بكل أريحية أعبرعن إعجابي بديناميكية أشرف عبد الباقي الذي نجح-بمفرده-في أن يتحول لمؤسسة مسرحية قائمة بذاتها، تسببت في تعرية مؤسسات مسرحية رسمية تابعة لوزارة الثقافة، كيانات رسمية عجزت عن تحقيق ما حققه بمفرده ، مؤسسات تعمل بتكلس عقلية الموظف الحكومي وروتين الوظيفة، نجاح أشرف عبد الباقي يرجع لعقلية تجارية احترافية تعرف جيدا آليات » التسويق »، عقلية فنان يعرف كيف يسوق لمنتجه الفني، أما الكسالي في دولاب الوظيفة فهم يتقاضون مرتباتهم ومكافآتهم وحوافزهم وبدلات الانتقال، ولا يعنيهم إن كان المنتج الفني الذي يتم الصرف عليه من مال الدولة إن كان سيغطي تكلفته أو لا، والمبرر تلوكه الألسنة بأن عروض الدولة لا تسعي لربح مادي إنما تسعي لتقديم الخدمة الثقافية فقط لا غير. ويطالعنا كل مدير فرقة تابعة للدولة، وكل مخرج صاحب عرض في سوق فرق الدولة، بتصريحات صحفية عن إيرادات تجاوزت المليون والثلاثة ملايين، وهذا صحيح في بعض العروض الكبيرة التي يقدمها صاحب الكاريزما يحيي الفخراني، والعروض المبهرة التي يقدمها المبدع محسن رزق لمسرح الطفل، ولكن لم يقل لنا أحد تكلفة هذه العروض لنعرف إن كانت بالفعل ربحت الملايين أم أن ما حققته لم يغط تكاليف إنتاجها، وربما تكون سببت خسارة إنتاجية ! وللأسف لقد فشل رؤساء الفرق المسرحية في تسويق تلك العروض في المحافظات، والدول العربية وفق خطة تسويق مدروسة، إنفاق بلا عائد استثماري من وراء نجاح العروض التي حققت جماهيرية كبيرة، كلها 15 يوما أو 30 ليلة ويسدل الستار ليرتفع عن عرض آخر يقف في الطابور، ولم نر مسئولا رسميا في مسرح الدولة يسعي لتسويق عروض الدولة لمؤسسة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، مثلما وقع رئيس المؤسسة تركي آل شيخ مع نجوم الفرق الخاصة، ومنهم أشرف عبد الباقي الذي تحول لمؤسسة صنعت ظاهرة عروض »مسرح مصر» التي لي معها موقف، وجدد مسرح الريحاني في شهر، بينما مسارح الدولة ظلت غارقة في الترميم لسنوات، ويسافر بنفسه لمقابلة المحافظين لينسق لتقدم ليالي بمسرحيته » جريمة في المعادي» بوجوه جديدة، لكن عقليته التسويقية التجارية لا تعرف روح الموظفين الكسالي !