قال الفنان حسن حسني: إنه من بين الفنانين الذين لا يهتمون بفكرة ترتيب الأسماء بقدر الاهتمام بجودة الدور; حيث عرضت عليه عدة أعمال بطولة مطلقة واعتذر عنها, وأخري كان دوره فيها مشهد واحد ورغم ذلك وافق عليها في الحال لأنها تدخل قلوب الناس, وعلي سبيل المثال فيلم الهجام الذي ظهر من خلاله في مشاهد بسيطة ولكنه ترك علامة مع الجمهور وهذا ما يبحث عنه. وأضاف حسن حسني خلال ندوة تكريمه أمس ضمن فعاليات المهرجان بحضور محمد حفظي رئيس المهرجان, محمد العدل, والفنانة سلوي محمد علي, وأدارها الناقد طارق الشناوي, أنه بدأ مشواره الفني مع المخرج عاطف الطيب, وكان دوره شرا ثم حصره بعد ذلك المخرجون في هذه الأدوار لأدائه المتميز فيها, مما جعله يعترض بعد ذلك علي هذه النوعية من الأدوار لرفضه حصره فيها, ثم أصبح فيما بعد ينظر للأدوار المختلفة الجيدة سواء كوميديا أو خير أو شر ويجعل الدور يسوقه لأنه يسير بمبدأ أحب الشخصية علشان تحبني. وأوضح أنه رغم طول مشواره الفني إلا أن هناك أعمالا في المسرح العالمي يتمني تقديمها, وهناك أدوار أخري وجد أنه أبدع فيها ولا يستطيع تكرارها مثل دوره في فيلم سارق الفرح إخراج داود عبد السيد, وجسد فيه شخصية ركبة الأوراداتي; حيث كان علي استعداد لتقديمه حتي لو كان بدون مقابل, وكانت مرهقة ولم يأت له النوم إلا بعدما يصل لمفاتيح الشخصية وحصل عليه علي عدة جوائز. وأشار إلي أنه تعلم الكوميديا من الشعب المصري الذي يراه أخف دم في العالم, ومن الصعب إضحاكه لأنه يعلم بكل مخابئ الكوميديا, فهو تعلمها من كل الأجيال القديمة التي أثرت فيه, موضحا أنه يعتبر كل نجوم الكوميديا أبناءه, كما حاول خلال مشواره الفني إظهار مواهب جديدة وبالفعل نجح في ذلك وكلهم الآن كوميديانات جيدين. وأعرب حسني عن سعادته بتكريمه في الدورة ال40 لمهرجان القاهرة السينمائي, حيث يفخر بهذا التكريم لأنه جاء من مهرجان عريق يراه من أقدم المهرجانات حيث تعتبر مصر أقدم دولة تقدم مهرجان سينما في الشرق الأوسط, ومن هنا كانت مصدر سعادته بالتكريم وهو علي قيد الحياة, خاصة أنه سبق أن رفض العديد من التكريمات لأنه يراها لن تضيف له شيئا, وبالتالي الجلوس في المنزل أفضل. وأوضح أن عدم حديثه كثيرا في الإعلام لا يرجع لكونه يكره الصحفيين بل بالعكس يحبهم ويحترمهم, والدليل علي ذلك أنه في إحدي مسرحياته إيزيس وأوزوريس حضرتها الملكة فريدة بحضور الناقدة آمال بكير وبعد انتهائها طلبت الملكة التصوير معه وتوسطت في ذلك بكير ولم يصدق نفسه وقتها وبالفعل تصور معها, وحتي الآن لم يحصل علي هذه الصورة أو يسأل عنها حتي لو علي سبيل الذكري وظل وقتها محل سخرية من الناقدة آمال بكير لعدم مطالبته بالصورة, لهذا فهو يري أنه من الأفضل أن يقدم أعماله ويترك الرأي للنقا. ومن جانبه قال محمد حفظي رئيس المهرجان: إن تكريم المهرجان لفنان قدير مثل حسن حسني وهو يستحق جائزة كبيرة مثل فاتن حمامة التقديرية; حيث تربي علي أعماله وتعاون معه وأثر في جيله وله فضل كبير علي أبناء جيله, مشيرا إلي أن حسني كان يعمل حبا في العمل, وبالتالي لا بد من إعادة عرض أعماله واكتشافها مرة أخري. بينما قال المنتج محمد العدل: إن عم حسن كما يحب أن يناديه هو المشخصاتي وله فضل علي هذا الجيل بأكمله, من نجوم الكوميديا والتراجيديا, ممثلين ومخرجين, وتكريمه تكريم للمهرجان أكثر منه أن يكون له هو, كما أنه المكرم الوحيد الذي لم يعترض عليه أحد من اللجنة الاستشارية. وأضاف المخرج أشرف فايق أنه يفضل مناداته بابا حسن ففي ال20 عاما الأخيرة كان يرسل له سيناريو ليكون ضمن أبطال العمل إلا أنه كان يعتذر عنه لعدم إيمانه به, فهو فاهم في كل شيء وهو الأب الحنون الذي يهتم بالكيف وليس الكم, مشيرا إلي أنه شرف بالتعاون معه في فيلم ليه يا بنفسج وكان يبكيه أداؤه فرغم صعوبة الدور إلا أنه كان مبدعا, وبالفعل حصل علي عدة جوائز عن دوره في هذا العمل.