رحل عن عالمنا أمس الدكتور علي حلمي احمد موسي رائد الفيزياء النظرية والحاصل علي جائزة الملك فيصل العالمية وعضو مجمع اللغة العربية وعضو الجمعية البريطانية للفيزياء والمجمع العلمي المصري رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة عين شمس سابقا وُلِد البروفيسور علي حلمي أحمد موسى سنة 1352ه/1933م في مدينة الإسكندرية في مصر. وحصل على البكالوريوس الخاصة في الرياضيات بامتياز من جامعة عين شمس في القاهرة، والدكتوراه في الفيزياء الرياضية من جامعة لندن بالمملكة المتحدة. وامتدت مسيرته الأكاديمية نحو خمسين سنة، تَدرَّج خلالها في الرتب الأكاديمية حتى أصبح أستاذاً منذ سنة 1393ه/1973م. وقام بتدريس الفيزياء النظرية في جامعات عين شمس والجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وجامعة الكويت، وجامعة الملك عبد العزيز في جدَّة، كما أشرف على العديد من طلاب الدكتوراه وأنشأ، عام 1384ه/1964م، وحدة بحوث الفيزياء الذرية النظرية، عام 1415ه/1995م وحدة استخدام الوسائط المتعددة في طرق تدريس الفيزياء، كما قاد فريقاً بحثياً للكشف عن الآثار باستخدام التقانات المتقدِّمة، وتَمكَّن من اكتشاف فجوات في تمثال "أبي الهول". ورأس الفريق البحثي لمشروع اليونسكو لبرمجيات تعليم الفيزياء في الجامعات العربية. وهو، حالياً، أستاذ الفيزياء غير المتفرِّغ في كلية العلوم في جامعة عين شمس. وبحسب موقع جائزة الملك فيصل "أدرك البروفيسور موسى منذ وقت مُبكِّر أَهمِّية الدراسات الحاسوبية في خدمة اللغة العربية. وكانت له إسهامات رائدة في توظيف الحاسب الآلي في خدمة هذه اللغة منذ وقت مُبكِّر من ظهور الحوسبة وعلومها؛ فَتحقَّق له بذلك فضل الريادة في هذا المجال، وصارت أعماله مثلاً يُحتذَى به منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي. وقد نُشِر له نحو سبعين بحثاً علمياً في مجال تَخصُّصه وشارك في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية. كما نُشر له عدة بحوث وخمسة كتب في اللغويات الحاسوبية وفي طليعتها: ألفاظ القرآن الكريم – دراسة عملية تكنولوجية الذي ضَمَّنه العديد من الأرقام والإحصاءات والجداول، ومنها إحصاء ألفاظ القرآن وفقاً للحرف الأول منها وعدد حروفها، وإحصاء أسماء الأعلام والأقوام والأماكن، وإحصاءات الألفاظ المشتقة من جذور ثلاثية وغير ثلاثية، وإحصاءات لفظ الجلالة وأسماء الله الحسنى؛ وبَيَّن من خلال كتابه نماذج من الإعجاز البلاغي المذهل في القرآن الكريم". ولقد أجرى البروفيسور علي حلمي موسى دراسات إحصائية عديدة أخرى باستخدام الحاسوب لجذور معجم الصِّحاح؛ وجذور مفردات اللغة العربية من جزأين: الجذور الثُلاثية والجذور غير الثُلاثية، وجذور معجم تاج العروس، وجذور معجم لسان العرب. وقد شملت إسهاماته في المؤتمرات الدولية عدداً من الموضوعات المهمة مثل: "انتروبيا اللغة العربية"؛ و "ضغط النصوص العربية باستخدام التشفير الرياضي"؛ و"مكنز للعربية القياسية الحديثة"؛ و "الحوسبة والإحصاء اللغوي"؛ و"نموذج رياضي للتنبؤ الآلي لحركات التشكيل في اللغة العربية". وقد نال البروفيسور موسى تقدير الأوساط العلمية داخلياً وخارجياً وحصل على عدد من الجوائز العلمية بينها جائزة أمين لطفي (جائزة الدولة) في الفيزياء، عام 1384ه/1964م، وجائزة الدولة التشجيعية في الفيزياء، عام 1395ه/1974م، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1396ه/1976م من جمهورية مصر العربية، وجائزة الإبداع العلمي في العلوم التكنولوجية المتقدِّمة من البنك الأهلي المصري، عام 1420ه/2000م، ومنحة فولبرايت، كما اختير رئيساً للاتحاد العالمي لحوسبة اللغة العربية، الذي تَأسَّس في هولندا سنة 1413ه/1993م. وهو عضو في مجمع اللغة العربية، والمجمع العلمي المصري، والمجمع المصري للثقافة العلمية، والجمعية الفيزيائية البريطانية، والجمعية المصرية للحاسب الآلي، ومجلس بحوث العلوم الفيزيائية والرياضية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر، وجمعية الباجواش العالمية للعلوم والمشكلات الدولية. وهو زميل المجمع الفيزيائي البريطاني، وعضو، أو عضو سابق ، في مجالس إدارات الجمعية المصرية الفيزيائية، والجمعية المصرية لتاريخ وفلسفة العلوم، واللجنة القومية للفيزياء البحتة والتطبيقية، ومجلس إدارة مركز بحوث المواصلات. من جانبها، نعت د. وفاء كامل عضو مجمع اللغة، عبر صفحتها على شبكة "فيس بوك" العالم الراحل، مؤكدة أنه من نوابغ علماء مصر والعالم العربي فكان أول من أدخل الحاسوب (الكمبيوتر) في دراسة اللغة العربية في سبعينيات القرن الماضي، ونقل خبرته وعلمه إلى مجموعة من شباب الباحثين من المعيدين والمدرسين المساعدين بجامعة القاهرة.. كانت هي ضمنهم.