حين طلب ابو ذر الغفاري منصبا من رسول الله () كان رد الرسول:» يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيها».لم يكن وقتها علم الادارة او اختيارالمسئولين قد عرف، ولكن كان هناك مفهوم قيمي عظيم هو»الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» فاختيار القوي الامين، القادر علي تحمل المسئولية ومراقبة ومحاسبة مرؤوسيه واليقظة الدائمة والتفتيش المستمر لمكافحة اي تقصير او فساد في كل من هو تحت ولايته، كل ذلك يندرج تحت» الا من أخذها بحقها وادي الذي عليه فيها». اليوم يستسهل البعض في توليه كل من يطلب الولاية بضغط وشائج القربي او بواعث المصلحة الشخصية او الصداقة والمعرفة او ان يكون أهلا للثقة دون أن يكون محلا للكفاءة، ودون أن يدرك الاثنان الوالي والمولي مدي خطورة وتبعات ما أقدما عليه يوم العرض علي الله بأنها »يوم القيامة خزي وندامة». يظن كثيرون ان المنصب وجاهه وابهة وأموال ونفوذ،ثم يفاجأ بانه ترك كل ذلك وخرج من المنصب، ليحاسب علي ما ارتكبه من مظالم في حق العباد ادت إلي حرق البعض وغرق آخرين ومصرع كثيرين في انهيار العمارات. وبعد فوات الاوان يكتشف ان المنصب والحياة الدنيا كلها ما هي الا متاع الغرور. وتظهر خيبة البعض الذين »ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا» حين يجرون وراء مناصب غير مؤهلين لها او قادرين عليها في الاية الكريمة ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ).وابسط تعريف للامانة هي حقوق العباد وامانات الناس. فحماية النفس والعرض والمال من أعلي الامانات.فالقوي الكفء اذا تقدم اخترق والضعيف اذا تقدم احترق.