجد، والكنيسة، والأوبرا، والمباني التجارية والفندقية في الحي القديم، ومجمع السينمات، ومن المقرر بدء تشغيلها صيف 2019، إضافة إلي المعارض، وحديقة الأطفال، ومركز تنمية المهارات، ومبني رئاسة المدينة، والحي الاستثماري، مُشيرًا إلي أن الوزارة تستهدف تنفيذ 12 ألف غرفة فندقية بالمدينة.
