هالة فاخر وبيومى فؤاد ينافسان أشرف عبد الباقى .. وسامح حسين يراهن على مسرح العرائس
محمد عبد الحميد: المسرحية الواحدة تكلف مليون ونصف المليون تقريبا وعرضها على التليفزيون أكثر ربحية
«تياترو مصر» كان نواة المسرح الشبابي والفرق الجديدة «تقلدنا»
ظهرت في السنوات الأخيرة، تجارب مسرحية جديدة أحدثت تغيراً ملحوظاً في شكل ونوع المسرح، حاولت التحرر من القيود التي يضعها مسرح الدولة مع زيادة «الإيفيه» والنِكات، لاستقطاب الجمهور والتطرق لمواضيع جادة وأحداث جارية، وتناولها بطريقة ساخرة، ولكنها أضافت ميزة مهمة وهي الجمع بين شكل المسرح التقليدي بارتياد الجمهور، لمشاهدة ما تقدمه ومسرحة التليفزيون بنقل هذه المسرحيات علي شاشات القنوات البيوت المصرية، علي شكل حلقات تليفزيونية مصورة تحمل اسماً ومضموناً مختلفين، فلم يكن التحرر مرتبطاً بشكل القالب الذي تُقدم من خلاله، بل سرعة كتابتها وفتح الباب للجمهور لمشاهدة حية علي الواقع، وتصوير المسرحية ونقلها علي الشاشة لكل بيت مصري، إضافة إلي قدرته علي سرعة تجديد مسرحياته، فيمكن لكل فرقة تقديم مسرحية جديدة كل أسبوعين تقريباً. ترصد « الأهرام العربي» تطور شكل المسرح التقليدي مع ظهور تجارب وفرق مسرحية شبابية استفادت من المزج بين استقطاب جمهور علي الأرض، وشريحة أعرض من الجمهور، بدخولها كل بيت مصري وعربي أيضاً من خلال شاشة التليفزيون، مع رصد مدي ربحية هذه النوعية من الفرق المسرحية للجهة المُنتجة.
يعتبر «تياترو مصر» أولي الفرق المسرحية التي أعادت للأذهان المسرح التليفزيوني ولكنها أضافت بعداً مهماً مرتبطاً بفتح عروضها للجمهور لمشاهدها، فأحدثت نوعاً من التطور في الشكل التقليدي لمسرح التليفزيون، قدمتها شركة «فيردي» بالتعاون مع الفنان أشرف عبد الباقي وفريقه من الشباب، وأذاعت عروضها قناة «الحياة» الفضائية، وحققت نجاحاً ملحوظاً، ولكن نشبت خلافات بين أبطال الفرقة والجهة المنتجة، وصلت لحد المحاكم، انتقل نفس فريق العمل لتكوين فرقة مسرحية جديدة بعنوان «مسرح مصر» والتي تنتجها وتذيعها قناة «MBC مصر»، بينما قام منتجو «تياترو مصر» بتكوين فريق جديد بطولة الفنان بيومي فؤاد ومجموعة من الشباب، ثم ظهرت مع بداية العام الجاري فرقة مسرحية جديدة تنتجها وتذيعها قناة «النهار» بعنوان «مسرح النهار»، ثم خرج مسرح جديد للأطفال بعنوان «مسرح مصر تينز» والتي قدم الفنان سامح حسين أولي مسرحياتها بعنوان «علي بابا» وهو أحد روافد فرقة «مسرح مصر»، وكما يجري «عبد الباقي» عمل فكرة مختلفة في محاولة لإحياء مسرح العرائس، بعدما اختفي بعد رحيل صلاح السقا، ومن المقرر أن يُقدم للأطفال بعنوان «مسرح مصر للعرائس» بنفس نجوم وأبطال فرقته، إضافة إلي تجربة تحاول أن تلقي بصيصاً من النور ينتجها التليفزيون المصري بعنوان» مسرح ماسبيرو»، ولكنها توقفت بعد عمل عدة بروفات واختيار الفريق المشارك فيها وأسباب توقفها مرتبطة بالأزمات المادية التي يمر بها اتحاد الإذاعة والتليفزيون. تحدث المنتج محمد عبد الحميد عن بداية فرقة «تياترو مصر» قائلاً:»جاءت فكرة إنشاء الفرقة منذ سبع سنوات في عام 2009، فلم نكن نعرف في هذا التوقيت المسرح الشبابي، شدتني الفكرة عندما رأيت تجربة تليفزيونية تحت عنوان «من غير مقص» للمخرج شريف عرفة والمنتج طارق نور، كانت تقدم مسرحاً تليفزيونياً، فكرت في إمكانية تطويرها، كان هدفي من هذه التجربة استقطاب مواهب شبابية وإعطائهم فرصة التمثيل المسرحي بجوار نجم معروف وذي خبرة مسرحية ينقل لهم خبرته، ويكون كقائد لهذا الفريق علي خشبة المسرح، وبالفعل تعاقدت مع مجموعة من الشباب في أول مواسم هذه التجربة، حتي أصبحوا نجوماً معروفين حالياً، فكان ل»تياترو مصر» السبق في هذا المجال، وبدأ عدد كبير من الفرق الجديدة في تقليد فكرتنا، وهذا شيء يسعدني في خروج تجارب جديدة، وأتمني أن يصبح في الفترة المقبلة المزيد من هذه التجارب المسرحية الجديدة لتحقيق إثراء في هذا الشكل المسرحي الجديد». أضاف: نعمل من خلال هذه التجارب الشبابية الجديدة علي إعادة مسرح التليفزيون والذي توقف في الثمانينيات، ولكننا أضفنا له التطوير من خلال فتح مشاهدة عروضه للجمهور، أما عن فرقة «مسرح مصر» فهو ابن «تياترو مصر» والذي خرج منه في مواسمه الأولي، وكنت أري أن نجاح الفرقة واستمراريتها ينبغي ألا تزيد علي ثلاثة مواسم، وذلك لإعطاء فرصة أخري لجيل جديد من الشباب في إظهار مواهبهم، فلذلك بعد انتهاء الموسم الثالث، الذي يقوم ببطولته الفنان بيومي فؤاد وهالة فاخر سندفع بجيل جديد للعمل بالفرقة». أما عن ربحية هذه التجربة بالنسبة له كمنتج فقال:» المسرح ليس مربحاً بالنسبة لمنتج علي أرض الواقع، وذلك لأن النجم لا يقبل الحصول علي مبلغ صغير طوال مدة عمله بالفرقة علي مدار العام، فهو يقارن ذلك بالمبغ الذي سيحصل عليه في أي عمل فني آخر سواء فيلماً أم مسلسلاً، ولكن ما يشجعه أن هذه التجربة تقدم كمسرحية تليفزيونية فيستطيع أخذ مبلغ مناسب له، وعلينا أن نؤكد لكي تنجح مثل هذه الفرق المسرحية وتستمر لأعوام كثيرة وتكون أكثر ربحاً، علي بطل المسرحية أن يعرف أن أجره يعتمد علي إيراد الشباك، وفي هذه اللحظة ستتوسع أكثر وفي حالة تصوير المسرحية تليفزيونياً يستطيع أن يأخذ مقابلاً مادياً أكبر ويكون أكثر ربحية له». أضاف:» التكلفة الإنتاجية لمثل هذه النوعية من المسرحيات، تختلف من مسرحية لأخري علي حسب الرواية نفسها والديكورات والإكسسوارات، وهي تترواح ما بين مليون لمليون ونصف المليون جنيه، وهي تشمل تكاليف كتابة الرواية وأجور شهرية للشباب المشارك والتي تصل ل 900 ألف جنيه شهرياً، في حين يتقاضي النجم أجره علي المسرحية ككل وليس شهرياً، فعلينا أن نؤكد أن التكلفة تختلف من مسرحية لأخري بناء علي اعتبارات كثيرة، والمنتج يدرس جيداً كيفية تسويقها في القنوات الفضائية وربحيتها، فمن الصعب أن ينتج مسرحية ويخسر فيها، فعلي الأقل تُغطي تكلفتها، ومن المؤكد أن عرض المسرحية في التليفزيون أكثر ربحية للمنتج من عرضها علي الشاشة». قال هشام صلاح، المسئول الإعلامي ل»مسرح مصر»: «بدأنا الموسم الجديد من «مسرح مصر» بعد عيد الفطر مباشرة، ووجدنا إقبالاً جماهيراً وبيع تذاكر المسرح في وقت خيالي، وكان إقبالاً تاريخياً علي مشاهدة العروض، وهذا شيء يُحسب للفرقة عودة الجمهور لمشاهدة العروض المسرحية علي أرض الواقع من جديد، وحين تُنقل المسرحية للتليفزيون تحظي بنسبة مشاهدة عالية، ومن الناحية الإنتاجية فتح المسرحية لعرض للجمهور أو إذاعتها علي الشاشة له إيجابيته للجهة المنتجة، ولكن من المؤكد أن تقديم العروض علي الشاشة يحقق ربحية ومكسباً أكبر، برغم أن الإقبال تاريخي علي مشاهدة عروض الفرقة علي أرض الواقع، مع بيع جميع تذاكر عروض «مسرح مصر» ولكن أشرف عبد الباقي يرفض زيادة سعر التذكرة، والتي تقسم لثلاث فئات وهي 75 و100 و150 جنيهاً، ومُتمسك بهذا القرار لتكون في متناول الجميع». أما عن فكرة تقديم مسرح للأطفال بنفس نجوم «مسرح مصر» فقال هشام صلاح عنها: «صاحب هذه الفكرة النجم أشرف عبد الباقي، رغبة منه إحياء هذا النوع من المسرح بعدما اختفي منذ الستينيات، بعد عرض « الليلة الكبيرة» للراحل صلاح السقا، وذلك لاستقطاب الأطفال والذين يمثلون قطاعاً مهماً في المجتمع، قدم النجم سامح حسين في العام الماضي ب»مسرح مصر تينز» وشاركه العمل الفنانة هدي عمار ووعد بحري ورفيق القاضي ومحمد محسن، والتي بدأها بمسرحية «علي بابا» وكانت تُعرض في الفترة الصباحية في موعد إجازة «مسرح مصر»، وهي تعتبر أحد المشروعات المسرحية للفرقة». وعن التحضير لتجربة «مسرح العرائس، أكد أن «عبد الباقي» ذهب لدولة التشيك لشهرتها بصناعة العرائس، وقام بعمل عرائس علي هيئة وجوه نجوم «مسرح مصر»، كما جاء نخبة من الخبراء من هناك لتدريب نجوم الفرقة علي تحريك العرائس، يقومون بعمل بروفات يومية للتجهيز لهذا المسرح، والمقرر أن يقدم خلال الأسابيع المقبلة بعد الانتهاء من جميع التحضيرات.