يتصارع الكثيرون على شغل المناصب، ويتناسون قول المولى عز وجل، «إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا» (الأحزاب 72)، فالأمانة فى الإسلام فضيلة ضخمة وفريضة كبري، يجب عدم الاستهانة بها، فالمناصب العامة مسئولية عظمى وهى من بين المراتب العُليا للأمانة، والاستهانة فى تسليمها لغير المؤهلين وذوات الأنفُس الضعيفة يعُد خيانة فى حق الأمة، ولقد أوصى رسول الله بالأمانة، وحذر من التفريط فى حملها، فعن أنس رضى الله عنه قال، ما خطبنا رسول الله إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»، وحينما سأل أبو ذر الرسول لماذا لا يستعمله، أجاب قائلا: (يا أبا ذر! إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزى وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها) رواه مسلم. ويتضح من سياق الحديث أن الشرطين الأساسيين لتولى وظيفة عامة، الأهلية لها، والوفاء بمتطلباتها كما ينبغي، والأمانة تقضى بأن نصطفى لشغل المناصب العامة أحسن الناس قياما بها، فإذا ملنا عنه إلى غيره، لهوى أو رشوة أو قرابة، فقد ارتكبنا بتنحية القادر، وتولية العاجز خيانة فادحة. د. رجب إسماعيل مراد أستاذ بجامعة مطروح