»أستاذة مديحة.. في معرض الحديث عن ضرورة تنقية كتب التراث مما بها من خرافات وأكاذيب تم إسنادها للنبي صلي الله عليه وسلم افتراء عليه، قرأت لكِ اقتراحا كررته أكثر من مرة وهو إعادة طبع تلك الكتب في إصدارات جديدة بعد مراجعتها المراجعة الدقيقة وحذف الافتراءات والخزعبلات منها، وبرغم وجاهة هذا الاقتراح إلا أنه مكلّف ماديا نظرا للكم الهائل من تلك الكتب المطلوب تنقيتها وبالتالي الكم الهائل من الإصدارات الجديدة المطلوب طباعتها في هذا المضمار، وفي الواقع فإن هذه التكلفة الباهظة سوف تعيق عملية التطهير من أساسها وتقف حائلا منيعا دون الأخذ بها.. ولذلك أقدم لكِ اقتراحا آخر أقل تكلفة وأيسر كثيرا مما يظنون خاصة وأن الثمين في تلك الكتب أكثر من الغث بها، ولأننا نعترف أيضا أن كتب التراث تتضمن في محتواها الأحاديث الصادقة والتي لا تتعارض إطلاقا مع نصوص القرآن الكريم.. فما هو المانع من طبع كتيب صغير يضم كل الأحاديث المكذوبة والقصص الخرافية والخزعبلات وكذلك الأحاديث الضعيفة والتي أتعجب من مشايخنا الأفاضل الذين لايزالون يصرون علي ترديدها والأخذ بها رغم كونها غير مؤكدة وذلك حتي في مقالاتهم وأحاديثهم الإعلامية..».. هذه الرسالة الكريمة تلقيتها من القارئ المثقف الأستاذ محمد فهمي عبد العاطي وهو واحد من خبراء التربية والتعليم في مصر، وأضم صوتي لصوته، فالحقيقة أن طبع كتيب صغير يضم كل الأكاذيب والخرافات هو اقتراح عملي فعلا يا أستاذ فهمي وغير مكلف ماديا إطلاقا مما يشجع الجهات المعنية بالأمر علي تنفيذه، ولو تم الأخذ به فعلا فسوف يحرص كل الناس علي اقتناء ذلك الكتيب ليكونوا علي بينة من كل الأمور ومدي علاقة النبي صلي الله عليه وسلم بها.. وها أنا أعمل بنصيحتك الثانية يا أستاذ فهمي والتي دائما ما تكررها عليّ وأؤكد للمرة المائة »مابنقولش ولعوا في كتب التراث بجاز ولكن طهروها من كل ما هو منسوب ظلما للرحمة المهداة للعالمين».. فبعد أن رأينا من أحاديث لا يقبلها عقل ولا منطق أصبحنا ندرك أن إنكار حديث مشكوك فيه خير من إدخاله إلي ساحة التقديس، لأن تقديم الرواية المكذوبة علي أنها من المنهج وإدخالها في ساحته هو جريمة بشعة وأبشع حتي من جريمة الإعراض عن تدبر المنهج.. فغير المتدبر لمنهج الله تعالي ربما يصحو يوما ويعود للحق عبر فطرته النقية التي فطر الله تعالي الناس عليها، بينما التائه الذي يحسب الباطل حقا لا يمكنه أن يصل إلي الحقيقة في يوم من الأيام.. ومازلت أتساءل إن لم يكن هذا افتراء للكذب علي الله تعالي فماذا يكون.. وبما نسمي تلفيق الروايات واعتبارها من المنهج عبر الزعم بأنها صحيحة وإجبار الناس علي ذلك وتغييب عقولهم ومنعهم من إعادة النظر في هذه الروايات أو معايرتها علي كتاب الله تعالي.. ألا يخلق هذا الضلال والإضلال مع مرور الزمن حالة يُحمل فيها الرجال والروايات علي سكة التقديس، وتُخلق فيها الجُدر التي تمنع الأجيال من رؤية الحق الذي يحمله كتاب الله تعالي.. عام سعيد بإذن الله سنة راحت بالسلامة وسنة جاية بابتسامة علي مصر كلها، رئيسها وشعبها وجيشها وشرطتها ومزيدا من النجاحات والإنجازات بإذن الله.. ما قل ودل: عارف حتبقي مرتاح امتي؟.. لما تبطل تصالح المقموص وتوضح للغبي وتشرح للي فاهم غلط وتعاتب اللي مابيسألش..