■ الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله سؤال واحد تكرر في عناوين التقارير العبرية علي اختلاف توجهاتها السياسية خلال الأسبوع الماضي: أين اختفي حسن نصر الله؟ كانت الملاحظة المهمة التي طرحت السؤال لدي الأوساط السياسية الإسرائيلية وانتقلت منها إلي وسائل الإعلام هي غياب الأمين العام لحزب الله عن الصورة الإعلامية صوتاً وصورة لمدة تربو عن الشهرين رغم وقوع أحداث جسام كانت تستدعي في الحالات العادية - وكما هو معهود منه - ظهوره وتعليقه ولو في رسالة صوتية. وعلي غير العادة صمت إزاء عملية تدمير أنفاق حزب الله التي قامت بها إسرائيل مؤخراً. ورصدت التقارير الإسرائيلية أن آخر ظهور علني لنصر الله كان أثناء خطابه الذي ألقاه في 10 نوفمبر الماضي محذراً إسرائيل من أن حزب الله سوف يهاجمها بكل ما أوتي من قوة إذا تعرض الحزب لأي عدوان من جيش الاحتلال، وأنه لم ينطق بكلمة منذ انطلقت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي أطلقوا عليها عملية درع الشمال واستهدفت تحديد مواقع وتحييد الأنفاق المبنية علي طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية قبل شهر ونصف تقريباً. كما انه لم يعلق علي الهجمات الإسرائيلية علي اهداف تابعة للحزب وإيران في سوريا. ولم يبد رأياً في مسألة سحب القوات الأمريكية من سوريا. حتي في ظل الأزمة السياسية الداخلية التي تعاني منها لبنان لم يسمع له صوت. سادت الهمهمات عن سبب صمت حسن نصر الله، وامتلأت الصحف الإسرائيلية بالكثير من التخمينات المنقولة عن صحف غربية أو مراسلين من منتقدي نصر الله مثل ما نشره الصحفي اللبناني المقيم بالسويد چيري ماهر نقلا عن مصدر استخباراتي ان زعيم حزب الله احتجز في مستشفي ببيروت إثر إصابته بأزمة قلبية أو ما رددته صحف مختلفة انه سافر سراً إلي إيران للعلاج بعد انتشار مرض السرطان في جسده لا سيما انه خضع للعلاج من السرطان سابقاً في 2013. ونشرت بعض الصحف اللبنانية انه خضع لجراحة بالقلب وذكرت صحف أخري أن الجراحة بالمخ. وكان موقع »الكلمة» الإلكتروني التابع للزعيم الإيراني المعارض مير _ حسين موسوي خاميني قد نشر في أعقاب نشر خبر مرض نصر الله انه أجري محادثات مع كبار مسؤولين سياسيين وأمنيين في طهران لكن الموقع رفع هذا الخبر بعد بضع ساعات دون ابداء أسباب. وذلك وفق ما كتبته سمادار پيري المتخصصة المخضرمة في الشؤون العربية في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت وأضافت تعليقاً أن صمت الصحافة اللبنانية عن مصير نصر الله أضاف غموضاً علي الغموض السائد. تكرار السؤال وتعدد التقارير التي تحاول الإجابة عنه، وتناثر أخبار متباينة عن صحة الأمين العام لحزب الله في أسبوع واحد في الحملة الإعلامية الإسرائيلية المكثفة حول مصير نصر الله عكس اهتمام الدوائر السياسية في تل أبيب، وأعطي تزامن الأخبار والتقارير المتواترة وكثافة الشائعات انطباعًا بأن تلك الحملة موجهة استخباريًا للضغط المعنوي علي زعيم حزب الله كي يظهر. يبدو ان هذه الحملة أتت ثمارها ولو بشكل جزئي فقد أذاعت قناة »العالم» التليفزيونية الإيرانية تسجيلاً صوتيًا لنصر الله نفي فيه الشائعات التي يروجونها عن تدهور حالته الصحية، كما نفي تلقيه أي علاج للسرطان. وأكد ان حالته الصحية جيدة وردد الآية القرآنية » قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا» وأضاف أن هذه الشائعات تأتي في سياق الحرب النفسية المقصود بها إضعاف معنويات حزب الله. رغم ظهور التسجيل الصوتي ماتزال حقيقة الوضع الصحي لنصر الله غامضة وتثير التكهنات في إسرائيل لا سيما انه لم يظهر بشخصه في تسجيل مصور.