في الشتاء يدرك كل قاس أن البرودة قاسية.. لم تنهمر الأمطار بغزارة، ولكن الصقيع اربك الشوارع، أقفل المتاجر.. الكل مسرعاً باحثاً عمّا يحميه من شدة الرياح، الأطفال هربوا لبيوتهم احتماءً من البرد القارص.. غلقت الأبواب وأحكم الجميع إغلاق النوافذ.. وبقيت مني الششتاوي 65 عاما والتي توفيت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية امام ديوان محافظة الغربية، شهيدة الصقيع كانت تقوم بالشحاذة في شوارع المحافظة، وعندما تناقلت السوشيال ميديا خبر وفاتها بسبب البرد حدثت موجة من ردود الفعل الغاضبة ولكن هل تحرك أحد؟ أمثال »شهيدة الصقيع» كثيرون.. تجدهم يجلسون اسفل الكباري، ينامون بجانب الكلاب الضالة التي تعطيهم الدفء والطمأنينة بعد ان انشغل عنهم الإنسان.. نعم انشغلنا عنهم بسبب ظروف الحياة ولكنها جريمة انسانية واخلاقية في حقنا نحن المصريين...ففي كل دول العالم هناك مشردون يبيتون في الشوارع لكنهم يجدون أغطية تقيهم وطعاما يبقيهم وقلوبا تؤويهم عن طريق مبادرات عديدة.. ونحن ايضا يجب علينا عمل مبادرات مماثلة تزامنًا مع موسم الشتاء والبرد والصقيع ؛ يشارك فيها المصريون والحكومة والمجتمع المدني تعزيزا لثقافة العمل الإنساني.. أعرف جيدا ان المصريين لايزالوا بخير والحمد لله علي الرغم من ظروفهم الاقتصادية الصعبة فهم أهل شهامة وإحسان.. وعليهم الالتفاف حول هذه المبادرات ودعمها، ومساندتها حتي ولو بدأ كل فرد منا بنفسه.. فاذا أدي كل منا دوره فسنشعر بالطمأنينة وسنتأكد بان هناك ربا لن يضيعنا.. انظروا اليهم جيدا وساعدوهم فامثال هؤلاء تعايشوا فيها وعاشوا علي أمل التفاتات إنسانية وقلب كبير يحميهم من صقيع الشتاء المميت.