في بساطة مطلقة وقف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس الماضي بالجامعة الأمريكية في القاهرة ليقول بأن بلاده هي قوة خير في منطقة الشرق الأوسط وبأنها أبداً لم تكن قوة احتلال ومضي وزير خارجية البلد الأشد عدوانية وإجراماً في التاريخ الإنساني في خطابه الذي ظن علي ما يبدو أن إلقاءه من القاهرة سيضفي عليه مصداقية ما ليشرح كيف وقفت الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب، وليحدد لنا وللعالم كيف علينا أن نتعامل مع قضايا منطقتنا ومع من نتعامل ومن لا ينبغي لنا التعامل معهم. هكذا وفي بجاحة وقحة يريد منا »بومبيو» أن نغفل تاريخنا القريب وحتي حاضرنا بكل ما يحفلا به من حروب عدوانية شنتها بلاده خارج كل أطر الشرعية الدولية والأعراف الإنسانية ونواميس العلاقات بين الدول ومن دون مبرر علي بلادنا من ليبيا إلي السودان والصومال واليمن والحرب العدوانية المدمرة الأوسع في العراق والتي انتهت باحتلال بلاد الرافدين وتمزيقها إلي عدوان واحتلال بعده قائم علي الأرض السورية، وأن نعتبر كل الدمار والموت الذي نشرته بلاده في أراضينا وبين ظهرانينا هو من باب الخير الأمريكي علي منطقتنا!! والحق اني لا أعرف من أين يأتي المسئولون بالإدارات الأمريكية والغربيون عموماً بهذه القدرة العجيبة علي الاستهبال، ولا ما الذي يدفعهم إلي الظن بقدرتهم علي استغفالنا واستكرادنا إلي الحد الذي ننسي معه دماء شعوبنا التي سالت وبعدها تسيل ولا بلادنا الكريمة التي تحولت الي خراب بفعل حروبهم العدوانية علينا. ربما كان السبب هو تعاون واشتراك جانب من دول المنطقة مع الولاياتالمتحدة وحلفائها في هذه الحروب، وصمت باقي بلادنا علي كل ما اقترفته القوي المتجبرة الأشد بطشاً في العالم، وربما كانت الصفاقة والبجاحة في الكذب وتزييف الحقائق هي جبلتهم التي فطروا عليها والأرجح أن تكون الأسباب هذه مجتمعة وغيرها مما هو أحط ويتحكم بالعلاقات الدولية في عالمنا اليوم، هي ما يسرت لبومبيو الجهر بكل الإفك الذي قال ومن القاهرة قلب الأمة العربية. وليست فقط أكاذيب وزير الخارجية الأمريكي هي ما استرعي الانتباه في خطبته بقاعة صغيرة مغلقة في جامعة تحمل مسمي بلاده، وإنما أن هذا المأفون لم يراع قواعد الدبلوماسية وأعلن من أرضنا مواقف عدائية تجاه سوريا التي هدد بأن ترامب علي استعداد لتنفيذ عمليات عسكرية بها مجدداً، وتجاه إيران التي طالب العالم بعدم التعاون مع نظامها والمشاركة بتنفيذ العقوبات الأمريكية ضدها ومحاربتها وزاد بذكر حزب الله اللبناني الذي قال إن قوته كبيرة وهو ما لا تقبل به بلاده التي ستعمل مع إسرائيل للقضاء علي ترسانته.. وإلي ذلك راح ليبشر بأهمية التطبيع بين العرب والكيان الصهيوني.. داعياً إلي ما وصفه بالتحام سياسي بين مصر والأردن وبلاده.. التبعية هي ما يقصد روشتة صهيونية يصفها لنا مندوب إدارة أمريكية متصهينة، لا ترد إلا علي رءوس مجانين في إدارة يرأسها معتوه.