وكيل تعليم الوادي يستأنف جولاته لمتابعة جاهزية المدارس للعام الدراسي الجديد    وزير قطاع الأعمال ومحافظ الإسكندرية يجريان جولة بالمعمورة ويبحثان تحويلها لوجهة استثمارية مستدامة    بالصور.. طفله تحتفل بعيد ميلادها داخل مستشفى أورام الأقصر    وزير الخارجية والهجرة يشارك في جلسة حوارية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن    حركة فتح: الحملات ضد مصر تقودها أصوات مارقة تنسجم مع مشروع الاحتلال المجرم    فرنسا تطالب بوقف أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" بسبب "شبهات تمويل غير مشروع"    وزير خارجية ألمانيا: إسرائيل تواجه خطر العزلة    مقتل شخص وإصابة 11 آخرين في هجوم روسي على مدينة كراماتورسك الأوكرانية    منتخب الشباب يواجه الأهلي وديا استعدادا لكأس العالم في تشيلي    خالد الغندور يوجه رسالة بشأن زيزو ورمضان صبحي    راديو كتالونيا: ميسي سيجدد عقده مع إنتر ميامي حتى 2028    مانشستر سيتي يعلن الاستغناء عن مديره الرياضي بعد 13 عاما    مصر تتأهل لنهائي بطولة العالم لناشئي وناشئات الإسكواش بعد اكتساح إنجلترا    محافظ البحيرة تفاجئ الأسواق بدمنهور.. ضبط مخالفات وغلق محل لحوم فاسدة    محافظ القاهرة يقود حملة مفاجئة لرفع الإشغالات وغلق المقاهى المخالفة بمصر الجديدة    ماذا قالت دنيا سمير غانم عن مشاركة ابنتها كايلا بفيلم "روكي الغلابة"؟    محسن جابر يشارك في فعاليات مهرجان جرش ال 39 ويشيد بحفاوة استقبال الوفد المصري    فيديو.. أحمد كريمة: قائمة المنقولات ليست حراما.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    حكم شهادة مربي الحمام ؟.. محمد علي يوضح    جامعة أسيوط تطلق فعاليات اليوم العلمي الأول لوحدة طب المسنين وأمراض الشيخوخة    الجامعة البريطانية في مصر تسلم منحا دراسية ل15 من أوائل الثانوية العامة    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    قتل ابنه الصغير بمساعدة الكبير ومفاجآت في شهادة الأم والابنة.. تفاصيل أغرب حكم للجنايات المستأنفة ضد مزارع ونجله    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    محقق الأهداف غير الرحيم.. تعرف على أكبر نقاط القوة والضعف ل برج الجدي    تشغيل مجمعات حكومية بقرى المنيا لصرف المعاشات السبت    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «بطولة عبدالقادر!».. حقيقة عقد صفقة تبادلية بين الأهلي وبيراميدز    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    كبدك في خطر- إهمال علاج هذا المرض يصيبه بالأورام    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    الرئيس اللبناني في عيد الجيش: آلاف الانتهاكات الإسرائيلية ومئات الشهداء بعد وقف إطلاق النار    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم الرياضيات عبد الشافي عبادة الفائز بجائزة نكروما الإفريقية ل «الأخبار»:الريادة السياسية والعلمية المصرية أشرقت في أديس أبابا

50 عامًا قضاها د.عبد الشافي عبادة أستاذ الرياضيات التطبيقية بجامعة الأزهر، في محراب العلم منذ مارس 1969 وقت أن عين أستاذًا جامعيًا وحتي الآن، أنتج خلالها أكثر من 300 بحث تطبيقي.. شارك في تأسيس الجمعية المصرية للرياضيات ويتولي رئاستها حاليا، ليأتي عام 2019 بواحدة من أسعد اللحظات بتكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال توليه رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ويسلمه جائزة »نكروما»‬ العلمية الإفريقية رفيعة المستوي خلال القمة الإفريقية منذ أيام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لتتلاقي الريادة السياسية المصرية للقارة السمراء مع الريادة العلمية لواحد من أبنائها هو د.عبادة الذي يصفه تلاميذه ب »‬مصطفي مشرفة الثاني».
داخل مكتبه المتواضع بقسم الرياضيات لكلية العلوم جامعة الأزهر، يجلس د.عبادة يستقبل يوميًا طلاب البكالوريوس الدراسات العليا محاولين أن ينهلوا من علمه الكثير، في مضمار علوم الرياضيات، ويقدم العالم الجليل كل خبرته لهم، »‬الأخبار» حاورته عن مسيرته العلمية، وكواليس حصوله علي الدكتوراه في سن 25 عامًا رغم عدم حصوله علي الماجستير، والطالب »‬عمر» الذي كشف نبوغه وساعده في الوصول للعالمية، ونصيحته للباحثين في سباق العلم.
نشرت 300 بحث عالمي.. وحصلت علي الدكتوراه دون ماجيستير
العقبات الإدارية تدفن النابغين.. ويجب التعلم من قصة العبقري »‬عمر عثمان»
القانون يعامل الجمعيات العلمية مثل »‬دفن الموتي» ونطالب بتبعيتها للبحث العلمي
• كيف استقبلت خبر فوزك بجائزة »‬نكروما» عن مجمل أبحاثك العلمية؟
- تم إبلاغي يوم 18 يناير بحصولي علي الجائزة بعد اجتماع اللجنة الخاصة بها، ولم أحدث أحدا بهذا علي الإطلاق، حتي اتصلت بي وزارة الخارجية المصرية أول فبراير وأكدت علي حضوري لأديس أبابا عاصمة إثيوبيا يوم 10 فبراير الماضي لاستلام الجائزة.
• ماذا قال لك الرئيس السيسي خلال تسليمك جائزة نكروما في القمة الإفريقية بأديس أبابا؟
- الرئيس هنأني علي الجائزة ووجهت له الشكر، ومن حسن الطالع في القمة الإفريقية التي شهدت تلاقي ريادة مصر السياسية للاتحاد الإفريقي ممثلة في تولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي، وتكون الريادة العلمية لواحد من أبناء مصر بحصولي علي جائزة »‬نكروما».
• ما أهم الجوائز التي حصلت عليها؟
- حصلت عام 2005 علي جائزة الدولة التقديرية، وفي عام 2008 حصلت علي جائزة أوزفير الدولية، وجائزة النيل عام 2012، ووسام الفنون عام 2014.
منظومة تعاون
• كيف تري ضرورة وجود تعاون علمي علي مستوي القارة الإفريقية؟
- حتي الآن لم أشهد وجود منظومة في التعاون العلمي علي مستوي الجامعات والمراكز البحثية الإفريقية، وغالبا التعاون يتم عن طريق أشخاص مع بعضهم.
• هل تعاونت سابقا مع جامعات إفريقية أو نفذت برامج بحثية مع مراكز علمية إفريقية في مجال الرياضيات التطبيقية ؟
- للأسف لم يحدث، لكن يوجد تعاون محدود بين الدول العربية الإفريقية، ونحتاج لدفع التعاون العلمي مع دول القارة السمراء.
مسيرة علمية طويلة بدايتها من جامعة أسيوط.. كيف بدأت الرحلة؟
- حصلت علي بكالوريوس العلوم من جامعة أسيوط عام 1962، وكنت ضمن الدفعة الثانية التي تخرجت من الكلية، ثم بعد ذلك تم تعييني معيداً بالكلية وخلال تلك الفترة تقدمت لبعثة تابعة لجامعة الأزهر من خلال إعلان بالجرائد، وتم قبولي وقبل السفر درست بجامعة الأزهر ولمدة 6 أشهر العلوم الدينية والإسلامية والفقه والقرآن والرد علي الشبهات باللغة الإنجليزية وغيرها، وبعد ذلك سافرت ضمن البعثة لدراسة الرياضيات في انجلترا بجامعة مانشستر عام 1964، ونجحت في الحصول علي الدكتوراة عام 1967.
سافرت إلي انجلترا لدراسة الماجستير إلا أنك حصلت علي الدكتوراة في 3 سنوات فقط.. كيف ذلك؟
- أنا بالفعل قمت بالتسجيل في منحة الماجيستير الخارجية بجامعة الأزهر رغم أنني خريج جامعة أسيوط، وكان ذلك متاحا في السابق، وبالفعل سافرت إلي انجلترا، ولكن الأساتذة في جامعة مانشستر رأوا أن موضوع بحثي وقدراتي تستحق أن يرتفع للتسجيل إلي الدكتوراة بشكل مباشر، وبالفعل حصلت علي درجة الدكتوراة بعد 3 سنوات فقط وكان عمري 25 عاما، في موضوع يختص بالرياضيات والفيزياء في مجال البصريات دون الحصول علي درجة الماجيستير.
وماذا بعد نجاحك في الحصول علي الدكتوراة؟
- ظللت في انجلترا حتي يونيو 1968، لأن اللوائح ترفض عملي بالتدريس إلا بعد مرور 6 سنوات من تاريخ تخرجي من جامعة أسيوط عام 62، واجهت أزمة جديدة في جامعة الأزهر لأنهم لم يعلموا كيفية التصرف قانوناً لتعيين العائدين من البعثة، هل ينشرون إعلانا للتعيين أم لا؟، وظللت 9 أشهر انتظر حتي تم تعييني في قسم الرياضيات التابع لكلية الهندسة جامعة الأزهر، ثم انتقلت لكلية العلوم وأسست مع زملائي قسم الرياضيات بها.
كيف تري رحلتك العلمية والتدريسية حتي الآن؟
- الحمد لله أنا أقوم بالتدريس منذ نصف قرن، حيث تم تعييني مدرسا منذ مارس 1969 وأقوم بالتدريس حتي الآن في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا، ونشرت العديد من البحوث في المجالات العلمية الدولية تعدت 300 بحث، وكنت ضمن الأساتذة الذين وضعوا حجر الأساس لقسم الرياضيات بالجامعة، وشاركت في تأسيس جمعية الرياضيات المصرية وحاليا أنا رئيسها.
هل حاول أحد تطبيق أبحاثك في مجال الرياضيات لخدمة الصناعة والإنتاج وغيرهما من المجالات؟
- الرياضيات هي أساس العلوم فتستخدم في الفيزياء والكيمياء والبيولوجي وغيرها من العلوم، وهي العصب الذي تبني عليه العلوم الأخري في كافة المجالات.
وما هي أبرز التطورات التي يشهدها مجال الرياضيات؟
- المجال الذي يعمل عليه الأساتذة الآن هو الانتقال من مجال البصريات إلي مجال المعلومات الكمية والحاسوب الكمي، وهو مجال لو تم تطبيقه سيحدث طفرة في مجال التكنولوجيا والحواسيب وإنتاج أجهزة بإمكانيات أسرع وأقوي، من خلال وضع خوارزميات جديدة بناء علي نظريات الكم وهو ما نعمل عليها حالياً من خلال ميكانيكا الكم.
الجمعيات العلمية
الجمعيات العلمية كان لها دور مهم ولكنها تعاني حالياً من المشاكل.. كيف تري ذلك؟
- المشكلة أن الجمعيات العلمية يتم التعامل معها من خلال وزارة التضامن مثل أي جمعية أهلية، ونتساوي مع جمعية دفن الموتي والجمعيات الأخري من الناحية الإدارية، ولكن الجمعيات العلمية يجب أن يكون لها شخصية مختلفة وتتبع جهات علمية مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مثل جمعيات الإسكان التي تتبع وزارة الإسكان، لذلك يجب أن يتم التعامل مع الجمعيات العلمية بخصوصية فجميع أعضائها من العلميين وتهدف لتعزيز دور العلم والبحث العلمي، فتضم جمعية الرياضيات المصرية 700 عضو تقريباً جميعهم حاصلون علي درجة الدكتوراة وهناك أعضاء منتسبون مازالوا لم يحصلوا علي الدكتوراة.
ما هو النشاط العلمي الذي تقوم به جمعية الرياضيات المصرية؟
- تصدر الجمعية مجلة علمية منذ عام 1992، وتحكم دولياً من مؤسسات دولية مثل مؤسسة إلزفير التي كنا نعمل معها وحالياً نعمل مع مؤسسة شبرنجر الألمانية، كما نشارك في مؤتمرات اليوم الواحد بالجامعات المصرية في مجال بحوث الرياضيات ونقدم الدعم العلمي للدارسين، بالإضافة لتقديم بعض مصاريف الانتقال للمعيدين لعرض أبحاثهم في المؤتمر بسبب ظروف بعضهم المادية، كما أسست الجمعية جوائز لأحسن رسائل ماجيستير ودكتوراة بشرط أن تكون تحت إشرف مصري كامل ومنشورة في مجلات دولية، وكان لنا السبق في تأسيس تلك الجوائز والتي تبعنا فيها عدد من الجامعات.
لماذا تعاني الجمعيات العلمية حاليًا في ضعف ميزانيتها رغم قيادتها حركة البحث العلمي خلال سنوات سابقة ووصلت للعالمية؟
- بالفعل الجمعيات العلمية التي شهدت في عقود سابقة حركة بحث علمي كبيرة جدا، تراجعت حاليا بسبب ضعف ميزانيتها وعدم وجود دعم لها، وخير مثال علي ذلك جمعية الفيزياء والرياضيات التي أسسها الدكتور مصطفي مشرفة كان لها إنتاج علمي كبير، وبعدها شاركت في تأسيس جمعية الرياضيات وفصلها عن الفيزياء، ونسعي للحفاظ علي مسارنا العلمي الصحيح.
المدارس العلمية
وهل هناك دور للجمعية في اكتشاف النوابغ؟
- نحاول جاهدين اكتشاف النوابغ في مجال الرياضيات، وأنشأنا مدرستين صيفيتين عام 2009 في جامعتي القاهرة وعين شمس، وفي عام 2010 نظمنا معسكرا علميا في مدينة دهب واصطحبنا الطلاب في رحلة علمية ومحاضرات.
اكتشفت طالبًا نابغًا وساعدته للوصول إلي العالمية ما هي قصته؟
- بالفعل ساهمت الجمعية من خلال إحدي المدارس العلمية التي نفذتها، في اكتشاف الشاب عمر عثمان وكان طالباً في المرحلة الإعدادية واستطاع أن ينهي مناهج الجامعة، وأوصيت بسفره إلي فرنسا بعد ترشيح مني، ونجح في الحصول علي الدكتوراة من جامعة جرونوبل في فرنسا العام الماضي وعمره 22 عاماً وهو لم يحصل علي الثانوية العامة المصرية بسبب صعوبة تسجيله بالجامعة بسبب القوانين واللوائح التي لا تسمح بتعدي السنوات الدراسية حتي وإن كان الطفل عبقريا.
علي مدار 50 عامًا خلال عملك في تعلم وتعليم الرياضيات، هل أشرفت علي بحث غير ثوابت علمية ؟
- بالفعل سأحكي قصة لا أنساها، بدأت عام 1983، حضرت فعاليات مدرسة علمية شتوية في »‬تريستا» بإيطاليا، عن الرياضيات والفيزياء، وفي العام الذي تلاه، اتصل بي أحد تلاميذي د.محمد حلمي مهران، وكان معي في الفعاليات بإيطاليا وأرسل لي بحثا، يشك أن تطبيقاته بها خطأ، لكنه لا يعرف ما هو، وعكفت علي دراستها وكانت النتائج كبيرة فتحت آفاقا علمية علي مستوي العالم، وكان البحث يتحدث عن مستويين فقط للطاقة في الذرة، يمكن استخدامهما في الإثارة، وبعد جهد كبير اكتشفنا أن الذرة يمكن إثارة مستويات طاقة متعددة تتخطي 10 مستويات، وهو ما منحنا نتائج مختلفة تماما.
سيادتكم أثرت موضوعًا مهمًا جدًا وهو مدارس الرياضيات فمتي تعود؟
- الجمعيات العلمية المصرية علي مدار سنوات سابقة، نفذت مدارس الرياضيات وهي ليست مدارس بالمعني التقليدي، ولكنها أشبه بتجمعات علمية للطلاب، يتم عرض أبحاث علمية ومناقشتها وتبادل الخبرات من خلالها وتحفيز الطلاب في اتجاه البحث العلمي، إلا أن ضعف ميزانيات الجمعيات أدي لضعف قدرتها علي عقد المدارس العلمية.
هل تري أننا نفتقد لمسارات اكتشاف النابغين في الرياضيات والعلوم؟
- بالفعل، اكتشافنا للمتميزين والنابغين لا يتم بطريقة منهجية وغالبها صدفة بحتة، والتعقيدات الإدارية في مجال البحث العلمي تعرقل ظهور النابغين، في حين أن الدول المتقدمة تفتح الطريق أمام المتميزين وخير دليل علي ذلك أنني ذهبت إلي انجلترا لأحصل علي الماجيستير، ولاحظ الدكتور المسئول عن دراستي مدي تفوقي فنقلني للدكتوراه وحصلت عليها بعد 3 سنوات فقط وعمري 25 عاما، فأنا لم أحصل علي الماجيستير.
كيف نعيد المدارس العلمية للقيام بدور فعال في مجال تحفيز الطلاب علي البحث العلمي؟
- نحن نحتاج وجودها بشدة لأن نهضة أي بلد تقوم علي العلم والعلماء، إلا أنها تتكلف مبالغ كبيرة تحتاج دعما من المجتمع المدني وليس مؤسسات الدولة فقط.
كيف تري الفرق بين التعليم حاليًا في المدرسة والجامعة وبين التعليم زمان؟
- »‬ياريت نرجع للتعليم زمان»، ولو ذهبت حاليا لأي مدرسة ثانوية لن تجد بها طلابا، ويعتمدون علي الدروس الخصوصية، أما التعليم سابقا كان الطلاب يبحثون عن التعليم وليس تحصيل الدرجات، وكان المعلم قامة علمية كبيرة، مثقفا ومجتهدا في عمله، وكانت طريقة تعيين المعلم سابقا أن يكون خريج كلية أساسية مثل العلوم والهندسة والآداب، ثم يأخذ دراسة عام أو عامين في كليات التربية لتأهيله للتدريس، بالإضافة لوجود حركة علمية كبيرة في ذلك الوقت.
النماذج المشرفة
ما الذي ينقص المدارس والجامعات لاستعادة دورها العلمي؟
- أري أنه يجب التركيز علي البحث والتجارب والتطبيق في التعليم، وللأسف أصدم بعدد طلاب الأدبي الكبير مقابل العلمي في الثانوية العامة، وهو اتجاه يقوض فرص إنتاج العلم.
كيف تري تجربة وزارة التعليم بإنشاء مدارس »‬ستيم» للعلوم والرياضيات ؟
- سمعت عن هذه المدارس وأنها أخرجت عددا من الدفعات ودخلوا الجامعات، ولكن لم أسمع بهم بعد ذلك، ولا أري نتائج للفكرة التي تأسست عليها.
بعد 50 عامًا من التدريس ما الذي تريد تحقيقه حاليا؟
- أريد أن أري شبابا مقبلا بروح وتفانٍ علي التعلم والعلم، يريد أن يحقق ذاته من خلال البحث والتطبيق، ولديه تركيز أفضل من الحالي ويتعلم من النماذج المشرفة لأبناء وطنه ويحذو حذوهم في التقدم والرقي، ولدي خبرة أريد نقلها إلي طلابي وتلاميذي.
ما الفرق بين شباب جيلك والحالي؟
- ضعف التركيز هو آفة الشباب حاليا والسعي للمكاسب دون تحمل مشقات الطريق، وجيلي كان أكثر صبرا في بحثه عن العلم، والتعلم دون كلل أو ملل، خاصة في مجال البحث العلمي الذي يحتاج صبرا شديدا لتحقيق المنطق.
ما الذي تنصح به الشباب والباحثين؟
- أنصحهم بالصبر والمثابرة علي تحقيق النتائج، وتحمل الصعاب والصمود في وجه الإخفاقات حتي يحققوا أهدافهم، والتعلم مدي الحياة بلا توقف، لأن البحث العلمي يحتاج جهدا كبيرا للوصول إلي النتائج المطلوبة.
الدوريات العلمية
ما هو رأيك في أن الدوريات العلمية المصرية دائما متهمة بالمحلية ولا ترتقي للعالمية؟
- يجب ألا ننكر بأن لدينا دوريات علمية مهمة وتصل للعالمية، ومنها الدورية العلمية التي تنتجها جمعية الرياضيات التي أترأسها، وتتم بالتعاون مع مؤسسة شبرنجر العلمية الدولية الألمانية حاليا وكنا نتعاون سابقا مع مؤسسة هولندية متواجدة في كل دول العالم، وأبحاثنا يتم تحكيمها من خبراء دوليين وتنشر علي منصة الدوريات العلمية، ولكن يمكن القول إن إنتاجنا البحثي قليل، ويحتاج دفعة للأمام لزيادة الباحثين ودعم جهودهم.
هل تتعاونون مع بنك المعرفة المصري؟
- بالفعل كل دورياتنا العلمية تنشر علي بنك المعرفة المصري، الذي يضم إنتاجا علميا وبحثيا كبيرا جدا.
تلاميذك يحبون أن ينادوك »‬مصطفي مشرفة الثاني» فهل تحب هذا اللقب؟
- أنا أحب د.مصطفي مشرفة، وأري نفسي بعيدا عن إنجازه وقيمته العلمية الكبيرة، ولم ألتق به لأنه توفي وأنا طفل صغير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.