حسن حسني أو عم حسن كما يطلقون عليه في الوسط الفني، غادر القاهرة متجهاً إلي العاصمة الفرنسية باريس من أجل العلاج حيث يعاني مشاكل في الكلي، بعد أن أجل سفره إلي باريس لتكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كونه واحداً من أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية. أمتلك مفاتيح كل شخصياتي هرب من الشر إلي الكوميديا »أنا فرحان أوي إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسة عايش علشان أشوف التكريم بعيني»، كلمات أبكت حسن حسني والحضور في ليلة الافتتاح وفي اليوم التالي أقيمت ندوة له أدلي خلالها بتصريحات عديدة، وظهر حسن حسني بملابس شبابية، مليئة بالألوان، كان أكثر حيوية مرتدياً معطفاً من الجلد أحمر اللون، مع قميص أبيض، ونظارة شمسية لامعة. أشاد في بداية الندوة بالتنظيم الجيد لحفل الافتتاح الكبير، مشيراً إلي تلقيه أكثر من عرض للتكريم في عدد من المهرجانات الفنية، لكن مهرجان القاهرة كان له مذاق خاص بالنسبة له معتبراً المهرجان حدثاً فنياً عريقاً. وتحدث حسني عن أعماله الفنية في الندوة التي حضرها كل من محمد حفظي، رئيس المهرجان، والمنتج محمد العدل، والفنانة سلوي محمد علي، فيما أدارها الناقد طارق الشناوي، لافتاً إلي إمكانية حصره في دور الشرير في السينما المصرية لولا رفضه لهذه الأدوار وتفضيله الكوميديا، وأرجع ذلك إلي تقديمه دوراً شريراً ناجحاً في بداية حياته الفنية مع المخرج عاطف الطيب، لتنهال عليه الأدوار من نفس النوعية. وحول تفضيله الكوميديا، أكد تأثره بجميع الممثلين الكوميديين السابقين، لافتاً إلي أن الشعب المصري »دمه خفيف» وملهم لكل الفنانين ومن الصعب أن يستطيع أحد إضحاكه، ونوه بأنه لا يفتعل الكوميديا ولا يسعي للإضحاك بأي ثمن، وتحدث كذلك عن رفضه تكرار الشخصيات التي يجسدها. وتحدث أيضاً عن امتلاكه مفاتيح كل الشخصيات التي جسدها خلال مشواره الفني، وأكد أنه يدخل في الشخصية التي يجسدها ويندمج بها حتي تخرج بالشكل الطبيعي الذي تصل إليه، وأكد أنه لم يكرر أي شخصية قدمها من أجل المال وبحثه عن التجديد في أدواره. وأشار حسني إلي أنه لم يهتم في يوم ما بمكان اسمه علي »تتر» أي فيلم لأن هدفه هو الوصول للناس بالعمل الجيد الذي يترك ذاكرة لدي المشاهدين. وعن استعداده للأعمال قال: »إذا لم أستحضر الشخصية التي أجسدها لا أذهب إلي لوكيشن التصوير، ولا أنام إلا عندما أجسدها بالشكل الذي تصورته منذ قبولي إياها» وأكد أنه لم يكن يبحث عن حجم مشهد أو أين يوضع اسمه علي التترات، بل كان يبحث دائماً عن الأدوار التي تدخل القلوب وتترك بصمة في ذاكرة الجمهور كذلك أضاف: »في أوقات كثيرة عرض عليَّ سيناريو به دور كبير وكنت أرفضه وأبحث عن سيناريو به مشهد واحد ولكن مهم». أما عن علاقته بالصحافة والإعلام، فأكد أنها جيدة وإن كان لا يحب الظهور الإعلامي، مشيراً إلي اكتفائه بتقديم الأدوار ليأتي دور الصحافة في تقييم الأعمال. وعن لقائه بالملكة فريدة زوجة الملك فاروق قال حسني: »قدمت كل الأدوار التي حلمت بتقديمها، ولكن يوجد بعض الأدوار من المسرح العالمي أتمني أن أجسدها وبمناسبة حديثه عن الأعمال المسرحية، روي موقفاً مع الملكة فريدة زوجة الملك فاروق أثناء تقديمه مسرحية »إيزيس وأزوريس» في فرنسا وقال: »كانت أول الحاضرين الملكة فريدة التي طالما حلمت أن التقط صورة معها، وبعد انتهاء العرض طلبت أن تتصور معي، وكنت سعيداً جداً بهذا»، لافتاً إلي عدم معرفته بمصير الصورة، هذا دوره المفضل، وحول أفضل الشخصيات التي جسدها، أشار إلي اعتزازه بشخصيته في فيلم »سارق الفرح» واعتبرها من أصعب وأقوي الشخصيات خلال مشواره الفني، وأكد عرضه علي مخرج الفيلم داود عبد السيد المشاركة به ولو دون أجر، لافتاً إلي حصوله علي 5 جوائز بفضل شخصية »ركبة» التي جسدها في الفيلم، لهذا أبكي جميل راتب قبل موته. فيما تحدث المخرج طارق الشناوي في الندوة نفسها عن بكاء حسن حسني للفنان الراحل جميل راتب، لافتاً إلي أنه بكي من أحد مشاهد مسلسل »رحيم» الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، وهو مشهد رعاية الممثل ياسر جلال لحسن حسني، وذلك لمعايشة جميل راتب موقفاً مماثلاً في حياته، وتحدث الشناوي كذلك عن اعتبار المخرج عاطف الطيب الفنان حسن حسني الورقة الرابحة في أعماله، ولفت كذلك إلي انتظار الجميع في المهرجان القومي للسينما عام 1993 فوز فنان كبير مثل أحمد زكي، أو نور الشريف، أو محمود عبدالعزيز، ليفاجأ الجميع بفوز حسني عن دوره بفيلم »دماء علي الأسفلت». وتحدث الحضور في المؤتمر عن تأثير حسني علي جيل فني كامل، بينهم المنتج ورئيس المهرجان محمد حفظي، الذي قال إنه بدأ العمل في مجال السينما عام 2001 ووجد أمامه حسن حسني الذي يري أنه مدين له بالشكر. كما وجه المنتج محمد العدل كلامه لحسن حسني، قائلاً: »أنت صاحب فضل علي هذا الجيل بأكمله خلال ال20 عاماً الماضية، سواء من فنانين أو مخرجين».