شبه جزيرة القرم، أصبحت في أوائل عام 2014 محوراً لأخطر أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة وذلك بعد الاطاحة بالرئيس الأوكراني المنتخب والموالي لروسيا »كوفيتش» باحتجاجات شابها العنف في العاصمة كييف، عندئذ قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة عليها، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة وأغلبهم من الروس، في استفتاء عام للانضمام الي روسيا الاتحادية، لكن أوكرانيا والدول الغربية اعترضت علي الاستفتاء ووصفته بغير الشرعي، وكانت الامبراطورية الروسية سيطرت علي القرم وضمتها عام 1783 وظلت جزءا من روسيا حتي عام 1954 عندما قام الزعيم السوفيتي »نيكيتا خروشوف» باهدائها الي جمهورية أوكرانيا السوفيتية. التاريخ يعيد نفسه حيث قامت حرب القرم بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية عام 1853م بهدف تحجيم الامبراطورية الروسية الطامعة في السيطرة علي شبه جزيرة القرم، وقد اقتضت العلاقة بين مصر وتركيا »الدولة العثمانية» آنذاك أن يشترك جيش مصر البري والبحري في تلك الحرب.. كما طلب السلطان عبدالمجيد من عباس الأول والي مصر إرسال قوة مصرية للمعاونة في الحرب، حيث كان للجيش المصري دور كبير في مساعدة العثمانيين للقضاء علي النفوذ الروسي.، لقد تصدت الحامية المصرية للجيش الروسي ونجحت في صده وكبدته خسائر كبيرة واضطرت القوات الروسية الي الانسحاب عقب تولي محمد سعيد حكم مصر، وانتهت حرب القرم بفوز الدولة العثمانية.. والآن روسيا تعيد التاريخ بنشرها صواريخ جديدة في القرم وسط التوتر مع أوكرانيا علي خلفية احتجاز موسكو لثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية للسيطرة علي البحر الاسود، وأعلنت أوكرانيا الأحكام العرفية وحالة الطوارئ لصالح من؟.