ما حدث في شارع محور الطوارئ والذي كان يطلق عليه قديما منطقة غرب الرشاح يفوق كل المعجزات التي يمكن أن يصدقها عقل. الإعجاز في الأمر يعود إلي أنه كيف يمكن لبؤرة تلوث بيئي وبصري امتدت في عمر الزمن لحوالي مائة عام منذ حفرها الإنجليز كمصرف لأمطار القاهرة وبطول 9 كيلو مترات أن تتحول في شهور قليلة لمحور مروري مواز لشارع جسر السويس بتكلفة تزيد علي 2 مليار جنيه؟! . دون مبالغة فقد أضحت ضفتا هذا المصرف العشوائي طوال هذه العقود ملاذا آمنا لكل أصناف العشوائيات، جبال شاهقة من القمامة والقاذورات علت في بعض الأحيان طول المباني التي اغتصبت عنوة من أراضي الدولة دون وجه حق، جرت مياه هذا المصرف الملعون حاملة كل ألوان المرض والعدوي وظل هذا المكان المنكوب لسنوات طويلة مسرحا لكل أنواع التجارة الحرام ومرتعا لكل الفارين من العدالة والمجرمين. ظلال كئيبة ورتوش سوداء بدأت تظهر في الصورة الحضارية لمحور الطوارئ الذي لم ينته العمل به حتي الآن فكل هذه الأموال الطائلة التي أنفقت والجهود الخارقة التي بذلت لرفع ملايين الأطنان من المخلفات مهددة بالضياع وذلك بسبب تقاعس حي السلام ورئيسه اللواء خالد شحاتة عن وضع بضعة صناديق قمامة حتي لا يضطر أهالي المنطقة إلي إلقائها علي جانبي محور ترعة الطوارئ!! أكوام الزبالة عادت للظهور وعاد معها جامعو القمامة ينتشرون حول هذه الأكوام وكأنها مقلب عمومي وتباري أصحاب المصانع ومحلات عصير القصب والدواجن لإلقاء مخلفاتهم علي ضفتي المحور دون أن يجدوا من يتصدي لهم أو يردعهم!! والحقيقة العاجلة أن محور الطوارئ في حاجة إلي حالة طوارئ لإنقاذه قبل فوات الأوان. تدور الأزمنة وتتغير الأنظمة وفي مصر لا تتغير أبدا المحليات بفشلها وتقاعسها وتظل دائما الحلقة الأضعف التي يمكن أن ينفذ منها فيروسات الدمار والانهيار لكل محاولات النهوض والتطوير!!