العمر الافتراضي للعملة الورقية من 6 الي 8 شهور .. أما البوليمر فيمتد الي 3 سنوات الخبراء: العملة البلاستيكية يستحيل تزويرها ولاتنقل الجراثيم أو الميكروبات. ومصرفيون: نطالب بتصميم العملة كلوحة فنية تبهر العالم .. والتجربة نجحت في الكويتواستراليا وكندا الجرائم التي ترتكب على العملات النقدية، سواء الورقية منها أو المعدنية؛ أرقت كافة الأنظمة الاقتصادية في العالم، مع مرور الزمن، وتمت العشرات من الدراسات للحد من هذه الاعتداءات، ومن هذه الجرائم التي ترتكب على العملات النقدية وأشهرها هيتزييف وتزوير العملة، أو تداولها بشكل غير قانوني، أو تهريبها للخارج، أو الاعتداء عليها بكتابة عبارات الحب والتهاني، حيث تعد الكتابة على العملة الورقية من العادات السيئة التي يشتهر بها المصريون، للتهنئة في أعياد الميلاد، والسبوع أو الأفراح، كما يستخدمها العشاق في تدوين عبارات الحب الساخنة لتكون ذكرى، كل هذه الجرائم وغيرها كان يعاقب مرتكبها بأشد العقوبات،التي وصلت إلى حد وصفها بالخيانة العظمى، ويعاقب من يرتكبها بالحرق أو بقطع اليد أو بالإعدام، فالعملة تشكل السيادة النقدية لكل دولة،و التيهي جزء من السيادة الوطنية، هذا بالإضافة إلى أن هناك الكثير من العيوب أصابت العملات المتداولة حاليا بالأسواق الأمر الذى دفع البنك المركزي عن الإعلان عن النية إلى إصدار النقود البلاستيكية، حيث صرح الدكتور طارق عامر، عن إصدار نقود بلاستيكية مع حلول عام 2020، مع بدء تشغيل المطبعة الجديدة للبنك والتي سيتم افتتاحها بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفور الاعلان عن نية البنك المركزى اصدار العملات البلاستيكية آثار الجدل بالأوساط الاقتصادية والمالية، حتى وصل إلى المواطن العادي بالشارع المصري، ليطرح الاسئلة التي تواكب كل ما هو جديد.. عن ماهية النقود البلاستيكية ومميزاتها، وهل سيتم تلافى عيوب النقود الورقية، وما هو العائد من استخدامها اقتصاديًا؟ وغيرها من الاسئلة التي نجيب عليها ب "أخبار الحوادث" في هذا التحقيق. "البوليمر" أكدت معظم الدراسات التي أجريت على النقود البلاستيكية والتي يطلق عليها "البوليمر" أن كافة دول العالم تتجه خلال العقد القادم إلى استخدام النقود المصنوعة من البلاستيك لمميزاتها الكثيرة وانخفاض تكلفتها وطول فترة تداولها وعمرها الافتراضي، حيث أن النقود الورقية مكلفة للغاية ولها آثار بيئية جانبية، وبحسب تصريحات البنك المركزي المصري، فإن أول استخدام للعملات البلاستيكية في السوق المصري ستكون خلال عام 2020، وسيتم تطبيق ذلك على فئة ال 10 جنيهات، وفي حال نجاح التجربة سيتم تعميمها على جميع الفئات من النقود، لتطوير شكل العملة والمواد المستخدمة في تصنيعها، وتقليل تكلفتها، وقد بدأ استخدام النقود البلاستيكية منذ عام 1988، وتعد استراليا هي أول دولة استخدمتها على مستوى العالم، وجاءت دولة الكويت كأول دولة عربية تستخدم العملات البلاستيكية عام 2013, كما تستخدمها البرازيل واليابان والصين وإندونيسيا وسنغافورة وكندا ونيوزلندا والهند وبريطانيا وتايلاند وسيريلانكا وألمانيا.. لكن التجربة فشلت في دولة إيطاليا. الشمول المالي يقول المصرفي وليد ناجى رئيس قطاع الفروع بالبنك الكويتي الوطني: "أن بين استخدام العملات البلاستيكية نظام الشمول المالي علاقة متينة، حيث يتيح الشمول المالي فرص مناسبة لجميع فئات المجتمع لإدارة أموالهم ومدخراتهم بشكل سليم وآمن، عن طريق توفير خدمات مالية مختلفة عبر البنوك، بما يضمن عدم لجوء الأغلبية للوسائل غير الرسمية التي لا تخضع لأية رقابة وإشراف، والتي من الممكن أن تعرضهم لحالات نصب أو تفرض عليهم رسومًا مبالغًا فيها، والآن مصر على أعتاب المجلس الأعلى للمدفوعات والشمول المالي، وحتى تكون التعاملات المالية إلكترونية يجب أن تكون هناك عملة تتوافق مع هذه الأنظمة حيث تشهد ماكينات الصراف الآلي صعوبة في صرف بعض العملات الورقية، فالعملات البلاستيكية خطوة ضرورية لتحقيق الشمول المالي". ويضيف ناجى: "العملة الورقية سريعة التلف ودورة استخدامها من 6 إلى 8 شهور، الأمر الذى يسبب خسائر باقتصاد الدولة نتيجة لتلف العملة الورقية، أما العملات البلاستيكية فإن دورة استخدامها من عامين إلى ثلاثة أعوام، وتداول العملات البلاستيكية وانتاجها يقضى تماما بنسبة يمكن ان تصل الى 99% على جرائم التزوير، فنسبة تزويرها معدومة بسبب دقة التصميم والطباعة". وأكد ناجى مع تطبيق تجربة العملات البلاستيكية في مصر ونجاحها، سيضطر أصحاب المدخرات النقدية إلى إظهار هذه الأموال المكنزة لديهم لوضعها في البنوك حتى يتمكنوا من التعاملات المادية بعد الشمول المالي الذي سيجعل كل التعاملات من خلال ماكينات الصراف الآلي، بدلًا من ادخارها بالمنازل والشركات والمحلات،الأمر ر الذى ينعكس بالإيجاب على اقتصاد مصر، بدمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي. عائد ضخم يضيف الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي: "ان أسباب اللجوء إلى تجربة تلك العملات هي العيوب الناتجة من العملات الحالية، حيث هناك تالف كبير فيها بنسبة 2٪ من الناتج المحلي، الورقة تكون حاملة للفيروسات نتيجة التداول من يد ليد، العمر الافتراضي لا يتجاوز 8 شهور، وسهلة التزوير، جميع تلك العيوب تفرض علينا تغييرها بالعملة البلاستيكية، وهى ليست بلاستيكية بمعنى الكلمة، بل هي من اللدائن وهو نوع من البلاستيك سهل التشكيل، يتكون من مجموعة سلاسل من مادة "البوليمر"، وفيما يتعلق بمميزات تلك العملة الجديدة ان تلفها يتراوح من سنتين الى ثلاث سنوات، وصعبة التزوير، نتيجة أنها تتكون من أكثر من طبقة، وكل طبقة لها علامة، ونوع معين من الأكواد، الطباعة نفسها ستكون بملكية خاصة". وبسؤاله ماذا لو نجحت تلك التجربة بمصر؟، وهل دخولنا في صناعة تلك النقود أرخص وأوفر في ظل الوضع الاقتصادي الحالي؟، أجاب النحاس:" إننا إذا نجحنا نستطيع أن نضم أكثر من دولة إفريقية وأكثر من دولة عربية، فالعائد الاقتصادي الذى سيعود على مصر كبير جدا، وستكون مورد ثان بعد قناة السويس، ونحن لا نحسبها بهذا الشكل، ولكن الحساب ما هي كمية العملة المزورة في السوق حاليًا، وكمية التالف من العملة الحالية، ومدى عمر الافتراضي، وهذا سيتم تقديره فيما بعد وليس الآن، وأنا اعتقد أنه أوفر بكثير حيث خلال عمر العملة الجديدة، من الممكن تدويرها ما يقرب من 4 حتى 6 مرات". واختتم النحاس حديثه قائلًا: "أتمنى أن تنجح تلك التجربة، وأتمنى وجود تصميم لتلك العملة يجعلها كلوحة عالمية يقتنيها العالم،ف استغلال هذه العملات في الدعاية للسياحة المصرية والتاريخ الفرعوني من خلال اقتناء تصميم جديد تراثي وجذاب يسهم في زيادة الحصول على العملة خاصة من الأجانب، كما أن ذلك سيوجد استخدامًا جديدًا للعملة غير استخدامها النقدي، حيث سيقوم البعض بالاحتفاظ بها كتذكار بسبب اللوحة التشكيلية الموجودة في التصميم. استحالة التزوير يقول اللواء محسن اليمانى مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة السابق: "مما لاشك فيه أن المزورين يبتكرون أساليب جديدة لتزوير العملات، ولكن النقود البلاستيكية سيكون تزويرها صعب وفى نفس الوقت سهل اكتشاف،إذا كان هناك محض افتراض لتزوير". وبسؤاله عن كيفية تزوير العملات، قال: "يتم التزوير عن طريق الحاسب الآلي، وهو جهاز ذات ألوان، ولابد أن يأخذ موافقات معينة لكي يسجل الإنسان الدخول عليه، ويتم من خلاله تصوير النقود وطباعتها، ولكن الصعوبة تكون في نوعية الورق، فتكون مشابه لحد كبير بورق البنكنوت، فمن الصعب اكتشافها، إلا إذا ركز الشخص في سمك وجودة الورق، وجدير بالذكر أن تزوير العملة المصرية أصعب من تزوير الدولار، لأن العملة المصرية تحتوى على 14 لون، بينما الدولار لونين فقط". وعن كيفية معرفة إذا كانت النقود مزورة أم لا، أكد اليمانى أن عملية التزوير تعتمد من الأساس على عنصر المغافلة، لذلك لابد من فحص الورقة جيدًا، لكشف التزوير من خلال نوعية الورق، والعلامة المائية. واختتم اليماني حديثه مؤكدا أن هذه التجربة أكثر من رائعة، وستمنع التزوير بالفعل بنسبة كبيرة جدًا، حيث إمكانيات العملة البلاستيكية سيفوق قدرات المزورين.